في خطوة جديدة تستهدف أهالي محافظة ديالى في
العراق، بدأ عناصر مليشيا "الحشد الشعبي"، باتباع سياسة عزل أحياء ومدن بالمحافظة عن بعضها، وقامت بإغلاق المداخل والمخارج بالحواجز الاسمنتية والأكياس الترابية، ولم تبق إلا حاجزا واحدا على مدخل كل حي.
وبعد إحكام الميليشيا الشيعية السيطرة على أجزاء من مركز مدينة المقدادية، قامت بعزل حي المعلمين عن منطقة الطاطون، بوضع سواتر ترابية وإسمنتية عند مداخله ومخارجه، مما أدى إلى استياء وتذمر الأهالي، الذين باتوا يجدون صعوبة كبيرة في عملية التنقل بين أحياء المدينة.
وبحسب أهالي حي المعلمين، فإن هذه الخطوات تأتي ضمن الحملة المستمرة لتهجير السكان، وإجبارهم على إخلاء منازلهم، والهدف الأساسي من ورائها، هو إفراغ هذه المناطق تمهيدا للعبث بديمغرافيتها، حتى يسهل عليهم تقسيمها على أساس طائفي.
قال محسن العزاوي وهو من سكان الحي لـ"عربي21": "لقد استيقظ أهالي الحي على إجراءات أمنية مشددة غير مسبوقة، وسط انتشار مكثف للمليشيات، حيث قطعت أوصاله ليصبح معزولا عن باقي الأحياء المجاورة، بعدما أغلقت جميع منافذه الرئيسية بالحواجز الإسمنتية، وتركت مدخلا ومخرجا واحد فقط، بدعوى حماية السكان من هجمات الإرهابيين".
وأضاف العزاوي الذي يبلغ من العمر 55 عاما، أن عناصر المليشيا الشيعية، بمساندة الأجهزة الأمنية بدأت بالتضييق على أهل السنة، بمنعهم من الدخول إلى منازلهم، إلا بعد إبراز كافة الأوراق الثبوتية والشخصية، معتبرا أن هذه محاولات يائسة لإزعاج وإشغال أهالي هذه الأحياء.
أما عبد الرحمن حسين، هو صاحب أحد محال لبيع الملابس في حي المعلمين، قال إن: "عزل المناطق عن بعضها البعض أثر على تجارتي ورزقي، لأن
الحواجز الإسمنتية وضعت أمام المحلات التي أملكها، ومنعت الكثير من المتسوقين من التسوق، وإذا حاول الزبائن القدوم إلى محلاتي، عليهم أن يستعدوا لاستجوابات من القوات الأمنية التي تساندها المليشيا الشيعية حول مقصدهم، وإبراز بطاقاتهم الشخصية.
وأعرب حسين عن خوفه من "إغلاق الحي في أية لحظة، وفرض
الحصار عليه، وقال لم تعد الحياة طبيعية في ظل التضييق، وسياسية العزل، وقد اضطر الى إغلاق محلاتي التجارية وهجر المنطقة.
إثارة الضغائن
إلى ذلك، ناشد عدد من المواطنين مجلس محافظة ديالى، وضع حد لتجاوز هذه الميلشيات من خلال إزالة الحواجز الإسمنية، والكف عن تطويق المناطق السنية، معتبرين أنها تسعى إلى تكريس النزعة الطائفية، وإثارة الضغائن بين سكان ديالى.
من جهته، قال زيد محمد البالغ من العمر 30 عاما، وهو تاجر أجهزة كهربائية، ويملك محلا تجاريا في حي القاطون: "نحن لا نريد بناء حواجز عازلة بيننا وبين الأحياء الأخرى، لتتحول إلى سجون، ونخشى أن تكون هذه الحواجز بداية لعزلة أكبر، من خلال إجراءات أمنية أكثر تشددا قد تتطور مستقبلا، لتصل إلى حد يمنعنا من الخروج والدخول، عندها لن نتمكن من رؤية زبائننا وستتعطل أعمالنا".