هل أنقذ إسلاميو
تونس الديمقراطية في بلادهم؟ الجواب نعم، حسب صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، ففي مقال أعدته من العاصمة التونسية لويزا لوفلك قالت فيه إن الحزب الإسلامي، الذي هيمن على الحياة السياسية فيما بعد ثورة عام 2011 والإطاحة بزين العابدين بن علي، اعترف بهزيمته أمام حزب علماني.
وتشير الصحيفة إلى أن حزب
النهضة، الذي نبع من داخل حركة الإخوان المسلمين، والذي تبنى أجندة سياسية معتدلة، قدم تهانيه لحزب نداء تونس، على فوزه في
الانتخابات في عملية انتخابية غير مسبوقة في العالم العربي.
وأظهرت النتائج النهائية تفوق حزب نداء تونس على النهضة، فيما تراجعت بقية الأحزاب. وتفيد الصحيفة أن حزب النهضة هو آخر الأحزاب الإسلامية التي نجت من الاضطرابات، التي عاشتها الدول العربية في مرحلة ما بعد "الربيع العربي"، واختار لعبة التنازلات على المواجهة مع منافسيه من الأحزاب العلمانية واليسارية.
وتضيف الصحيفة أن النهضة فقد جزءا من شعبيته بعد فشله في السيطرة على العناصر المتطرفة، ومقتل ناشطين يساريين معروفين في العام الماضي، وقتل الإسلاميون عددا من رجال الشرطة في هجمات متفرقة. وسافر إلى سوريا عدد كبير من الشبان التونسيين أكبر من أي دولة، حيث انضموا للجماعات القتالية هناك، خاصة المتشددة.
وترى الكاتبة أن اعتراف حركة النهضة بارتكاب أخطاء قام بتأكيد موقف الأحزاب المعارضة منها، ولكنها في الوقت نفسه أنقذت عملية التحول الديمقراطي في تونس من الانهيار.
وتعتقد لوفلك أن هزيمة النهضة تعكس شعورا متزايدا بعدم قدرة الإسلاميين على إدارة دفة الحكم، وهي عملية أدت لتعطيل العملية الديمقراطية في كل من مصر وليبيا.
وتلفت الكاتبة إلى توجيه النقاد للنهضة والأحزاب التي تحالفت معها ضمن ترويكا حتى انهيارها في كانون الثاني/ يناير، اتهاما بالفشل في إدارة اقتصاد البلاد، والتي لا تزال في مرحلة ما بعد الثورة تعاني من مشاكل.
وتذهب الصحيفة إلى أن الانتخابات تترك حزب نداء تونس بهامش الانتصار الضيق، وحزب النهضة أمام إمكانية التعاون، حيث سيقضي الحزبان الأسابيع المقبلة وهما يتباحثان حول شكل الحكومة المقبلة ورئيس الوزراء. وقال زعيم النهضة الشيخ راشد الغنوشي: "مهما كانت طبيعة الشخص الذي في القمة فحزب نداء تونس والنهضة هما الحزبان اللذان تحتاجهما تونس، لتشكيل حكومة وحدة وطنية وتحقيق إجماع سياسي".
ومن المتوقع أن تتبع الانتخابات الرئاسية في الشهر المقبل، والتي ستؤخر، تعيين رئيس الوزراء.
وتختم لوفلك مقالتها بالمقارنة مع الوضع في مصر، حيث أطاح الجيش المصري بالرئيس المنتمي للإخوان المسلمين، محمد مرسي، فقد وعدت حركة النهضة بعدم الترشح لمنصب الرئاسة في الانتخابات المقبلة. وستظل نتائج انتخابات يوم الأحد امتحانا لتصميم النهضة، خاصة أنها أكدت أهمية حكومة وحدة وطنية تشارك فيها كل الأحزاب، لحل مشاكل تونس الملحة وإصلاح الاقتصاد والبنى الأمنية.