نشر موقع "ميدل إيست آي" (مراقبة الشرق الأوسط) مقالا للصحافي الفلسطيني محمد عمر حول مشاركة
حماس في
الانتخابات الرئاسية والبلدية القادمة. كشف فيه عن أن حماس بدأت بالتحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة، بحسب تصريح للقيادي في الحركة خليل الحية.
ويقول عمر "هذه هي المرة الأولى التي تقرر فيها الحركة دخول السباق الرئاسي، وقد نشهد قائدا في حماس يستلم زمام السلطة الفلسطينية".
ويضيف "في تعليق له خلال عطلة نهاية الأسبوع، قال الحية إن حماس ملتزمة بالعمل مع حكومة التوافق في
غزة، ولكنها أيضا تريد ضمان وجود استراتيجية عمل عندما تجرى الانتخابات، وأكد أن حركته مصرة على العمل لإنهاء الانقسام وبناء المنظمات الوطنية على أساس الشفافية والشراكة. من غير المسموح لطرف أن يحتكر العمل".
وذكر الموقع بأن هذا الإعلان جاء خلال حفل تأبين أقيم في بلدة بيت حانون شمال القطاع؛ لتأبين 2100 شهيد سقطوا خلال 51 يوما من الحرب على غزة، وحضره الآلاف، وعلى رأسهم رئيس الوزراء السابق إسماعيل هنية وعدد آخر من قيادات حماس الكبار.
ويرى الكاتب أن هذا التصريح يهدف لعرض التوجهات الجديدة لدى الحركة، حيث كرر الحية الدعوة لإجراء الانتخابات، ودعا لمزيد من التقارب بين العمل السياسي والعسكري في وجه الاحتلال
الإسرائيلي المستمر.
ونقل الموقع عن الحية قوله "الجميع يدرك أن سياسة الحصار فشلت، وأن حصار المقاومة ولّى إلى غير عودة، .. واكتشفت قوى الظلم في العالم، والتي فرضت الحصار علينا، أنه لا جدوى له بسبب وجود المقاومة".
وكانت إسرائيل قد حاولت اغتيال الحية على مدار السنوات الماضية، وكان آخر هذه المحاولات خلال الحرب على غزة في الصيف الماضي، عندما قصفت بيته فاستشهد ابنه وزوجة ابنه وحفيده، وقبل ذلك استشهد عدد من أقاربه، عندما كان الاحتلال يستهدف بيوتا يظن تواجده فيها، ومع ذلك يبقى الحية مصرا ويعد باستمرار المقاومة، بحسب "ميدل إيست آي"
ويشير الموقع إلى قول الحية "نحن اليوم أكثر ثقة وأكثر يقينا بأنه لا مكان للاحتلال على أرضنا"، مضيفا أن "حماس ستوظف أساليب جديدة، بالرغم من الحصار الذي لم يمنعها من تصنيع المزيد من الصواريخ المحلية وتطوير مداها".
ويبين الكاتب أن عباس وافق من حيث المبدأ على هذا التحرك من حماس، حيث عبّر يوم الأربعاء لإحدى محطات التلفاز المصرية عن استعداده لتسليم السلطة لحماس إن هي فازت في الانتخابات القادمة، حيث قال عباس: "نحن جاهزون للانتخابات الرئاسية من الغد، وإن كسبتها حماس فستستلم السلطة".
ويعتقد عمر أنه قد يفسر هذا الكلام على أنه إشارة للمشكلة التي يعاني منها عشرات آلاف الموظفين الحكوميين في غزة، ولكن إن سُمح لمثل هذا التداول فسيكون هذا تحولا كبيرا عما حصل بعد انتخابات عام 2006، حيث كسبت حماس معظم المقاعد في غزة، وفازت
فتح بالأغلبية في الضفة، مما تسبب في الانقسام، والذي بقي حتى تم إعلان حكومة تكنوقراط في الثاني من حزيران/ يونيو، والذي أوجد أملا بأن وحدة دائمة قد تكون ممكنة.
وبحسب الاتفاقية بين حماس وفتح فإن على الحكومة المؤلفة من 17 وزيرا، ليست لهم انتماءات حزبية، العمل على تكريس الوحدة والسلام، تمهيدا للانتخابات المزمع إجراؤها عام 2015.
ويؤكد عمر أنه إلى الآن ليس هناك حديث داخل الفصائل الفلسطينية عن الانتخابات، أو متى ستجرى، ولكن لو أجريت الانتخابات الآن فإن حماس ستكون هي الفائزة. ففي استفتاء أجراه المركز الفلسطيني للسياسة واستطلاع الرأي تبين أن حماس متفوقة في الاستفتاء على مستوى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لأول مرة منذ أن فازت حماس في انتخابات عام 2006.
ويرجح المحلل السياسي المقيم في غزة، عدنا أبو عمرو، اعتزام حماس إعادة الاستراتيجية التي اتبعتها في انتخابات عام 2006، وتتمدد إلى خوض الانتخابات الرئاسية. وقال لـ "ميدل إيست آي": "إن حماس تخشى أن تكون الانتخابات القادمة هي البوابة الناعمة التي ستخرج الحركة من خلالها من المسرح السياسي".
وأضاف أبو عمرو للموقع أن حماس لن تسمح بحصول هذا وقد تعلمت من تجربة الحكم، وهي مستعدة لتصحيح الأخطاء والتطوير من نفسها، بالإضافة إلى ذلك فإن الحركة تعلم أن الوقت مناسب لتحقيق التفوق.
ويفيد الاستفتاء الذي أجري على عينة من 1000 فلسطيني في الضفة الغربية وغزة، أن الازدياد غير المسبوق في شعبية حماس يُعزى إلى صمودها 51 يوما من الحرب الإسرائيلية على غزة الصيف الماضي، وفق الموقع.
ويتابع الموقع سرد نتائج الاستفتاء، إذ حصل هنية في الاستطلاع على 60% من الأصوات في منافسة ثنائية مع محمود عباس، الذي لم يحصل سوى 32% من الأصوات.
ويورد الكاتب أن أكثر من 50% ممن تم استطلاعهم قالوا إنهم يعتقدون أن المقاومة المسلحة هي الطريق الأكثر احتمالا في تحقيق أهداف الفلسطينيين في الحصول على دولتهم، مما يشير إلى أن أكثر من 50% يتبنون استراتيجية حماس في المقاومة المسلحة لإنهاء الاحتلال.
ولفت الكاتب إلى أن وثائق داخلية لحماس أشارت إلى تراجع في شعبيتها، وكان هذا التحول واضحا قبل حرب 2014، حيث أشار استطلاع أجراه معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى بأن 70% من سكان غزة أرادوا من حماس الحفاظ على وقف إطلاق النار مع إسرائيل، بينما فضل 57% من المستطلعين قيادة فتح على حماس.
ويذهب عمر إلى أن شعبية حماس على ما يبدو عادت، والأهم من ذلك أنها في تزايد في الضفة الغربية، حيث هناك استياء فيما يخص تصرفات السلطة، التي فشلت في التقدم في المفاوضات ومنع توسيع المستوطنات، وقامت بقمع مؤيدي غزة بقوة خلال أشهر الصيف.
ويرى أبو عمرو بأن حماس في وضع جيد للفوز بالانتخابات، حتى لو تراجعت شعبيتها في غزة، وذلك لعدة عوامل: "رياضيا، عدد سكان الضفة الغربية أكبر من عدد سكان قطاع غزة، وهذا قد يعوض أي خسارة محتملة في غزة، حيث عدد السكان أقل".
وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فقد بلغ عدد سكان الضفة الغربية عام 2010 2.5 مليون فلسطيني، وفي غزة 1.7 مليون، وبالإضافة إلى ذلك فإن عدد من يحق لهم التصويت في الضفة الغربية هو ضعف عدد من يحق لهم التصويت في غزة، مما يزيد من فرص حماس، بحسب الموقع.
ويخلص الكاتب إلى الإشارة لقول المراقبين والمعلقين بأن السلطة الحالية يمكنها تحسين فرصها، إن هي نجحت في فتح معابر غزة، وأسرعت في إعادة بنائها وتعافي اقتصادها. ولكن إن كان لدى حماس أسير، وقامت بمبادلته، كما فعلت مع شاليط، فإن شعبيتها ستقوض فرص السلطة.