علقت صحيفة "إندبندنت" البريطانية على اجتماع القادة العسكريين، الذي حضره الرئيس باراك
أوباما، وأداره رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي في واشنطن، للتباحث في الخطوات الواجب اتخاذها تجاه تنظيم الدولة المعروف بـ "
داعش"، بأنه يأتي في ظرف صعب للرئيس الأميركي، الذي يحضر للانتخابات النصفية وتتراجع شعبيته.
وتقول الصحيفة إنه لم يعلن عن خطوات عملية بعد الاجتماع، الذي حضره مسؤولون عسكريون من 20 دولة، ولكنه كان من أجل مراجعة الاستراتيجية التي أعلن عنها أوباما لإضعاف وهزيمة "داعش".
وتضيف الصحيفة أن المفهوم العام الذي ساد بين الرأي العام، هو أنه في الوقت الذي تقرر فيه أميركا، القوة العظمى في العالم، مواجهة "داعش" فسيفر ويتراجع، وهو ما لم يحدث في الحقيقة؛ لأن الحملة العسكرية كانت منذ البداية طويلة.
وترى الـ "إندبندنت" أن الأمور، على ما يبدو، لا تسير على ما يرام، إن استبعدنا تفاؤل الأميركيين وهوسهم بالنتائج السريعة.
وتشير الصحيفة للحرب الدائرة في بلدة عين العرب/كوباني، التي لا يزال المقاتلون الأكراد، وبمساعدة من الغارات الجوية الأميركية، يحاولون منع سقوطها بيد
قوات "داعش"، على الأقل في الوقت الحالي.
وتستدرك الصحيفة: لكن الأميركيين يصرون على تصوير كوباني بأنها عرض جانبي، والساحة المهمة هي العراق. ولكن الحملة العسكرية في هذا البلد لا تزال فاشلة، وبشكل ذريع. فمحافظة الأنبار لا تزال بيد قوات "داعش"، والجيش العراقي ليس في مستوى قوة التنظيم. وبسبب تقدم الأخير المستمر فهناك مئات الآلاف من اللاجئين الجدد، الذين يفرّون من أمامه في طريقهم نحو بغداد. وفي الوقت نفسه تقوم الميليشيات الشيعية بحملة انتقام ضد السنة.
وتجد الصحيفة أن مشاكل أوباما في الشرق الأوسط تفاقم مشاكله في الداخل. فتصريحات نائب أريزونا، والمرشح الرئاسي السابق جون ماكين، من أن "(داعش) ينتصر في الحرب أما نحن فلا"، تعبر عن مزاج يؤمن به حتى الديمقراطيين.
ويعتقد التقرير أن السياسة الخارجية والأمن يلعبان مرة أخرى دورا في تقرير مسار السياسة الداخلية الأميركية، ويعتبران الآن موضوعين أساسيين في
انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر النصفية، مما يجعلهما استفتاء على شعبية أوباما. وفي ضوء تراجع شعبيته فستكون الانتخابات فرصة لتقوية صفوف الجمهوريين في الكونغرس، مما سيحول هذا الرئيس من بطة عرجاء إلى بطة ميتة.
وتستهجن الصحيفة محاولة أوباما بمجرد إنهائه الحروب في العراق وأفغانستان إخراج الولايات المتحدة من مشاكل الشرق الأوسط، والتفرغ لتحسين العلاقات مع دول البحر الهادئ. وبدلا من ذلك يغوص اليوم إلى وسطه في مشاكل المنطقة. وأجبر على إرسال مقاتلاته، متعهدا بعدم إرسال قوات برية للعراق.
ويذكر التقرير أنه وفي الوقت الذي يحذر من وضع كفيتنام، لكن هذه المقارنة مبالغ فيها. فعلى خلاف "داعش" لم يخطط جيش شمال فيتنام عمليات إرهابية ضد أهداف أميركية، ولم تكن لدى الفيتناميين خطط للهيمنة والتسيّد مثل "داعش"، ويتفق العراق وفيتنام في شيء واحد وهو الحرب الزاحفة.
ويلفت التقرير إلى أنه صحيح أن أوباما سيؤكد عدم إرسال قوات برية لكن إلى متى؟، فقد سمح الجنرال ديمبسي باستخدام طائرات أباتشي تحلق على ارتفاع منخفض، وضرب "داعش" ومنعه من التقدم نحو مطار بغداد. ويقوم المستشارون الأميركيون بتقديم النصح للقوات العراقية.
وتخلص الصحيفة إلى أنه بالرغم من أن أوباما دخل الحرب هذه مترددا، لكنه لن يخرج منها مترددا، مما يعني أنه سيختار عاجلا أم آجلا رفع مستوى المعركة، ويرسل قوات برية، وسيكون هذا القرار من أصعب القرارات لرئاسة تترنح.