قال عبد المالك سلال مدير
حملة الرئيس
الجزائري عبد العزيز
بوتفليقة المترشح لولاية رابعة في خطاب انتخابي، أمام آلاف الطلبة بقاعة ضخمة بالعاصمة، إن ما يسمى "
الربيع العربي" الذي أطاح بعدة أنظمة في المنطقة "حشرة" أغلقت الجزائر كل الأبواب أمامها.
وخاطب سلال -الذي كان قبل تكليفه بإدارة بوتفليقة الانتخابية رئيسا للوزراء- الحاضرين بالقول: "البعض يتكلم لنا عن الربيع العربي، لم نفهم هذه الحشرة من أين أتت! نحن أغلقنا الباب أمامه ولن يستطيع الدخول، وإذا أراد الدخول من النافدة لدينا مبيد الحشرات للقضاء عليه".
وكان مدير حملة بوتفليقة يتحدث عن موجة الثورات التي شهدتها المنطقة العربية منذ عام 2011، وأطاحت بعدة أنظمة في المنطقة.
وتشهد الجزائر خلال الأيام الأخيرة موجة احتجاجات لنشطاء وأحزاب رافضة انتخابات الرئاسة وترشح بوتفليقة لولاية رابعة طالبت خلالها برحيل النظام الحاكم بطرق سلمية.
وأكد سلال في كلمته مخاطبا طلبة الجامعات: "كونوا مطمئنين بلادكم قوية، ثقوا في بلادكم؛ لأنه بدون استقرار من الصعب جدا تحقيق تطور اقتصادي".
وكان بوتفليقة المرشح لولاية رابعة خلال انتخابات الرئاسة المقررة في 17 نيسان/ أبريل القادم، أعفى الخميس الماضي سلال من مهامه كرئيس وزراء واستدعاه لإدارة حملته الانتخابية.
وبرر سلال في كلمته السبت ترشح بوتفليقة بالقول: "نحن بحاجة لهذا الرجل الذي سخر حياته كلها لصالح الجزائر، ونحن بحاجة له اليوم لكي يواصل المسيرة".
وتحدث عن برنامج بوتفليقة قائلا: "في برنامجنا هدفان؛ الأول مواصلة التجديد السياسي من اجل انفتاح ديمقراطي أكبر، والثاني مواصلة تطوير الاقتصاد بخلق الثروة لخلق مناصب الشغل".
وأضاف: "نحن من خلال هذه الحملة الانتخابية تحت اشراف مرشحنا بوتفليقة، سنبين للعالم أجمع ان شبابنا بلغ مستوى كبيرا من الرقي، وسنخوض الحملة بكل روح ديمقراطية".
يشار إلى أن هذا هو التجمع الانتخابي الأول من نوعه لصالح المرشح بوتفليقة، وحضره آلاف طلبة الجامعات المنتمين لسبع منظمات طلابية، أعلنت سابقا دعمها ترشحه لولاية رابعة خلال انتخابات الرئاسة القادمة.
مطالب بتغيير النظام ورفض ترشح بوتفليقة
نظمت عدة حركات مدنية السبت تجمعات احتجاجية بوسط العاصمة الجزائرية ضد ترشح الرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة في انتخابات 17 نيسان/ابريل وللمطالبة بتغيير النظام ومكافحة الفساد.
وتجمع المئات من المساندين للحركة الاحتجاجية "بركات" (كفى) بالقرب من الجامعة المركزية تحت شعار "لا لولاية رابعة لبوتفليقة".
وعلى غير العادة لم تتدخل الشرطة لمنع المظاهرة أو توقيف المشاركين فيها كما حدث في المرتين السابقتين، بسبب "منع المسيرات والمظاهرات في العاصمة" بحسب قانون صدر في 2001.
واكتفت الشرطة بتطويق المحتجين لمنعهم من عرقلة حركة المرور في شارع ديدوش مراد اكبر شارع في وسط الجزائر.
ورفع المحتجون لا فتات كتب عليها "بركات من حكم المخابرات" و"بركات من مهزلة انتخابات 2014" و "لا للعهدة (الولاية) الرابعة".
وكان من بين المحتجين أساتذة جامعيون وصحافيون وأطباء وطلاب.
وارجع الصحافي مصطفى بلفوضيل احد قادة حركة "بركات" سبب تغيير السلطة لموقفها من قمع المظاهرات إلى أن "السلطة وجدت نفسها محرجة أمام الصور التي شاهدها العالم عن قمع المظاهرات".
وأضاف "أرجوا انهم فهموا أننا لسنا حركة تخريبية.. وأنه حان للسلطة ان تقدم بعض التنازلات".
وبالنسبة لعبد الله (21 سنة) الطالب في كلية اللغات الأجنبية بجامعة الجزائر2 فان الوقفة الاحتجاجية "ليست ضد بوتفليقة فقط وإنما ضد النظام الفاسد". أما الدكتور الطيب بن ضيف الله المشارك في الاحتجاج فاكد "أنا بصفتي طبيب اجزم ان شخصا قضى شهرين في مستشفى فال دوغراس (بباريس) بعد جلطة دماغية حالته خطرة جدا ولا يمكن أن يقود الجزائر".
واستفادت بعض الجمعيات الأخرى من "تساهل الشرطة" مع الاحتجاجات تطبيقا لتعليمات من المدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل، لتنظم بدورها وقفات احتجاجية.
وغير بعيد عن شارع ديدوش مراد تجمع عشرات الأشخاص بالقرب مقر البريد المركزي استجابة لنداء حركة جديدة اطلقت على نفسها "جبهة الرفض" ضد الفساد تضم عائلات المفقودين (خلال الحرب الأهلية 1992-2002) و لجنة الدفاع عن البطالين.
وهتف المحتجون بشعار "الشعب يريد تغيير النظام" كما رفع احدهم لافتة كتب عليها "لا للعهدة الرابعة واستمرار منظومة الفساد" وأيضا "التغيير بهدوء".
وبحسب المتحدث باسم هذه الجبهة، رشيد عوين، فان الهدف من الاحتجاج هو "استعادة حقوق المظلومين والدعوة الى مقاطعة
الانتخابات الرئاسية".
كما نظم جنود احتياط سابقون في الجيش الجزائري وقفة احتجاجية للمطالبة بتعويضهم عن السنوات التي عملوا فيها في الجيش بعد انقضاء مدة خدمتهم العسكرية.