علقت صحيفة "
نيويورك تايمز" الأمريكية على تصريحات رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو هذا الأسبوع في واشنطن قائلة إنه قدم موقفين مختلفين حول العملية السلمية التي تقترب من مسارها الحرج.
فما قاله في حضور الرئيس الأمريكي باراك أوباما، يختلف عن الذي تحدث به أمام لجنة العلاقات الأمريكية- الإسرائيلية (إيباك). وفي هذا الخطاب أكد نتنياهو وبحماس على حد تعبير الصحيفة على أهمية تحقيق اتفاقيات سلام بين إسرائيل وجيرانها العرب وانتهاز الفرصة والتقدم للأمام في قضايا مثل الصحة والطاقة والتعليم.
وفي التصريحات الأخرى غير إيباك كان نتنياهو حذرا ومتشككا، فقد طالب
الفلسطينيين بالاعتراف بهوية الدولة اليهودية "بدون اعتذار أو تأخير". وهو ما رد عليه المسؤول الفلسطينيي نبيل شعث بقوله إن نتنياهو يضع نهاية للعملية السلمية لأن الفلسطينيين رفضوا هذا الطلب "يعترف الفلسطينيون بإسرائيل كدولة ولكن ليست كدولة يهودية لأنهم يعتقدون أن هذا سيؤثر على حق عودة اللاجئين"، ولكن نتنياهو قال يوم الإثنين 3 آذار/ مارس في البيت الأبيض إن "اسرائيل عملت جاهدة للتقدم في العملية السلمية أما الفلسطينيون فلا".
ولا يعرف إن كان هذا الكلام تفاخرا قبل أن يواجه الطرفان خيارات صعبة في المحادثات. ولكن الرئيس أوباما لاحظ في لقاء مع "بلومبيرغ فيو" أن الوقت ينفد، ليس لأن الإدارة الأمريكية ستعلن عن مجموعة من المبادئ التي ستكون محلا للنقاش بين الطرفين، وبناء عليها سيقرر الفلسطينيون والإسرائيليون إن كانوا سيتفاوضون عليها أو يرفضونها.
وتشير الصحيفة إلى تصريحات أوباما الواضحة التي قال فيها إنه لم يعثر على توضيح مقنع حول الكيفية التي ستنجو فيها إسرائيل كدولة ديمقراطية ويهودية في نفس الوقت، خاصة أنه سيكون في إسرائيل والضفة الغربية "فلسطينيون أكثر وليس أقل". وفي ظل السياسة الاستيطانية الشرسة التي تقوم بها إسرائيل حيث بنت 2534 وحدة استيطانية في العام الماضي مقارنة مع 1133 في عام 2012 فقد يقرر الفلسطينيون أن دولة فلسطينية مجاورة لإسرائيل ستكون مستحيلة، وأن قدرة الولايات المتحدة على إدارة آثار هذه السياسة ستكون محدودة.
وأشارت الصحيفة أيضا إلى جانب آخر يتعلق بالقيادة الفلسطينية وهو أن الرئيس محمود عباس كبير في العمر ولا أحد يعرف من سيخلفه.
وتقول الصحيفة إن تفاصيل اتفاق الإطار ظلت سرية وهناك مخاوف من أن تميل المبائ نحو اسرائيل وتفضلها مما يعني فشل المفاوضات في التقدم. وتشير الصحيفة إلى تقرير نشرته صحيفة "القدس" المقدسية والذي تحدث عن منح الخطة الفلسطينيين حي بيت حنينا في القدس كعاصمة لدولتهم، مع أن الفلسطينيين طالما تمسكوا بالقدس الشرقية التي احتلت عام 1967 عاصمة لهم.
وقالت الصحيفة إن الخطة الأمريكية التي تقدم بها كيري يتوقع أن تدعو لنهاية للصراع وكل المطالب التي يتمسك بها الطرفان، ويتبعها انسحاب مرحلي من الضفة الغربية (بناء على حدود 1967) وإجراءات مكثفة في وادي الأردن، وطائرات تجسس وأنظمة استشعار للتصدي للمطالب الأمنية الإسرائيلية. وستحتفظ إسرائيل ببعض الكتل الاستيطانية وسيعوض الفلسطينيون عنها بأراض في "إسرائيل".
ومن المتوقع أن يلتقي الرئيس أوباما مع الرئيس الفلسطينيي عباس في 17 من آذار/ مارس الحالي في واشنطن، وبعدها سيزور أوباما السعودية، حيث سيحاول حشد الدعم لعباس والخطة الأمريكية.
وتختم الصحيفة بالتساؤل عن خيارات نتنياهو الذي قال أمام إيباك "أنا مستعد لعقد سلام تاريخي مع جيراننا الفلسطينيين"، "حقيقة ما هي الخيارات الأخرى الدائمة المتوفرة لديه؟ وما هو جوابه طويل الأمد لبقاء إسرائيل إن لم يكن
حل الدولتين؟".