لقاء بادين بقادة دول أوروبا الشرقية الأعضاء في حلف الناتو في
العاصمة البولندية وارسو جاءت لتبديد المخاوف المتنامية في عواصم دول أوروبا
الشرقية الحليفة للولايات المتحدة وعلى رأسها بولندا نتيجة الزيادة المقلقة في حجم
المساعدات الأمريكية لأوكرانيا وردود الفعل الروسية المتوقعة.
مخاوف أكدتها تصريحات الرئيس البولندي أندريه دودا أشار فيها لإعادة
انتشار أكثر من 5 آلاف جندي أمريكي في الأراضي البولندية؛ علما بأن القوات الأمريكية
متواجدة في أوكرانيا منذ أشهر طويلة ما يؤكد بأن الهدف من الزيارة والإعلان بث
الطمأنينة في نفوس مواطني بولندا ودول أوروبا الشرقية القلقة من تحولها إلى ساحة
للصراع والمواجهة التي قد تتطور إلى مواجهة نووية تدفع ثمنها شعوب أوروبا الشرقية؛
في حين تتمتع بثمارها واشنطن ودول أوروبا الغربية الغنية والثرية.
استعدادات الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا الغربية العضو في
حلف الناتو لجولة طويلة من الصراع والاستنزاف مع روسيا في أوكرانيا؛ أطلق العنان
لتظاهرات مناهضة للحرب في بولندا وعدد من عواصم دول أوروبا الشرقية؛ تخللها
مطالبات بالتوقف عن دعم أوكرانيا خشية التورط في الحرب ودفع أثمان باهظة تبلغ حد
تحول دول أوروبا الشرقية إلى ساحة لمواجهة عسكرية مباشرة أو بالوكالة مع بيلاروسيا
أو أقاليم متمردة في أراضيها.
هواجس دول أوروبا الشرقية العضو في حلف الناتو تعاظمت بعد توسع الدعم
العسكري والأمني والاستخباري الأمريكي والأوروبي الغربي لأوكرانيا؛ الذي بلغ حد
تزويد أوكرانيا بالدبابات ومنظومات الصواريخ الأمريكية (هيمارس) إلى جانب مناقشة
تزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة أمريكية؛ وهو دعم لا يوازيه دعم عسكري واقتصادي أمريكي
لدول أوروبا الشرقية التي باتت تتحمل العبء الأمني والاقتصادي والإنساني الأكبر من
الحرب الأوكرانية.
ردود الفعل القلقة في دول أوروبا الشرقية والخشية من دفع أثمان
اقتصادية وأمنية تهديد مباشر للاستراتيجية الأمريكية تطلب تحركا أمريكيا باتجاه أوروبا
الشرقية؛ فالصراع الدولي الذي تدفع ثمنه أوكرانيا ودول أوروبا الشرقية سينتهي على
طاولة المفاوضات يوما ما؛ وستجد دول أوروبا الشرقية نفسها مستثناة من هذه
المفاوضات والحلول المقترحة؛ خصوصا وأنها ستناقش ملفات كبرى كتقاسم النفوذ الدولي
وانتشار الأسلحة النووية التي لاتمتلكها دول أوروبا الشرقية.
هواجس دول أوروبا الشرقية العضو في حلف الناتو تعاظمت بعد توسع الدعم العسكري والأمني والاستخباري الأمريكي والأوروبي الغربي لأوكرانيا؛ الذي بلغ حد تزويد أوكرانيا بالدبابات ومنظومات الصواريخ الأمريكية (هيمارس) إلى جانب مناقشة تزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة أمريكية؛ وهو دعم لا يوازيه دعم عسكري واقتصادي أمريكي لدول أوروبا الشرقية التي باتت تتحمل العبء الأمني والاقتصادي والإنساني الأكبر من الحرب الأوكرانية.
مخاوف دول أوروبا الشرقة لها ما يبررها؛ فالصراع الدائر في أوكرانيا أوسع
بكثير من حدودها بل ومن حدود أوروبا الشرقية؛ وهو ما تؤكده تحركات الرئيس الروسي
فلاديمير بوتين الذي أعلن عن تعليق معاهدة (ستارت للاسلحة الاستراتيجية مع أمريكا)
يوم أول أمس؛ ليستقبل في ذات اليوم رئيس لجنة الشؤون الخارجية الصينية (وانغ يي)
مؤكدا على إن روسيا مستعدة للتعامل مع المبادرة الصينية سواء تلك لوقف الحرب في أوكرنيا؛
أو المتعلقة بالمبادرة الدولية للاستقرار؛ والتي تهدف من ورائها الصين لتقاسم
النفوذ على مستوى العالمي للوصول إلى نظام متعدد لاقطاب.
ختاما.. وفقا لهذه الرؤية فإن دول أوروبا الشرقية التي سارع بايدن
لطمأنتها على لسان رئيس بولندا (دودا) بطريقة ساذجة؛ فتحت الباب لكلف إضافية على
الولايات المتحدة دفعها؛ فالمساعدات الاقتصادية والعسكرية التي قاربت الـ70 مليار
دولار أمريكي لأوكرانيا لن تكون كافية لإدارة الصراع والحفاظ على ديمومته وتحسين
شروطه؛ ذلك أنها كلف ستتضاعف مرتين أو ثلاثة بفعل الضغوط التي تمارسها دول أوروبا
الشرقية على الحليف الأمريكي للمطالبة بحصتها من المساعدات الأمريكية المقدمة لأوكرانيا؛
ما يعني أننا أمام كلف إضافية ستزداد باطراد؛ وهنا يطرح تساؤل مهم حول الخطوة الأمريكية
التالية لواشنطن.
هل ستبدأ أمريكا بتحمل الكلف المضاعفة للحرب الأوكرانية؛ أم أنها
ستسارع إلى طاولة المفاوضات قبل الخريف المقبل لتجنب فاتورة يبدو أنها ستكبر يوما
بعد الاخر.
hazem ayyad
@hma36