في الوقت الذي يخوض فيه الائتلاف الحكومي معركة مصيرية مع المعارضة
ومختلف شرائح المجتمع
الإسرائيلي الرافضة للتغييرات القانونية، فقد انتقل الوزراء
الإسرائيليون إلى جبهة جديدة هاجموا من خلالها بشدة السفير الأمريكي في تل أبيب،
توم نايدس، الذي أعلن أن إدارة الرئيس جو بايدن نصحت بـ"كبح جماح"
التغييرات القانونية، وفيما طالبه أحد الوزراء بأن يهتم بشؤونه الخاصة بكل بساطة،
فقد اعتبر وزير آخر أنه لا توجد مشروعية لأي أحد ليقول إن هذه التغييرات تعرض
إسرائيل للخطر.
موران أزولاي مراسلة الشؤون الحزبية في صحيفة
يديعوت أحرونوت، أشارت إلى أن
"نايدس في محادثة على بودكاست مع محاوره ديفيد أكسلرود معلق CNN، ومستشار الرئيس السابق
باراك أوباما، أعلن أن الولايات المتحدة لا تجلس هنا، وتخبر إسرائيل كيف تنتخب
المحكمة العليا، وماذا تفعل مع الإصلاحات القانونية، لكن هذا الأمر بالغ الأهمية
للعلاقة بيننا، والولايات المتحدة لديها نفوذ في ما يتعلق برغبة نتنياهو التعاون في
قضية إيران، وتوسيع اتفاقات التطبيع مع الدول العربية".
وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "نايدس كشف أن
نتنياهو يخبر الأمريكيين بأنه يريد القيام بأشياء كبيرة أمام إيران بوصفها تهديدًا
كبيرًا لإسرائيل، ويريد توسيع اتفاقيات التطبيع، وإدخال السعودية إليها، وفي كلتا
المسألتين تلعب الولايات المتحدة دورًا مهمًا، لدينا العديد من الأشياء التي نعمل
عليها معًا، وقد قلت لرئيس الوزراء نتنياهو مائة مرة أنه لا يمكننا العمل معًا إذا
كانت الجبهة الداخلية لديه مشتعلة".
اظهار أخبار متعلقة
وأوضحت أن "
تصريحات نايدس تسببت في شنّ هجوم عليه من أقطاب الحكومة،
خاصة من سيمحا روتمان رئيس اللجنة القانونية في الكنيست، وأحد قادة الانقلاب
القضائي، الذي زعم أنه من الضروري عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة، ولا
أعتقد أن هناك أي شرعية للحديث خاصة من الخارج أن هذه الإصلاحات تعرّض إسرائيل
للخطر، لأن الأمريكيين أيضًا مرتبطون بالاحتجاجات والمظاهرات التي تشهدها الدولة".
وأضاف: "أقول للسفير الأمريكي: اهتم بشؤونك بشكل واضح، قم
بتفعيل المكابح بنفسك، أنت لست صاحب السيادة للتعامل مع الإصلاحات القانونية،
سنكون سعداء لمناقشة مسائل العلاقات الخارجية والأمور الأمنية، احترم ديمقراطيتنا،
مع أننا رأينا في إدارة أوباما كيف أنهم أحيانًا يعطوننا سكيناً في الظهر، هذا هو
إرث أوباما، وقد شوهد في التصويت الأخير في الأمم المتحدة، ولذلك فإنني أعتبر
تصريح نايدس إشكاليا للغاية".
أما عضو الكنيست يتسحاق كروزر من العصبة اليهودية، فعلق على كلام
السفير قائلا: "أقدر وأحترم صديقنا العظيم الولايات المتحدة، لكني لا
أتذكر أننا دولة تعمل تحت علمها، لدينا حكومة مستقلة وقوية، ورئيس وزراء، ووزير
قضاء، لدينا نظام سياسي سليم هنا يعرف كيف يدير نفسه، وكيف يستمع وينصت إلى
انتقادات من دول مختلفة، لكننا على وجه التحديد نحتاج للتوقف عن الحديث عن الدماء
في الشوارع، وخفض مستوى ألسنة اللهب، وتهدئة العاصفة".
تكشف هذه السجالات الأمريكية الإسرائيلية عن ارتفاع مستوى
التوتر
بينهما على خلفية التغييرات القانونية التي تمضي حكومة اليمين الفاشي في إقرارها، ما قد يباعد بينهما في مسائل أخرى أكثر حيوية مثل إيران واتفاقيات التطبيع، وصحيح
أن هناك تحالفا استراتيجيا يربطهما، لكن التباينات المتزايدة قد تقلل من مستوى هذا
التحالف، الأمر الذي قد ينعكس في عدم إقرار تفاهمات سياسية واستراتيجية بعيدة
المدى.