كشفت أوساط سياسية وإعلامية
إسرائيلية مزيدا من التفاصيل حول اللقاء الذي
جمع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين
نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني
بلينكن،
ودعوته للتوصل إلى "اتفاقات واسعة" بشأن التغييرات في النظام القضائي، مشيدا
بما وصفه "حيوية المجتمع المدني" في دولة الاحتلال عقب اندلاع مظاهرات السبت
الأخيرة، وإعراب الولايات المتحدة عن خوفها من التغييرات القانونية.
إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة "
يديعوت أحرونوت"، كشف
أن "بلينكن قدم بيانا غير عادي بشأن الشؤون الداخلية الإسرائيلية عندما تحدث بشكل
غير مباشر عن العاصفة المحيطة بخطة نتنياهو لإجراء تغييرات في النظام القضائي، موضحا
أن بناء الإجماع الإسرائيلي على مقترحات جديدة هي الطريقة الأكثر فعالية لضمان اعتمادها،
ويكشف هذا الموقف عن القلق الأمريكي بشأن البنود المثيرة للجدل في الخطة، وأدت بالفعل
لاحتجاجات واسعة النطاق من قبل رجال الأعمال والاقتصاديين والمحامين في الولايات المتحدة
وإسرائيل والرؤساء التنفيذيين لوزارات حكومية سابقة".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "بلينكن أثار في لقائه
بنتنياهو ونظيره إيلي كوهين قلقه بشأن التغييرات القانونية، ومخاوفه من الإضرار بالنظام
السياسي الإسرائيلي، حتى إن مصادر في حزب الليكود أكدت أن نتنياهو خائف للغاية من الموقف
الأمريكي بشأن التطورات الإسرائيلية الداخلية، ما يعني أن الولايات المتحدة ترسل رسائل
مفادها أن هذه التطورات غير مقبولة لديهم، وهذا الموقف الأمريكي يجمع عليه الطبقات
الخمس: مجلسا الشيوخ والنواب، والرئيس، والمحكمة العليا، والدستور. أما في إسرائيل
فهناك سلطتان: تنفيذية وقضائية، وهناك تخوف أمريكي من خطة إضعاف القضاء".
وأشار إلى أن "بلينكن أكد لنتنياهو أن العلاقة بين الولايات المتحدة
وإسرائيل متجذرة في المصالح والقيم المشتركة، معترفا بوجود خلافات في الرأي بينهما،
رغم أنهما تشتركان في واحد من أعظم التحالفات في التاريخ الحديث".
صحيفة "
يديعوت أحرونوت" سلطت الضوء على ما دار من محادثات ثنائية
على خلفية هجوم الطائرات بدون طيار في إيران المنسوب لجهاز الموساد، حيث "وعد
نتنياهو بأن إسرائيل ستفعل كل شيء لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية، وحرمانها من الوسائل
التي من شأنها أن تسمح لها بحيازة مثل هذه الأسلحة، زاعما أن هناك اتفاقا على أن إيران
لن تحصل على أسلحة نووية، وقد أجريت محادثات إيجابية مع بلينكن بشأن صياغة سياسة في
هذا الشأن".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "يمكنني أن أكرر شيئًا
قلته وهو أن سياستنا هي بذل كل ما بوسع إسرائيل لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية،
والقدرة على إطلاقها، لأننا والولايات المتحدة نعمل معًا أمرا مهما لتحقيق هذا الهدف
المشترك، متطرّقاً إلى لمظاهرات الداخلية في إيران، ومساعدتها لروسيا في حرب أوكرانيا،
وتصديرها لعملياتها لما وراء الشرق الأوسط، فيما كرر بلينكن تعهد الرئيس جو بايدن بالحفاظ
على أمن إسرائيل، وتعميق التعاون في التعامل مع جهود إيران للإضرار باستقرار المنطقة
وخارجها".
وكشف بلينكن أن "قضية المساعدات لأوكرانيا تم طرحها في محادثاته
مع نتنياهو، فيما تطرق للقضية الفلسطينية على خلفية التوترات الأمنية في أعقاب مجزرة
جنين، وإطلاق الصواريخ من غزة، وعملية القدس، كاشفا عن الجهود المبذولة لتوسيع دائرة
التطبيع بين إسرائيل ودول أخرى في العالم العربي، لكنها ليست بديلاً للتقدم بين إسرائيل
والفلسطينيين".