سلط
ضابط
إسرائيلي رفيع المستوى، الضوء على حاجة الكيان الإسرائيلي الدائمة إلى الولايات
المتحدة الأمريكية، مؤكدا أنه لا بديل لتل أبيب عن واشنطن خاصة في ظل إمكانية اشتعال
الساحة الفلسطينية.
وذكر
جنرال الاحتياط تمير هايمن، مدير "معهد بحوث الأمن القومي"، في مقاله بصحيفة
"
إسرائيل اليوم"، أنها "المرة الأولى منذ بدأ معهد بحوث الأمن القومي
في نشر جدول التهديدات السنوي، تقف منظومة
العلاقات الاستراتيجية الخاصة مع الولايات
المتحدة كالتحدي المركزي والأهم لإسرائيل".
نقطة
خطيرة
وأوضح
أن "منظومة العلاقات هذه حرجة في مفهوم الأمن الإسرائيلي، هناك أصوات معينة تسعى
للتشكيك بتعلق إسرائيل بهذه العلاقات مع الولايات المتحدة في ظل طرح اقتراحات لفحص
بدائل، وقولنا لا لبس فيه: لا بديل للولايات المتحدة، لا في المستوى الأمني، ولا في
شبكة الأمان الدبلوماسية".
ونبه
الجنرال، إلى أن "التطرف من على جانبي المتراس السياسي في الولايات المتحدة يسحق الساحة
السياسية المؤيدة لإسرائيل، ففكر "المعسكر التقدمي" في الجيل الشاب، الذي
يستبعد "شرعية" إسرائيل والصهيونية، إلى جانب تعاظم العنصرية، يتحدى مكانة
إسرائيل".
ورأى
أن "إقدام إسرائيل على خطوات ينظر إليها كمس بالديمقراطية وتغير نمط العلاقات
مع الفلسطينيين وتتخذ صورة تماثل غير كاف مع الولايات المتحدة والغرب في سياق المنافسة
مع الصين وروسيا، من شأنها أن تضيف إلى هذا الضرر".
وأكد
أن "تحديات إسرائيل في 2023 ستحتدم وتتعاظم؛ فإيران على مسافة خطوة من تحولها إلى دولة حافة نووية، وبرنامجها النووي يوجد في النقطة الأكثر تقدما وخطورة من أي وقت
مضى، كما أن طهران تواصل التسلح التقليدي المكثف، ووقوفها إلى جانب روسيا في حربها
ضد أوكرانيا يمنحها شبكة أمان معينة في وجه العقوبات الغربية".
وفي
نفس الوقت، فإنه "في الساحة الفلسطينية سيشهد 2023 التصدي الإسرائيلي لـ"عاصفة
كاملة"، وهذه هي الساحة التي يكون فيها خطر التفجر هو الأعلى في الأشهر القريبة
القادمة، في حين تشتد الصراعات الداخلية (السلطة وفتح) كجزء من استعداد لليوم التالي
لرئيس السلطة محمود عباس".
الصديق
الأهم
ونبه
هايمن إلى أن "خطر الاشتعال العنيف كنتيجة لخطوات إسرائيلية محتملة إضافة إلى التوتر
الداخلي قائم ومتعاظم، ونحن نرى مؤشراته على الأرض منذ فترة، وهكذا مثلا، حملات الاعتقال
الاعتيادية للجيش الإسرائيلي في جنين ونابلس تصبح ساحة معركة".
وأضاف:
"أما المعركة الفلسطينية على المستوى الدولي، فمن المتوقع أن تتسع في ظل محاولة
نزع الشرعية عن أعمال إسرائيل في المناطق، وفي الساحة الشمالية من الصائب الفحص إذا
كانت الأهداف الأصلية للمعركة ما بين الحروب لا تزال ذات صلة بالواقع المتغير".
وألمح
إلى خطورة النزاع الإسرائيلي الداخلي على مختلف الأوضاع التي تمر بها "إسرائيل"،
مؤكدا أن "حالة الاستقطاب الداخلي في إسرائيل، تهدد بالمس بالمناعة الاجتماعية،
وهي حرجة للأمن القومي، وهذا موضوع سيقض مضاجع جهاز الأمن، لأن العواصف الداخلية لا
تتجاوز الجيش الإسرائيلي. وكل من وزير الأمن ورئيس الأركان مطالب بإبقاء الجيش خارج
السياسة، وهذه مهمة ليست بسيطة".
ولفت
الجنرال إلى أن "السبيل للتصدي للتهديدات يمر عبر الحلف مع الولايات المتحدة،
والمعنى أن إسرائيل يمكنها التصرف وحدها عند الحاجة، لكن منظومة العلاقات الخاصة هذه
تزيد تأثير قوة إسرائيل عشرات الأضعاف".
وبين
أن "إسرائيل هي محطة إلزامية لدول عديدة بحكم كونها الصديق الأكبر للولايات المتحدة،
وحيال الاندفاع الإيراني نحو القنبلة، وإمكانية اشتعال واسع في الساحة الفلسطينية،
تحتاج إسرائيل لصديقتها الأهم، الآن مثلما في الماضي، بل وربما أكثر مما في الماضي".