تحدثت صحيفة إسرائيلية، عن عملية "
نبع السلام" العسكرية التي تخوضها
تركيا في شمال سوريا، مشيرة إلى دخول قوات
النظام السوري على خط العملية التركية مع الأكراد، وتكوين ما أطلقت عليه "حلف الدم" أمام التهديد التركي.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، في خبرها الرئيس اليوم، أن "روسيا بدأت مهام وساطة بين تركيا، وبين نظام بشار
الأسد والأكراد، وذلك بهدف الوصول لتسوية في شمال سوريا".
وبالتوازي مع الجهد الروسي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس، أنه "سيوقف كل المحادثات التجارية مع أنقرة، وسيفرض الجمارك على البضائع التركية، وعقوبات على مسؤولين أتراك عقب العملية بسوريا".
وفي الوقت ذاته، أعلن الأكراد أن "نظام الأسد سيساعدهم في الوقوف في وجه تركيا، وبشكل عملي ليس للأكراد بديل بعدما أعلن ترامب سحب قواته"، بحسب الصحيفة.
ونوهت إلى أن قوات النظام "دخلت أمس إلى المدن الكردية (منبج وتل تمر) على مسافة غير بعيدة من الهدف الأول للهجوم التركي، حيث نشبت معارك بين جنود النظام السوري وقوات المعارضة المدعومة من تركيا"، مشيرة إلى "فرح" الكرد بدخول قوات الأسد، التي "كانت تعتبر حتى وقت غير بعيد أعداء لهم".
ونقلت "يديعوت"، عن صاحب منصب كبير في أربيل، قوله للصحيفة العبرية: "لا يمكنني القول إنه يسود الحب الكبير بيننا، نحن الأكراد وبين الجيش السوري، ولكن الكراهية والخوف من تركيا أكبر".
وأضاف: "الآن نستقبل جنود الجيش السوري بالحلوى ورفع الأعلام لتعزيز العلاقات الهزيلة بين الطرفين"، مضيفا: "لا أقول إن القوات السورية ستبقى هنا أم ستنصرف بعد أن تهدأ الخواطر".
وبحسب الصحيفة، تحدث المسؤول الكردي بكلمات "حادة ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب"، مؤكدا أنه "خان الأكراد المخلصين له".
وقال: "لقد هرب ترامب هرب وتركنا لمصيرنا، أنا لا أفهم ماذا يحصل في واشنطن"، منوها أن هناك "انتقاد حاد ضد ترامب في وزارة الخارجية، ووزارة الدفاع وفي الكونغرس، وهو ببساطة يستخف بالجميع".
وفي هذه الأثناء، "دخلت روسيا إلى الصورة، ورافق رجال الجيش الروسي أمس الجنود السوريين الذين خرجوا لأول مرة منذ 2012 إلى شمال شرق سوريا، وبالتوازي، يستكمل الروس إعداد وثيقة التفاهم لاتفاق سيطرة، يستهدف إبعاد الجيش التركي عن سوريا وإبقاء المنطقة في يد الأكراد، في ظل تعزيز علاقاتهم بالجيش السوري".
وتناولت الصحيفة، الانتقاد الروسي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وحذر الكرملين "كافة الأطراف المشاركة في المعارك داخل سوريا، ولكن أردوغان تعهد أمس، بأنه لن يكون هناك "نزاع تركي- سوري"، مشددا في ذات الوقت على أنه لن يوقف العملية حتى تستكمل مهماتها في سوريا.
وفي ظل هذا الوضع، بدأت الولايات المتحدة في إخراج كل جنودها من شمال سوريا، وأوضح مصدر أمريكي رسمي لوكالة الأنباء الفرنسية، أنه تم خروج 1000 جندي أمريكي من سوريا، ولم يتبق سوى 150 جنديا أمريكا، يتواجدون في قاعدة التنف على حدود الأردن.
بدروه، علق ترامب بقوله: "لماذا نقاتل كي نحمي أرض أعدائنا؟ لا مشكلة عندي مع كل من يريد أن يحمي الأكراد، سواء كانت هذه روسيا أم الصين أم نابليون بونابرت"، بحسب قوله.