هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تصر المليشيات الموالية للنظام على استفزازها لأمريكا من خلال اقترابها من النقاط العسكرية التابعة لها في ريف دير الزور الشرقي، ومناطق سيطرة "قسد" القوات الكردية الحليفة لواشنطن.
ولا توحي التحركات العسكرية التي تقوم بها المليشيات المدعومة إيرانيا في مناطق متاخمة لحقل غاز "كونيكو" في ريف دير الزور الشرقي، بأن الهدوء الذي يسود المنطقة سيدوم طويلا.
وذكر ناشطون من دير الزور أن مليشيات موالية للنظام لا زالت تتابع بحثها عن ثغرة للتقدم باتجاه حقل "كونيكو" الخاضع لسيطرة "قوات سوريا الديمقراطية- قسد" المدعومة أمريكيا، ما دفع بقسد إلى استقدام تعزيزات كبيرة إلى المنطقة.
وأوضحوا أن تحركات المليشيات مؤخرا تركزت على محور "الطابية- خشام"، المطل على حقل "كونيكو"، ما ينذر بحسب الناشطين باقتراب اشتعال مواجهات جديدة في هذه المنطقة التي تعرضت فيها المليشيات لغارات أمريكية في مطلع شباط/ فبراير، أودت بحياة وجرح المئات من الجنود، ردا على محاولتها التقدم تجاه "كونيكو".
اقرأ أيضا: إيران توسع التشيع بدير الزور.. إدارة جديدة لاستراتيجية قديمة
وأثارت هذه المحاولات التي تقوم بها المليشيات شرق دير الزور رغم الضربات السابقة والرسائل الأمريكية التحذيرية المتواصلة العديد من التساؤلات.
وفي هذا السياق، اعتبر الكاتب الصحفي غازي دحمان أن إيران تواصل سياسة "العناد" التي انتهجتها في سوريا ضد الأطراف الأخرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة.
وشارحا ما يعنيه، قال لـ"عربي21" إن "إيران غير مهتمة كثيرا بالخسائر الناجمة عن محاولاتها الوصول إلى أي منطقة تريد، فهي وعلى الرغم من تعرضها للضربات الإسرائلية في محيط دمشق لا زالت تريد الوصول إلى مناطق قريبة من الشريط الحدودي الإسرائيلي في درعا، وهي تعيد المحاولة بعد الأخرى لفرض وجودها وجعله أمرا واقعا، بالرغم من حساسية المنطقة".
وأضاف دحمان: "كذلك تفعل إيران في دير الزور، أي أنها تريد السيطرة على حقل "كونيكو" رغم الخسائر البشرية التي تتكبدها، وقد ترضح الولايات المتحدة في الآخر لهذا الوضع، طالما أن المحاولات الإيرانية لن تتوقف".
بدوره، أوضح مدير "مركز الشرق" الإعلامي، فراس علاوي، أن النظام ومن خلفه إيران، يرى نفسه في موقف قوي بعد التقدم الأخير بالغوطة الشرقية.
وأضاف في حديث لـ"عربي21" أن هناك خلافا إيرانيا روسيا، لأن الأخيرة حتى اللحظة تترك الباب مفتوحا لحل سياسي يخدم مصالحها على اعتبار مكانتها وقوتها وانتشارها في سوريا، بعكس إيران التي ترى أن أي حل سياسي في سوريا سيكون على حساب مصلحتها.
المصلحة الإيرانية
وبناء على ذلك، يعتقد علاوي أن من مصلحة إيران الدفع باتجاه حل عسكري يتبناه النظام بعدما أقنعته إيران بذلك، مضيفا أن "إيران تقول للنظام بأنه فات الوقت على الحل السياسي وأن عليه أن يعود بقوة إلى كامل المساحة الجغرافية السورية، ودير الزور على رأسها كونها منطقة غنية بالثروات".
وتابع بأن إيران تولي أهمية كبيرة لمناطق سيطرة "قسد" كونها تدرك تماما بأن الولايات المتحدة هي الطرف الوحيد القادر على إخراجها وتهديد مصالحها في سوريا، مشيرا في هذا الصدد إلى تشكيل النظام مليشيات جديدة في الرقة مؤخرا، بهدف إرباك الوجود الأمريكي في الرقة أيضا.
وأردف علاوي أن إيران ستحاول مجددا إشعال كل الجبهات لتقويض أي فرصة على تطبيق الحل السياسي الذي قد يقصيها أو يقلل من مكاسبها على الأقل.
ومما لا شك فيه، فإن إيران تتطلع إلى إعادة ترسيم مناطق النفوذ شرق سوريا الذي حددها الاتفاق الروسي- الأمريكي شبه المعلن، الذي جعل من نهر الفرات خطا فاصلا، مستغلة توقف القتال مع تنظيم الدولة إثر انسحاب قسم كبير من المقاتلين الأكراد إلى عفرين.
يذكر أن الصحفي في شبكة "فرات بوست" صهيب الجابر، أكد في وقت سابق لـ"عربي21" أن الولايات المتحدة شرعت بصيانة الحقل فضلا عن تعزيز تواجدها العسكري بداخله، وذلك حسما لمصير الحق بشكل نهائي.
ويعد حقل "كونيكو" من أكبر الحقول المنتجة للغاز في سوريا، وسيطرت عليه قسد في أيلول/ سبتمر الماضي بعد اشتباكات مع مواجهات مع تنظيم الدولة.