هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
عبر الشارع الفلسطيني عن سعادته بإسقاط المقاتلة الإسرائيلية فجر السبت، والذي تسبب وفق خبراء تحدثوا لـ"عربي21"، في حالة إرباك للاحتلال الإسرائيلي، الذي يسعى إلى لملمة الموقف وحفظ ماء الوجه، وذلك لعدم استعداده لخوض "عداون واسع".
"شعور جميل"
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم، إسقاط مقاتلة إسرائيلية من نوع إف 16، بعد قصفها مواقع إيرانية في سوريا ردا على توغل طائرة استطلاع إيرانية في الأراضي الفلسطينية التي تقع تحت سيطرة الاحتلال، وهو ما أدى إلى توتر الأوضاع واستهداف إسرائيل أكثر من 12 هدفا في سوريا.
وفيما يعكس الفرحة الفلسطينية بإسقاط الطائرة، قال طارق إسماعيل، المقيم في مدينة غزة؛ "مع تزاحم الأحداث والمشاكل والأزمات الإنسانية التي تعصف بقطاع غزة بسبب الحصار الإسرائيلي، شعور جميل أن نسمع بهذا الخبر الذي يطال الاحتلال المتعجرف".
اقرأ ايضا: هكذا تسلسلت الأحداث وصولا لإسقاط الطائرة وما تلاها
وأضاف في حديث لـ"عربي21": "إسقاط الطائرة الإسرائيلية، يمثل تطورا خطيرا وقد يدحرج المنطقة إلى تصعيد كبير، وخصوصا في المنطقة الشمالية وسوريا"، لكنه لم يستعبد أن "يطال التصعيد قطاع غزة"، في حين اكتفى أحد المواطنين بقوله: "أخيرا جاء الرد".
كما أكد الناشط الفلسطيني عبد الله العقاد، أن الخبر كان "سارا، لأن الرد كان مناسبا هذه المرة، وعلى غير ما كان مع استمرار وتكرار العدوان الصهيوني على مقرات سيادية سورية".
ولفت في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "القيادة السورية كانت مع كل عدوان عليها من الجانب الصهيوني تجيب بالقول إنها تحتفظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين"، معتبرا أن "الرد في هذه المرة كان موفقا، وذلك ليواجه العدوان الإسرائيلي بالتصدي والإلجام".
لملمة الموقف
وفي قراءته لمستقبل وطبيعة التصعيد على الجبهة الشمالية للاحتلال، أكد الخبير العسكري الفلسطيني، اللواء واصف عريقات، أن "إسرائيل لم تكن تتوقع هذا الرد، وتسبب لها بصدمة".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "المقاتلات الإسرائيلية تعودت على الاعتداء على أهداف داخل الأراضي السورية وتعود كما كانت في السابق، لكن على ما يبدو أن هناك قرارا جديدا لدى القيادة السورية التي لم يعد قرارها مقتصرا عليها وحدها"، مضيفا: "نحن نتحدث عن سوريا وحلف (إيران وروسيا) وإسرائيل وحلف (أمريكا)".
اقرأ ايضا: إسقاط الطائرة الإسرائيلية.. ردع متبادل أم شرارة للمواجهة؟
ورجح عريقات، "تدحرج الموقف أبعد مما هو عليه الآن"، مؤكدا أن "إسرائيل المرتبكة، تحاول لملمة الموقف في ظل اتهامات إسرائيلية داخلية لنتنياهو، أنه يتفرد باتخاذ القرار، والذي من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد العدوان من أجل تصدير أزماته الداخلية، خاصة وأنه يواجه تهم بالفساد وتلقي رشاوي".
وأضاف: "من المبكر الآن الحديث عن ماهية الردود الإسرائيلية، حيث يظهر من خلال تتبعنا لما جرى بعد إسقاط طائرة إف 16، أن هناك محاولة إسرائيلية لحفظ ماء الوجه عبر منح الضوء الأخضر لجيش الاحتلال بقصف أكثر من 12 هدفا في جنوب سوريا".
وقال: "ربما تكفتي إسرائيل بهذا الرد، وتعتبر أنها ردت على إسقاط الطائرة"، معتبرا أن "حالة الإرباك الإسرائيلية، تؤكد أن إسرائيل غير مستعدة لعدوان واسع".
وعن تأثير هذا التصعيد في الشمال على قطاع غزة، أشار الخبير العسكري، إلى أن "موقف قطاع غزة منفصل عن موقف حلف المقاومة في الشمال، مع وجود تباين في المواقف العسكرية؛ لأن القطاع جغرافيا ليس ممتدا مع جبهة المقاومة؛ سواء من جنوب لبنان وصولا إلى طهران".
أنظمة متفرجة
ورأى أنه من الناحية المعنوية، فـ"الموقف واحد بين غزة ومحور المقاومة؛ لأن العدو واحد، وهو يستهدف الجميع"، مرجحا خلال الـ 24 ساعة القادمة، أن يتم "تكثيف العمل السياسي أكثر من العمل العسكري؛ عبر تداخل أمريكي روسي وربما تركي مصري، للضغط على الأطراف لإبقاء الموقف على ما هو عليه بشكل محدود".
اقرأ أيضا: موسكو تعرب عن قلقها إزاء التطورات الأخيرة في سوريا
من جانبه، رجح الخبير السياسي فايز أبو شمالة، أن "يتصاعد التوتر" على الحدود السورية اللبنانية مع الاحتلال الإسرائيلي، موضحا أن هناك "علاقة وثيقة على ما يبدو، بين الغارات الأمريكية على شرق سوريا، وبين الهجوم الإسرائيلي الجو على قواعد لحزب الله وإيران قرب دمشق".
وأكد في حديثه لـ"عربي21"، أن ما حدث "يعكس خوفا إسرائيليا جديا على مستقبل الكيان بشكل عام، ولاسيما أن التأكيد الإسرائيلي بأنه لا حرب على الشمال دون الجنوب، ولا حرب على الجنوب دون الشمال"، مضيفا: "وهذا بات واضحا من خلال التعاون العسكري بين حزب الله وحركتي حماس والجهاد الإسلامي".
وحول مدى إمكانية أن تتدخل أو تجر حركة "حماس" للمشاركة في الحرب القادمة، حال وقوع مواجهة في الشمال، اعتبر أبو شمالة، أن "المعركة واحدة، والهزيمة إن طالت إسرائيل فهي في صالح القضية الفلسطينية، ولذلك فإن حرب الشمال هي جزء من الصراع على هذه الأرض".
وقال: "وهذا ما يرشح مشاركة حماس والجهاد وفصائل المقاومة في أي حرب عربية إسرائيلية"، مؤكدا أن "هذا ما تعمل له ألف حساب الأجهزة العسكرية والأمنية الإسرائيلية، لما لذلك من أثر على وجدان الشعوب العربية، وعلى الأنظمة المتفرجة".