هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تواردت أنباء عن زيارة مرتقبة لرئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية، فائز السراج إلى القاهرة خلال الأيام القليلة المقبلة لمناقشة مستجدات الملف الليبي.
وأكد مصدر مقرب من الحكومة، فضل عدم ذكر اسمه، لـ"عربي21"، أن هناك ترتيبات في القاهرة لزيارة رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، ربما تكون في الأسبوع المقبل، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
ونقلت بوابة "إفريقيا الإخبارية" المحلية عن ما أسمته مصدرا دبلوماسيا ليبيا في القاهرة، أن "زيارة السراج تأتي بناء على دعوة من عبد الفتاح السيسي، ويسبقها عدة اجتماعات بين لجان متخصصة من البلدين تمثل مختلف القطاعات الخدمية والأمنية والاقتصادية والسياسية".
وتأتي هذه الزيارة المحتملة لمصر عقب زيارة قام بها قائد القوات التابعة للبرلمان الليبي خليفة حفتر، التقى خلالها المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة.
زيارة واشنطن
ورأى بعض المراقبين أن دعوة مصر للسراج ربما تكون جاءت بعد زيارة الأخير إلى واشنطن ولقائه بالرئيس الأميركي دونالد ترامب والذي أكد دعمه للسراج وحكومته وللاتفاق السياسي، رافضا أي تدخلات دولية أو إقليمية في ليبيا، في محاولة مصرية للتعرف على مستجدات الأزمة الليبية.
وأثارت الدعوة للزيارة عدة استفسارات حول علاقتها بزيارة الولايات المتحدة الأخيرة، وهل ستكون تمهيد للجمع بين السراج وحفتر من جديد؟ وما دلالة الزيارة قبيل موعد انتهاء مدة الاتفاق السياسي الليبي منتصف الشهر الجاري؟
مناورة جديدة
من جانبه، أكد المحلل السياسي الليبي، محمد فؤاد، أنه "لا جديد في السياسة المصرية تجاه ليبيا، والزيارة ما هي إلا مناورة جديدة من قبل القاهرة بعد تأكدها أن خططها لإلغاء الاتفاق السياسي يوم 17 كانون الأول/ ديسمبر قد فشلت بعد تصريحات واشنطن الأخيرة بأن يوم 17 مثل غيره".
وأضاف لـ"عربي21"، أن "مصر لا تزال تصر على الاحتفاظ بحفتر وتحاول أن تدير العملية بطريقة جديدة ربما بمحاولة إدخال الأخير في الاتفاق"، وفق رأيه.
لقاء حفتر
ورأى الأكاديمي المصري المتخصص في الملف الليبي خيري عمر، أن "مصر منفتحة منذ فترة كبيرة على حكومة الوفاق الليبية، وبخصوص العلاقة بين زيارة السراج لمصر وزيارته لواشنطن فإن هناك ترتيبات بين واشنطن والقاهرة بخصوص الملف الليبي، ووجهات النظر متقاربة".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "لقاء السراج بحفتر أمر مستبعد كون اللقاء لا داعي له ولا فائدة مع التغيرات الجديدة في الملف، فهناك حديث عن انتخابات وترتيبات جديدة حتى لا يحدث فراغ سياسي بعد انتهاء مدة الاتفاق السياسي"، حسب قوله.
وتابع: "مصر تحاول إظهار أنها تتعامل مع كافة الأطراف، خاصة أنها أيدت خطة الأمم المتحدة بخصوص ليبيا، والتقارب مع السراج لن يؤثر على علاقة مصر بحفتر، لأن النظام المصري يؤكد أن حفتر لن يكون الحل الوحيد أو الأخير في ليبيا".
موقف متوازن
ورأى العضو السابق في المؤتمر الوطني العام الليبي، محمد دومة، أن "مصر تحاول إحداث توازن في مواقفها تجاه ليبيا، فهي من ناحية تراهن بقوه على حليفها "المشير" حفتر خصوصا في حربها على الإرهاب، ومن ناحية أخرى تعترف أن السراج يملك الشرعية الدولية ولا تريد أن تكون نشازا عن المجتمع الدولي".
واستبعد في تصريحات لـ"عربي21"، "حدوث أي لقاءات الآن بين السراج وحفتر، وهذا لن يحدث إلا في حالة واحدة أن يتم بضغوط أمريكية مصرية على الطرفين"، وفق تقديره.
وقال الناشط السياسي الليبي خالد الغول، إن "الزيارة حال وقوعها ستكون محاولة مصرية لمعرفة شيء مما حدث في زيارة واشنطن، يعني جمع معلومات عن موقف الولايات المتحدة من ليبيا ومن المجلس الرئاسي الذي حتما هو مهم بالنسبة لمصر السيسي وحفتر للتخطيط المستقبلي".
وتابع لـ"عربي21": "لكن مصر السيسي لا علاقة لها بوطن ولا بقضايا الشعوب، فكل تحركاتها لخدمة المؤسسة العسكرية وطموحات العسكريين في جمع الثروة وقمع أي منافس والرضوخ لمطالب الدول الصهيونية"، حسب زعمه.