ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" أن
تركيا تعتزم بناء جسر بري مع العالم العربي؛ لتقوية صلاتها التجارية.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أنه في الوقت الذي بدأت فيه
دول الخليج العربي الغنية بالاستثمار في التحديث، من بناء مطارات جديدة وطرق ومصافي نفط، فإن المنطقة تواصل جذب اهتمام الشركات التركية، التي حصلت على عطاءات في مشاريع بناء، بشكل يفتح الأسواق أمام البضائع والخدمات التركية.
وتنقل الصحيفة عن الباحث في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي ستيفن كوك، قوله: "بالنسبة للأتراك، فإنه من المهم المشاركة وبقوة في مشاريع البنية التحتية في كل مكان من العراق إلى السعودية، وتعد الاستراتيجية طويلة الأجل هي الاستثمار عندما تفتح
سوريا أبوابها، ما يعني خلق جسر بري بين تركيا وعبر سوريا إلى الأردن والسعودية وبقية دول الخليج".
ويفيد التقرير بأن
تجارة تركيا مع المنطقة زادت بشكل متناسق منذ عام 2002، وذلك بحسب أرقام وكالة دعم الاستثمار والترويج التركية "إسبات"، حيث ارتفعت الصادرات للسعودية من 555 مليون دولار عام 2002 إلى 3.2 مليارات دولار عام 2016، مشيرا إلى أن الصادرات للإمارات العربية المتحدة ارتفعت من 427 مليار دولار عام 2002 إلى 5.4 مليارات دولار عام 2016.
وتورد الصحيفة نقلا عن رئيس المشاريع في "إسبات" نجم الدين كايماز، قوله: "من ناحية التجارة والتصدير، فإن الشرق الأوسط كان مهما لنا"، مضيفا أن تركيا بدأت تهتم بالشرق الأوسط عندما تراجع اهتمام بقية الشركاء التجاريين بسبب الأزمة المالية العالمية.
ويستدرك التقرير بأن التجارة كانت من طرف واحد بسبب تراجع أسعار النفط، حيث تراجع الاستثمار الإماراتي في تركيا من 1.6 مليار دولار عام 2005 إلى 38 مليون دولار عام 2016.
وتلفت الصحيفة إلى أن التجارة التركية مع الشرق الأوسط تركز على البنية التحتية والاستشارة التقنية والدفاع، مشيرة إلى أن 18 شركة تركية وقعت في العام الماضي اتفاقية مع شركة النفط العربية السعودية "أرامكو"، تسمح لها بطرح عطاءات في مشاريع الشركة العملاقة.
ويكشف التقرير عن أن الشركات التركية، مثل "تكفين" للبناء، و"تاف" للإنشاءات، و"غاما"، قامت ببناء مصافي نفط وأنابيب نفط وطرق سريعة وخزانات وشبكات طرق ومطارات في مشاريع متعددة في المنطقة.
وتختم "فايننشال تايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول "إسبات"، إن الشركات التركية حصلت منذ عام 2011 وحتى 2016 على مشاريع بقيمة 48.3 مليار دولار في مشاريع بناء وبنى تحتية.