نشرت صحيفة "يني شفق" التركية مقال رأي للكاتب محمد أجيت، تطرق فيه إلى القضايا التي سيقترحها الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب على نظيره التركي رجب طيب أردوغان؛ لطمأنة
تركيا بعد تقديم الولايات المتحدة أسلحة ثقيلة للوحدات الكردية في الشمال السوري.
وقال الكاتب، في المقال الذي ترجمته "عربي21"، نقلا عن أحد المسؤولين في القصر الرئاسي التركي، إن المسؤولين في الإدارة الأمريكية يدرسون الخيارات المتاحة التي يمكنهم تقديمها لتركيا، من أجل تجنب توليد المزيد من التوتر في العلاقات الأمريكية التركية.
وأشار الكاتب إلى أن هذه المرة الأولى التي سيلتقي فيها أردوغان وترامب وجها لوجه. وقد وصف أردوغان هذا اللقاء بأنه بمثابة منعرج فاصل في تاريخ العلاقات التركية الأمريكية. وذلك يعني أن الرئيس التركي سيحاول الخروج من اجتماعه مع ترامب بنتائج مهمة تستجيب لمطالب تركيا، وإلا ستكون للسياسة التي تريد واشنطن تنفيذها تداعيات خطيرة.
وتوقع الكاتب أن يطرح ترامب أربعة اقتراحات، أولها، إخراج الوحدات الكردية من مدينة منبج السورية غرب نهر الفرات وتسليمها لفصائل الجيش السوري الحر المدعومة من تركيا. وسبق أن تعهدت واشنطن لتركيا؛ بإخراج الوحدات الكردية من مدينة منبج، لكن ذلك لم يتحقق. ويرى الكاتب أن إخراج الوحدات الكردية من مدينة منبج سيشكل ضربة قاصمة لأحلام الوحدات الكردية بإنشاء منطقة حكم ذاتي غرب نهر الفرات.
أما الاقتراح الثاني، بحسب الكاتب، فيتمثل في محاولة الولايات المتحدة تحسين العلاقة بين تركيا والوحدات الكردية بعد بذل جهود كبيرة من أجل قطع علاقات الوحدات الكردية بحزب العمال الكردستاني.
والثالث؛ يتضمن تقديم الولايات المتحدة ضمانات لتركيا تقضي بمنع وصول الأسلحة التي قدمتها للوحدات الكردية، إلى أيدي حزب العمال الكردستاني. وأخيرا، يمكن أن يقدم ترامب ضمانات أخرى يتعهد فيها بدعم إقامة كيان كردي في الشمال السوري بعد تطهير تلك المناطق من تنظيم الدولة.
وبين الكاتب أنه جرت العادة في الإدارة الأمريكية أن يتم تهدئة الأجواء قبل الشروع بأية مفاوضات، وذلك من خلال تصريحات يدلي بها شخص له علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، ويرتبط بشكل مباشر مع القضايا التي يتم التفاوض عليها.
ومن هذا المنطلق، تساءل الكاتب عما إذا كانت تصريحات قائد الوحدات الكردية، صالح مسلم، جزءا من تلك العادة، فقد قال إن حزب العمال الكردستاني منظمة مستقلة بذاتها، وليست له أي علاقات مع الوحدات الكردية في
سوريا، فضلا عن أن الأسلحة الأمريكية المقدمة للوحدات الكردية لن تصل لأيدي مقاتلي حزب العمال الكردستاني بأي شكل من الأشكال. وحسب تعبيره، سيقدم الطرف المانح لتلك الأسلحة ضمانات من أجل تأكيد صحة ما يقوله.
ونوّه الكاتب إلى أن هذه التصريحات تتطابق مع الاقتراحات التي سيقدمها ترامب لأردوغان في لقائهما، وفق مسؤول في القصر الرئاسي التركي.
ويعتقد الكاتب أن هذه القضية تثير الشكوك حول ما إذا كانت الولايات المتحدة هي من دفعت صالح مسلم للإدلاء بتلك التصريحات.
وتساءل الكاتب: "كيف سينظر الرئيس أردوغان لتلك الاقتراحات التي سيقدمها ترامب، وكيف سيرد عليها؟".
لكن الكاتب قال إن الولايات المتحدة تقدم وعوداً كثيرة عندما يتعلق الأمر بمحادثات على طاولة المفاوضات، ولكنها غير قادرةعلى تطبيقها على أرض الواقع، مشيرا في هذا السياق إلى المباحثات الخاصة بسوريا بين الولايات المتحدة وتركيا، حيث تقدم واشنطن الوعود من أجل كسب الوقت والتغلب على التهديدات الأمنية العاجلة، فيما تطبق سياسة مغايرة للسياسة المتفق عليها على أرض الواقع، وفق الكاتب.
وأشار وزير الزراعة التركي إلى أن "الولايات المتحدة متفق على الطاولة، ومنافق في الميدان"، وهذا ما سيشكل مشكلة كبيرة للوفد التركي في هذا اللقاء المهم، حسب تعبيره.
وأكد الكاتب أن سياسة الولايات المتحدة قد تسببت في زرع حالة من عدم الثقة وعدم اليقين لدى حلفائها، وعلى رأسهم تركيا. وقد اختار أردوغان هذه المرة أن يواجه الإدارة الأمريكية من خلاله إشرافه على المحادثات بنفسه.
وعبّر الكاتب عن قناعته بأن أردوغان لن يتخلى عن سياسته بين ليلة وضحاها، خاصة فيما يتعلق بقضية حزب العمال الكردستاني والمنظمات "الإرهابية" الأخرى.