نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا للكاتب أنتوني لويد، يقول فيه إن مقولة "عدو عدوي صديقي" تستخدم لوصف وضع أطراف تشترك في مصلحة واحدة، ألا وهي مقاتلة
تنظيم الدولة.
ويعلق الكاتب قائلا إن الولايات المتحدة ستكتشف قريبا إن كان "عدو عدوي صديقي" أم أنه عدو مثل الأخرين، مشيرا إلى قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تسليح قوات حماية الشعب الكردية المعروفة بـ"واي بي جي"، التي تعدها الولايات المتحدة حليفا في معركة استعادة مدينة
الرقة من تنظيم الدولة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن
تركيا، العضو في حلف الناتو، تتعامل مع هذه الجماعة الكردية على أنها فرع من حزب العمال الكردستاني الإرهابي، وعبرت عن غضبها من القرار الأمريكي، وكان إحدى نقاط البحث بين الرئيسين ترامب ورجب طيب أردوغان، الذي زار واشنطن يوم الثلاثاء، لافتا إلى أن الطائرات التركية قامت الشهر الماضي بسلسلة من الغارات الجوية على قواعد للجماعة في شرق
سوريا وشمال العراق، وقتلت عددا من القادة المهمين.
وتنقل الصحيفة عن آلدار خليل، المستشار في الإدارة التي يطلق عليها روجافا، وهي منطقة الحكم الذاتي التي أعلن
الأكراد عنها، قوله إن قادة حماية الشعب تعرضوا بعد أيام من الغارات لضغوط ليسحبوا القوات من الرقة بشكل كامل، ونقلها إلى الحدود التركية، وأضاف خليل: "أرادوا وقف عملية الرقة، وكان علينا الحديث معهم بهدوء، والقول إن هذا هو هدف أردوغان، وأقنعناهم بالمواصلة".
ويقول لويد ان قوات حماية الشعب تعد من منظور عسكري الخيار الطبيعي للولايات المتحدة، فهي مكونة من 50 ألف مقاتل تحت مظلة "قوات سوريا الديمقراطية"، وتعمل معها القوات الغربية الخاصة، وتثق بها، لافتا إلى أن القوات التي جمعتها تركيا غير منظمة، وعاجزة، ومخترقة من تنظيم الدولة، حيث قال مسؤول غربي: "حتى يقدم لهم الدعم الجوي، فلن يحدث أي شيء على الجبهة".
ويلفت التقرير إلى أن علاقة الولايات المتحدة مع قوات حماية الشعب تواجهها الكثير من العقبات، فالأكراد أولا ليسوا دولة، ولديهم عدد قليل من الحلفاء في المنطقة، وعلاقتهم بنظام الأسد تكافلية ومعرضة للانهيار، وتقوم تركيا بضربهم، وهم على خلاف مع أكراد العراق، حيث يخوض الأكراد أنفسهم خلافات حول من يسيطر على سنجار، بشكل أدى إلى فرض حظر تعامل تجاري مع روجافا.
وتحذر الصحيفة من أن منح قوات حماية الشعب أسلحة في غياب ضمانات تتعلق بالمستقبل يحمل مخاطر توسيع النزاع، لا السيطرة عليه.
ويرى الكاتب أنه "يجب وضع شروط على تزويد السلاح لقوات حماية الشعب، منها أن تتخلى هذه القوات عن علاقتها وصلاتها مع حزب العمال الكردستاني (بي كا كا)، بالإضافة إلى انسحاب قوات الحماية من شمال العراق، ووقف القمع والملاحقة للجماعات السياسية المعارضة لهم في المناطق التي يسيطرون عليها، والاتفاق على انسحابهم من الرقة في حال طرد تنظيم الدولة منها".
ويذهب التقرير إلى أنه "مقابل التعاون في الرقة، فإنه يجب على الولايات المتحدة الدفع باتجاه تمثيل عادل للأكراد في مفاوضات جنيف، وتشجيع أكراد العراق على رفع حظر التجارة مع روجافا، ودعم الراغبين من الأكراد في حكم ذاتي، وتمويل إعادة إعمار المناطق الكردية في سوريا، ومنع تركيا والجماعات الوكيلة عنها من مهاجمة الأكراد في المستقبل".
وتنوه الصحيفة إلى أنه "حتى الآن، فإنه لا توجد خطط سياسية واضحة، حيث تم تناسي الدروس التي تم تعلمها من غزو العراق، أي لا عمل عسكريا ناجحا دون استراتيجية سياسية".
ويورد لويد نقلا عن مسؤول كردي لحكومة كردستان، قوله: "ماذا سيحدث بعد الموصل والرقة؟ هل فكر الأمريكيون بهذا السؤال؟"، وأضاف: "التركيز بشكل كامل يقوده الجيش، ويركز على هزيمة تنظيم الدولة، دون التفكير بما سيحدث بعد، وكأن عام 2003 لم يحدث".
وتختم "التايمز" تقريرها بالقول: "ماذا سيحدث عندما يكون صديق عدوي هو صديقي؟ ففي غياب خطة مباشرة ومقنعة للحل السياسي فقد يقدم الأكراد الجواب: كلهم سيصبحون أعداء".