نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا لمراسلها ريتشارد سبنسر، تقول فيه إن الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب وصف
السعودية بالبلد الرائع، مشيرة إلى أن هذا تحول عن الكلام الذي قاله العام الماضي عن السعودية، التي اتهمهما بالضلوع في هجمات
11/ 9.
ويستدرك التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأنه رغم أن ترامب يواصل سياساته لحظر المسلمين من دخول أمريكا، إلا أنه أشاد بالإسلام، وذكر مستمعيه بأن نسبة 95% من الضحايا هم
مسلمون.
ويقول سبنسر إن الرئيس الأمريكي لقي حفاوة بالغة من قادة دول الخليج، الحريصين على إعادة بناء التحالف مع الولايات المتحدة، القائم على التجارة والأمن وشعبية الثقافة الأمريكية، مشيرا إلى أن بعض القادة العرب تعاملوا مع باراك أوباما بصفته مسؤولا عن تردي العلاقات؛ لتقاربه مع
إيران.
وتعلق الصحيفة قائلة إن ترامب جمع في خطابه الحذر، تحذيرا لقادة الدول الذين اجتمعوا في الرياض، ودعاهم إلى العمل معا لطرد التطرف من دولهم، وهاجم إيران، التي عدها "مسؤولة عن الكثير من الفوضى في المنطقة"، وقال إنها "دولة تتحدث بشكل مفتوح عن القتل الجماعي، وتتعهد بتدمير إسرائيل، والموت لأمريكا، وتدمير دول العديد من القادة الموجودين في هذه الغرفة".
ويلفت التقرير إلى أن ترامب كان حذرا في إضافة حزب الله وحركة حماس إلى قائمة المنظمات الإرهابية، مشيرا إلى أنه لم يذكر الانتخابات الإيرانية، التي فاز فيها الإصلاحي حسن روحاني على منافسه إبراهيم رئيسي.
ويفيد الكاتب بأن ترامب وصل إلى الرياض يوم السبت، مخلفا وراءه واشنطن التي تعيش حالة من الفوضى؛ بسبب علاقته والمقربين منه بروسيا أثناء الحملة الانتخابية، مبينا أن المزاج العام في الرياض كان مختلفا، ويتناقض مع ما قاله ترامب أثناء الحملة الانتخابية، حيث قال في حينها إن "السعوديين" هم الذين "أسقطوا مركز التجارة العالمي" في أيلول/ سبتمبر 2001.
وتبين الصحيفة أنه في الوقت الذي انضم فيه ترامب لرقصة العرضة الشعبية، فإن عددا من مساعديه وزوارا من الدول الإسلامية قاموا بلقاء وزير الشؤون الدينية صالح بن عبد العزيز الشيخ، لافتة إلى أنه في مجال العلاقات مع السعودية، فإن ترامب قام بتوقيع صفقة سلاح بقيمة 110 مليار دولار، وعقودا للاستثمار بين البلدين بقيمة 380 مليار دولار.
وينوه التقرير إلى أن ترامب جلس في مأدبة غذاء أقامها الملك سلمان على شرفه، بين ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حيث برز هذان الاثنان بصفتهما داعيتين للولايات المتحدة لتعيد تغيير موقفها من الدول العربية السنية، مشيرا إلى أن المأدبة جاءت بين قمتين، الأولى مع قادة السعودية ودول الخليج، والثانية مع قادة 50 دولة إسلامية.
ويذهب سبنسر إلى أن السعوديين حشدوا برنامج الزيارة بالكثير من المناسبات؛ ليواجهوا الصورة السائدة عن السعودية في الغرب، وبأنها حاضنة للفكر المتطرف، منوها إلى أن ابنة الرئيس إيفانكا ترامب حضرت مؤتمرا لسيدات الأعمال السعوديات، وأعلنت عن تبرع العالم الإسلامي بـ100 مليون دولار لدعم المرأة في مجال الأعمال والصندوق الذي أنشأته، بدعم من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وتذكر الصحيفة أن الصحف السعودية حفلت بصور لزوجة الرئيس ميلانيا وابنته إيفانكا، رغم أنهما لم ترتديا الحجاب، ولم تلبسا العباءة السعودية التي ترتديها النساء في الخليج، لافتة إلى أنه تمت إقامة سباق هارلي ديفيدسون للدراجات الهوائية، وحفلة موسيقية لتوبي كيث والمغني السعودي رابح صقر.
وينقل التقرير عن محمد العيسى، الذي عين مديرا لرابطة العالم الإسلامي، قوله إنه مصمم على نزع كل ما يتعلق بالأيديولوجية المتطرفة من الخطاب الديني، ويتضمن النشاطات الدينية السعودية في الخارج، حيث اعترف في مقابلة مع الصحيفة قائلا: "يجب أن تكون السفارات حذرة".
وبحسب الكاتب، فإن خطاب ترامب تم تنسيقه بشكل قريب مع السعوديين، وقال إن المسلمين والمسيحيين واليهود عانوا من آثار الإرهاب، "فهذه ليست معركة بين الأديان أو الطوائف أو الحضارات، بل هي معركة بين الخير والشر".
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن ترامب تمسك بما قاله في أثناء حملته الانتخابية بأن على الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة الدفاع عن أنفسهم، وألا يعتمدوا على الولايات المتحدة، وأكد أن الدول العربية مطالبة بأن تمول حلف ناتو عربيا، الذي تم اقتراح إقامته قبل زيارة الرئيس.