هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
القدس تنتفض، فرصة لو أحسن الفلسطينيون استثمارها لكفتهم عنواناً للوحدة من بعد انقسام، ولكفتهم لمواجهة التطبيع البغيض مع الاحتلال، ولكفتهم لاستعادة حضور القضية الفلسطينية في وجدان الأمة العربية والإسلامية..
"موقف حماس واضح كما في الوثيقة السياسية..، عدم الاعتراف بشرعية الاحتلال الإسرائيلي، نقطة أول السطر..
شَغَلت الوثيقة السياسية التي أصدرتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الأول من أيار/مايو الجاري، الجهات الرسمية والشعبية.
هذا الوضع يتطلب وقفة جادة وإعادة نظر وتقييم لمسار التسوية السياسية ومفاعيلها، وفقاً لمنظور وطني جديد يحمي الثوابت الوطنية، ويراعي متطلبات العمل السياسي بامتلاك معالم القوة الذاتية والموضوعية، بعيداً عن الرهان على الإدارة الأمريكية.
لا شك أن تخوّف حركة "حماس" في محله، وهو واقعٌ على مرأى العين؛ فتجربة حزب الله اللبناني في سوريا، وبقطع النظر عن تقييمها، تمثل شاهداً على ذلك..، خاصة إذا أخذنا بالاعتبار تعقيدات المشهد المصري السياسي، والاقتصادي، والأمني.
شكّل قرار مجلس الأمن المتعلق بإدانة الاستيطان الصهيوني والدعوة لوقفه، والصادر بامتناع الولايات المتحدة الأمريكية عن التصويت، مصدر ارتياح لدى القيادة الفلسطينية والدول العربية..
الحديث اليوم عن مصالحة وطنية، هو مجرد وهم وسراب؛ لأن الواقع والتجربة تؤكد أن الرئيس محمود عباس لا يريد مصالحة على أساس الشراكة، وإنما مصالحة تمكنه من السيطرة على غزة وتطبيق نظريته في العمل الوطني القائمة على المفاوضات..
إن استمرار تراجع منظمة التحرير الفلسطينية سياسيا باستعدادها للتنازل عن حق العودة، وواقعيا بإهمالها وتقصيرها في إدارة شؤون اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وما سواها، ليؤكد عدم شرعية وأهلية تلك الزعامات لقيادة الشعب الفلسطيني..
يبقى السؤال: أين موقع ودور منظمة التحرير الفلسطينية، وحركتي حماس والجهاد الإسلامي مما يجري بحق اللاجئين الفلسطينيين؟!
إذا كانت فلسطين أحد العناوين المقدسة؛ فحزب الله يعلم جيداً أن صورته أيضاً انكسرت لدى أغلبية الفلسطينيين، الذين يستشعرون ألم المواطن السوري الذي أصبح يشاطرهم اللجوء، والجوع، والبرد، وفقدان الوطن..
تلك الاصطفافات مرشحة للازدياد كلما اتسعت دائرة الخلافات بين طهران والرياض، ما يضطر العديد من الأطراف (دولاً كانت أم حركات سياسية) لأن تصطف مع هذا الطراف أو ذاك بحكم المصالح السياسية، والعلاقات العَقَدِيّة، وحتى البعد القومي والتاريخي المشترك.
ما تعرض له مخيم اليرموك من هجوم لمنتسبي ما يعرف بتنظيم الدولة "داعش" في الأول من نيسان الجاري، لم يكن عملاً أسطورياً خارقاً للعادة مقارنة بما تعرض له اليرموك طوال عمر الأزمة السورية؛ فالمخيم تعرض تكراراً لمحاولات اقتحام، ولعمليات قصف بالأسلحة الثقيلة والطائرات والبراميل المتفجرة العمياء، ولكن المخيم