اختلال منظومة البحث والتطوير بالوطن العربي، لم تفرز فقط حالة اختلال على مستوى التنمية في مدخلاتها، بل أفرزت اختلالات كبرى على مستوى المخارج، أي على مستوى التأثير في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة..
نلاحظ أن العيب في الادعاءات الثلاثة لا يكمن فقط في تقمص بعض من المنابر الصحفية لدور الضحية والجهة المستهدفة، ولا يكمن أيضا في درجة الترفع عن ثنائية الحق والواجب، التي لا تتوانى المنابر إياها عن المطالبة بضرورة التجاوز عليها..
العلاقة بين النضال على الشبكة والنضال على الأرض إنما هما شكلان في النضال متكاملين في الوظيفة، متقاطعين في الدور. إنهما بصيغة أخرى، نمط في النضال قديم، لكن بأسلحة إضافية، متنوعة وجديدة.
يحزنني الأمر كثيرا حينما أشاهد شبابا معطلا محتجا، جماعات وفرادى، أمام الوزارات أو المحافظات أو الولايات، وأمام ردهات البرلمان أيضا، مطالبا ببعض من الإنصاف في حق شهادة عليا تبحث عن تقييم، أو بحق تكوين تم بالكامل المكتمل، لكنه لم يجد في الطرف الآخر، إقبالا أو استلطافا أو ذرة اعتبار.
عندما نتساءل في مسألة الاستقلالية الإعلامية في هذا المقام، فإننا نتساءل عن مقصدها قبل أن نتساءل عن مقصودها: الاستقلالية عمن؟ بالقياس إلى ماذا؟ على أي أساس؟ لأية غاية؟ هل المفروض أن يكون الإعلام مستقلا؟ وإذا كان كذلك، فعن أي مستوى بالتحديد؟
من سنين قلائل مضت، أصدر إيغناسيو راموني كتيبا صغيرا بعنوان "استبداد الاتصال"، صاغه بأسلوب سلس، تبنى فيه أفكارا مباشرة وواضحة، موثقا بذلك لتوجهات لطالما دفع بها، أو دافع عنها في بحوثه وكتاباته..
في غياب البعد الثقافي والوازع الأخلاقي في عمليات البحث العلمي والتطوير التكنولوجي والتجريب التقني، فإن العلم والتكنولوجيا يصبحان خاضعين ليس فقط لاعتبارات السوق والمردودية، بل وأيضا لمنطق في الاقتصاد.
ذا كان الدين، أي دين كان، اختيارا فرديا خالصا، فإن ذلك لا ينفي عنه انتماءه للفضاء العمومي العام، إذا لم يكن من زاوية أن للطقس الديني وظيفة اجتماعية معينة..