سياسيون يسخرون من طوارئ السيسي.. ماذا قالوا؟

سخر عدد من الشخصيات السياسية والإعلامية في مصر، من إعلان رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، لحالة الطوارئ في البلاد، لمدة ثلاثة أشهر، في أعقاب تفجيري كنيستي مار جرجس بطنطا، ومار مرقس بالإسكندرية، الأحد.

وتساءل الكاتب الصحفي جمال الجمل، في تغريدة له، عبر موقع "تويتر"، قائلا: "وتعمل إيه الطوارئ في وطن ضايع؟".

وفي تصريحات نقلتها عنه صحيفة "رأي اليوم"، أكد الجمل أن السيسي بإعلانه حالة الطوارئ يؤكد فشله، ويعود بمصر (رسميا) إلى المرحلة الانتقالية.

وأضاف أن إعلان حالة الطوارئ يعني اعترافا صريحا من السيسي بفشل سياساته في توفير الأمن والاستقرار، بعد ثلاث سنوات زواج، وقبلها ثلاثا خطوبة وشحططة في الشوارع والميادين، بحسب تعبير الجمل.

وتابع بأن العودة إلى "الطوارئ" تعني أن السيسي حاكم صوري، ونظامه غير دستوري، وبقاؤه في الحكم ليس إلا تسليما بمقولة: "ياخد فترته ويغور".

وتساءل: "هل قضت الطوارئ على الإرهاب أيها الجهلاء؟ متى تدركون البعد الاجتماعي والاقتصادي والتعليمي والإعلامي؟ سياستكم التابعة والفاسدة أكبر داعم لوجود الإرهاب".

وعلق العضو السابق بالحملة الرئاسية للسيسي، الناشط السياسي حازم عبد العظيم، بتغريدة قائلا: "حالة الطوارئ في ظل القيادة الحالية ربما تكون حقا يُراد به باطل"، مردفا: "ربنا يحمي الشعب، ويستر على مصر".

وقال الناشط السياسي والخبير الهندسي ممدوح حمزة، عبر "تويتر": "إرهاب الانتحاريين.. الطوارئ لن تؤثر في الانتحاري الذي قرر قتل نفسه وسط الشعب"، مشيرا إلى أن "منعه (أي: الانتحاري) عمل استخباراتي قبل وقوع الجريمة".

وعلقت عضوة مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب، الحقوقية عايدة سيف الدولة، قائلة، عبر "فيسبوك": "إعلان حالة الطوارئ لمدة 3 شهور، يعني 3 شهور مفيش مظاهرات، ولا حتى تظاهرات، مفيش فعاليات عامة، تفتيش واعتقالات عشوائية، حبس احتياطي بلا نهاية، ومحاكمات عسكرية واستثنائية.. 3 شهور من غير حقوق، ولا حريات"، وفق قولها.
 
أما المحامي الحقوقي طارق العوضي، فقال إن إعلان حالة الطوارئ، استمرار لتعامل السلطات مع الأزمات وفقا للحلول الأمنية، مشيرا إلى أهمية الحل الأمني ولكن لا بد أن يتزامن معه إجراءات سياسية ومجتمعية، وخاصة تخفيف منابع الإرهاب، ومواجهة ثقافية للفكر الإرهابي، وتحقيق حد أدنى من العدالة الاجتماعية.

وأكد العوضي، في تصريحات صحفية، أن القرار يترتب عليه مجموعة من الإجراءات المقيدة، والمطبقة بعضها الآن دون حالة طوارئ، ومنها: منع الاجتماعات الخاصة حتى وإن كانت داخل الأحزاب، وإعطاء الحق لوزارة الداخلية في القبض على الأفراد دون إحالتهم للنيابة العامة، والتحفظ عليهم بموجب قرار اعتقال، والمنع من السفر بقرارات إدارية دون قرار من النيابة، وفرض الحظر على التنقل، والحق في مصادرة الصحف، وغلق القنوات.

واستنكر الناشط والإعلامي خالد تليمة، المطالبات بمحاكمة الإرهابيين في المحاكم العسكرية، وقال في تدوينة: "في وسط كل الكلام اللي داير، أوسكار أجمل نكتة للناس إللي مصدقين أن الإعدام والطوارئ والمحاكمات العسكرية هي الحل للقضاء على الإرهاب. إنتوا ناس جميلة".

وأضاف تليمة: "يا أساتذة، الطوارئ قعد 30 سنة والإرهاب كان بيكبر جنبه كل يوم في كل حارة"، متسائلا: "يا أساتذة، إيه ممكن يعمله الإعدام لواحد مقرر ينتحر عشان يتقرب لربنا بموت؟ يا أساتذة إيه عملت له كل المحاكمات العسكرية اللي حصلت، عشان تتعمل تاني؟ يا أساتذة إيه اللي ممكن يعمله التعليم في وطن ضايع؟"، وفق تساؤلاته.

والأمر هكذا، وجّه الفقيه الدستوري محمد نور فرحات، رسالة للسيسي، في تدوينة عبر "فيسبوك"، قال فيها: "ليس بالحداد والدموع نكافح الإرهاب.. عليك أن تقدم كشف حساب لشعبك، أو أن ترحل".