نشرت صحيفة "زود دويتشي تسايتونغ" الألمانية تقريرا تحدثت فيه عن مساندة الرئيس الأمريكي، دونالد
ترامب، لنظيره
المصري، عبد الفتاح
السيسي.
وقالت الصحيفة: "الملفت للنظر، أن الرئيس الأمريكي، يساند كل الديكتاتوريين العرب أسوة بأسلافه من بقية الرؤساء الأمريكيين المتعاقبين".
وأضافت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، أن الرئيس المصري أعرب خلال لقائه بنظيره الأمريكي عن سعادته بلقاء نظيره الأمريكي الذي يعد حليفا استراتيجيا لمصر.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الزيارة تندرج في إطار تعزيز العلاقات المصرية الأمريكية التي اتسمت بالتوتر خلال عهد الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما.
وفي هذا السياق، صرح ترامب قائلا: "إننا نتفق على العديد من الأصعدة". وأضاف الرئيس الأمريكي الذي عرف بإطرائه للرؤساء المستبدين على شاكلة السيسي: "أريد أن أوضح حقيقة مفادها أننا نقف في صف الرئيس السيسي نظرا لأنه أحكم سيطرته على بلاده بعدما كانت في وضع حرج للغاية".
وأكدت الصحيفة أن كلا الرئيسين اتفقا على وضع استراتيجية مكافحة التطرف على رأس أولويات سياستهما.
وبالنسبة للطرفين، تقوم هذه الاستراتيجية على انتهاج سياسة قمعية تتعارض كليا مع مبادئ حقوق الإنسان. والجدير بالذكر أن مثل هذه الاستراتيجية قد تؤدي إلى تنامي تفشي التطرف في منطقة الشرق الأوسط.
وأوضحت الصحيفة أن الرئيسين الأمريكي والمصري تناسيا أن الدافع الرئيسي لثورات الربيع العربي سنة 2011 يعود إلى انتفاضة الشعوب العربية ضد الأساليب القمعية، حيث أن المواطنين في ذلك الوقت آمنوا بضرورة وضع حد للاستبداد، رافعين شعار الكرامة فوق كل اعتبار.
وأضافت الصحيفة أن ترامب سار على نهج عدد من الرؤساء الغرب الذين دعموا الحكام العرب في سياساتهم القمعية، مؤكدة أن هذا الموقف المساند للحكام العرب أدى إلى تماديهم في سياستهم
الاستبدادية في ظل حماية الدول الغربية لهم.
وتابعت: "إلى جانب ذلك، ساهمت السياسات الديكتاتورية في ظهور التنظيمات المتطرفة على غرار تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة التي تستغل هذه الظروف لتروج لأفكارها وتسعى لكسب تعاطف الشعب، فعلى سبيل المثال، ساهمت الاعتقالات التعسفية، التي يقوم بها النظام المصري في حق معارضيه، في ظهور جيل من المتطرفين".
وأفادت الصحيفة أن الطرفين لا يؤمنان بقيم الديمقراطية ولا بدور المجتمع المدني في ضمان استقرار الدول. بالإضافة إلى ذلك، لا يعير كل من ترامب والسيسي أي اهتمام للأمن الداخلي حيث أنهما لا يفكران سوى في مكافحة التطرف بأية طريقة.
وأوردت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي غض الطرف عن سياسة حليفه الشعبوية التي أدت إلى تدمير البلاد بحجة الحفاظ على هيبة الدولة. علاوة على ذلك، أوهم السيسي شعبه بإرساء جملة من المشاريع والحال أنها وهمية وممولة من طرف دول غربية على غرار الولايات المتحدة الأمريكية.
وقالت الصحيفة إن هذين الرئيسين النرجسيين يتبجحان بحكمتهما ويدعيان أنهما مستهدفان من قبل الجميع وأن كل الأطراف يكنون لهما العداء.