"لست مسؤولا للتغذية أنا وزير التعليم فقط".. "أعلم أهمية المترو للمواطن الفقير وليس العادي، ولا يهمني كوزير للنقل ما يقوله الناس".. "تسعى وزارة
الداخلية لرعاية أعضاء الشرطة وترسيخ قيم الانتماء والولاء لديهم".. كانت تلك ثلاثة تصريحات لثلاثة وزراء في
مصر، الخميس.
التصريح الأول، أطلقه وزير التعليم طارق شوقي؛ تعقيبا على أزمة تسمم آلاف التلاميذ بالمدارس. أما التصريح الثاني، فأطلقه وزير
النقل هشام عرفات، ردا على حالة الغضب التي انتابت الشارع المصري بعد رفع قيمة تذكرة مترو الأنفاق، وجاء التصريح الثالث من وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار، بعد قراره زيادة حافز الشرطة.
واعتبر نشطاء أن تصريحات الوزراء تكشف مدى تناقض نظام الانقلاب في قراراته، وتؤكد أنها لخدمة فئات بعينها، وتضر بشكل مباشر ملايين الفقراء.
"
عربي21"، رصدت 10 مواقف وقرارات متباينة خلال الأيام الماضية، وهي كالتالي:
تذكرة المترو وحافز الشرطة
وفي قرار مثير للجدل، أعلن وزير النقل والمواصلات، الخميس، تطبيق قرار زيادة أسعار ركوب مترو الأنفاق بنسبة 100 في المئة برفعها من جنيه إلى جنيهين اثنين، بدءا من الجمعة.
وقال عرفات ردا على حملة انتقادات شعبية للقرار: "أعلم أهمية المترو للمواطن الفقير وليس العادي، ولا يهمني ما يقوله الناس".
ووسط شكاوى من سوء الخدمة، يرتاد حوالي 3 ملايين راكب يوميا خطوط مترو الأنفاق الثلاثة بالقاهرة الكبرى (مدينة القاهرة ومحيطها)؛ التي يقطنها أكثر من 22.5 مليون نسمة.
وفي الوقت الذي تم فيه رفع تذكرة المترو، أقر وزير الداخلية، الخميس، زيادة "حافز الأمن العام"، ابتداء من الشهر المقبل، بواقع 1600 جنيه لرتبة اللواء، و1400 جنيه للعميد، و1200 للعقيد، و1000 للرائد، و900 جنيه للنقيب، و800 جنيه للملازم الأول، و400 جنيه للأمين والمساعد، و220 جنيها للصف والجنود، و240 جنيها للخفراء.
وقال الوزير إنه يسعى "لتوفير الرعاية لأعضاء الشرطة وترسيخ قيم الانتماء والولاء وتعظيم دورهم في أداء رسالتهم ورفع الروح المعنوية لهم".
مجوهرات انتصار وتحويشة سبيلة
وكان لظهور انتصار عامر، زوجة قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، خلال الاحتفال بيوم المرأة المصرية الثلاثاء، مرتدية مجوهرات مرصعة بقطع الألماس؛ ردود فعل غاضبة، واعتبره نشطاء موقفا متناقضا مع دعوات السيسي الدائمة للتقشف.
وفي اليوم التالي، استقبل السيسي في القصر الرئاسي، الأربعاء، سبيلة علي أحمد عجيزة، إحدى المشاركات باحتفال يوم المرأة المصرية عن محافظة الدقهلية، وذلك للتبرع بمبلغ 200 ألف جنيه ومشغولات ذهبية لصالح صندوق تحيا مصر.
أحمد عز وألتراس أهلاوي
وأوقفت سلطات الانقلاب 14 من شباب ألتراس أهلاوي أثناء عودتهم صباح الخميس، بعد تشجيع فريقهم أمام بيدفيست الجنوب أفريقي في دوري أبطال أفريقيا، وتمت إحالتهم إلى نيابة النزهة للتحقيق معهم في اتهام رئيس نادي الزمالك لهم بالتعدي على بعثة فريق الزمالك القادمة من نيجيريا، حيث تصادف تواجدهم بترانزيت مطار أديس أبابا، الأربعاء.
وحرض رئيس نادي الزمالك، مرتضى منصور، على معاقبة ألتراس أهلاوي. وقال في شكوى رسمية وجهها للسيسي: "هناك 30 من البلطجية سافروا مع الأهلي لجنوب أفريقيا، وهتفوا هتافات معادية ضد الدولة، بل وأثناء العودة إلى القاهرة على الطائرة قاموا بسب الجيش ورئيس الجمهورية"، كما قال.
وتثار من آن لآخر أزمات بين ألتراس أهلاوي وألتراس زملكاوي من جهة، وبين سلطات الانقلاب من جهة أخرى، كما شهدت مباريات عدة هتافات لهذه المجموعات ضد حكم العسكر.
وبعد ساعات من توقيف شباب ألتراس، قررت محكمة جنايات الجيزة، مساء الخميس، إخلاء سبيل رجل الأعمال أحمد عز، في القضية المعروفة إعلاميا بـ"حديد الدخيلة"، حيث عرض رجل الأعمال الأشهر في عهد مبارك مبلغ 500 مليون جنيه على لجنة استرداد أموال الدولة للتصالح في القضية وسائر القضايا المتهم فيها.
موزانة الصحة وممتلكات الشعب
وفي الوقت الذي تتوجه فيه السلطات لبيع مستشفيات التكامل (552 مستشفى مملوكة للدولة)، وسط تهالك المنظومة الصحية وانتشار الأمراض الخطيرة والفيروسات المميتة، أعلن وزير الصحة أحمد عماد الدين؛ اختفاء 27.6 مليار جنيه من موازنة وزارته، مؤكدا أنه لا يعلم هو أو البرلمان عن مصيرها شيئا.
وقال عماد الدين إنه تسلم نحو 47 مليار جنيه فقط، من إجمالي نحو 74 مليار و600 مليون جنيه اعتمدها البرلمان بموازنة العام المالي 2016-2017.
وكانت صحيفة الأهرام قد أعلنت أيضا، في كانون الثاني/ يناير الماضي، عن اختفاء إيرادات بنحو 32.5 مليار من الموازنة العامة للدولة عن عام 2014-2015.
اختفاء جزء من ميزانية وزارة الصحة، تزامن مع تصريح وزير المالية عمرو الجارحي، بأن مصر تستهدف جمع نحو 6 مليارات جنيه في السنة المالية 2017-2018 من الطروحات الأولية لشركات حكومية في البورصة.
وتمتلك الحكومة بنوك: الأهلي المصري، ومصر، والقاهرة، والمصرف المتحد، ونحو 50 في المئة في البنك العربي الأفريقي، ونحو 20 في المئة من بنك الإسكندرية، كما تملك عددا كبيرا من الشركات مثل: المقاولون العرب، وحسن علام في المقاولات، وبتروجيت، وإنبي، وميدور، بقطاع النفط، ومصر للتأمين، ومصر لتأمينات الحياة؛ بقطاع التأمين.
تسمم التلاميذ ووقف الوجبات
وشهدت مصر على مدار أسبوعين ماضيين وحتى الأربعاء الماضي؛ أزمة طالت آلاف الطلاب الذين أصيبوا بحالات تسمم وإعياء بمحافظات الجمهورية، إثر تناول وجبات تغذية مدرسية، تقدمها شركة النصر للخدمات والصيانة "كوين سرفيس"، التابعة لجهاز الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة.
وبدلا من محاسبة المسؤول عن تسمم التلاميذ، أعلنت السلطات الخميس، وقف توزيع الوجبات المدرسية على مستوى الجمهورية، وهو ما فسره بعض النشطاء بأنه خطوة من النظام للتخلص من بند التغذية المدرسية وتوفير نفقتها.
وتبلغ المخصصات المالية للوجبة المدرسية للعام الدراسي الحالي مليار جنيه، مقابل نحو 957.8 مليون جنيه العام الماضي، حسب صحيفة البورصة.