استهجن القيادي في جماعة الإخوان المسلمين بليبيا، بشير الكبتي، اتهام اللواء المتقاعد خليفة
حفتر للجماعة بـ"
الإرهاب" وبأنها "أشد التنظيمات خطرا على
ليبيا"، وذلك خلال حوار أجرته معه فضائية "أون تي في"
المصرية السبت الماضي.
وقال المراقب العام السابق للجماعة في تصريحات خاصة بـ"عربي21" إن حفتر "يجهل الحقائق"، و"يسعى من خلال اتهامه للإخوان إلى التقرب للنظام المصري وعبدالفتاح
السيسي".
وأضاف الكبتي في أول رد "إخواني" على تصريحات حفتر، إن "حفتر يعلم أن الإخوان من بداية تكوين المكتب التنفيذي (بمثابة حكومة للمجلس الانتقالي الذي أسس خلال ثورة ليبيا شباط/فبراير 2011) الذي كان يرأسه محمود جبريل الورفلي؛ قد سجلوا الجماعة كمؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني، ولهم ترخيص بذلك، وبالتالي فنحن الآن تحت سلطة الدولة، وليس مجال عملنا العمل العسكري، ولا العمل السياسي" حسب قوله.
أين الدليل؟
من جهته؛ قال المحامي والناشط الحقوقي الليبي، طاهر النغنوغي، إن "حفتر لم يقدم على اتهاماته للإخوان أي دليل"، مشيرا إلى ما وصفه بالتناقض في تصريحات اللواء المتقاعد، فهو "من جهة يدعي سيطرته على كامل الشرق الليبي، ومن جهة أخرى يزعم أنه مهدد من بلبلة الإخوان والتيارات الإسلامية".
وأضاف النغنوغي لـ"عربي21": "ما يريده حفتر الآن؛ هو إقصاء جميع التيارات الإسلامية، وخاصة المعتدلة منها، وحتى التي تؤيده حاليا؛ لأنه يتحرك دائما من خلال نظرية المؤامرة".
ولكن الناشط السياسي في بنغازي، فرج فركاش؛ رأى من جانبه أن "تصريحات حفتر الأخيرة موجهة أكثر للرأي العام المصري، وربما هي محاولة تبريرية لرفضه لقاء السراج، وتدخل في باب المماحكات السياسية والاتهامات المتبادلة".
واستدرك قائلا لـ"عربي21": "لا أحد ينكر دعم
إخوان ليبيا لمجلس شورى بنغازي (مجموعات مسلحة مناوئة لحفتر) الذي يحتوي على مجموعات متطرفة من بين عناصره، وإن كان المجلس قد تبرأ من وجود متطرفين في عناصره، أو أي علاقة بتنظيم داعش، إلا أن هذا التبرؤ جاء متأخر جدا".
وأضاف فركاش: "الإخوان كغيرهم؛ أصبحوا جزءا من المعادلة، ويجب التعامل معهم كأمر واقع، ولكن يجب أن تكون مشاركتهم في الحكومة المقبلة متناسبة مع حجمهم في الشارع الليبي".
مغازلة "المداخلة"
من جانبه؛ قال المحلل السياسي الليبي، محمد فؤاد، إن "دلالة تصريحات حفتر الوقتية والمكانية (مصر)؛ تؤكد أنها محاولة لمغازلة السيسي، وذلك من خلال التأكيد على أن الإخوان هم سبب الأزمة في ليبيا".
وأضاف لـ"عربي21" أن "إخوان ليبيا ليس لهم شعبية في الشارع"، مؤكدا أنهم "ليسوا حركة منظمة مثل إخوان تونس أو مصر".
وتابع فؤاد: "السبب الأهم في اتهامات حفتر؛ أنها محاولة لدغدغة عواطف ما يعرف بالتيار المدخلي (نسبة إلى الداعية السلفي ربيع المدخلي) والذي يزداد اعتماده عليه يوما بعد يوم، وخصوصا مع المشاكل القبلية التى يواجهها حفتر في الشرق الليبي".
تجربة الانقلاب
أما عضو حزب العدالة والبناء الليبي، المبروك الهريش، فرأى أن "حفتر يتمنى أن ينقل تجربة الانقلاب المصرية إلى ليبيا، ويقضي على جميع الفصائل السياسية المدنية بمن فيها الإخوان".
وأضاف الهريش لـ"عربي21": "لكن الوضع في ليبيا يختلف تماما، فالسلاح منتشر في كل بقاع البلاد، وليس بإمكان أي شخصية تنظيم هذا السلاح إلا بعد توافق سياسي ومجتمعي، وبالتالي ما يتمناه حفتر هو حلم بعيد المنال" حسب قوله.