اختتم قائد القوات التابعة لمجلس النواب في طبرق، اللواء المتقاعد
خليفة حفتر، زيارته المفاجئة إلى
القاهرة، بعد يوم واحد التقى خلاله رئيس أركان الجيش
المصري الفريق محمود حجازي لبحث تطورات الأزمة الليبية.
وأعرب حفتر السبت عن "استعداده للمشاركة في أي لقاءات وطنية برعاية مصرية يمكن أن تسهم في الوصول إلى حلول توافقية للخروج من الأزمة الراهنة، وتدعم الثقة بين كافة الأطراف" بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية (رسمية).
وأكد بيان صادر عن المتحدث العسكري المصري، أن "اللقاء بين حجازي وحفتر تمحور حول بحث تطورات الأزمة الليبية، وما أفرزته لقاءات القاهرة مع القوى الليبية المختلفة".
وسبق زيارة حفتر؛ زيارة قام بها رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، فائز
السراج، إلى القاهرة، التقى خلالها بقائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، وسط توقعات بلقاء قريب قد يجمع حفتر والسراج، برعاية مصرية-روسية، "لتسوية الأزمة الراهنة".
وأثارت هذه الزيارة غير المعلنة تساؤلات حول طبيعة الدعم الذي تلقاه "حفتر" من مصر سياسيا وعسكريا، وهل للزيارة علاقة فعلا بزيارة السراج السابقة؟ وهل من ضغوطات في الخفاء على الجنرال الليبي؟ وما صحة التسريبات التي ذكرت أن حفتر هو المرشح لمنصب القائد العام للجيش الليبي في التشكيلة الافتراضية القادمة؟
تراجع مصري
من جهته؛ قال الأستاذ بجامعة سكاريا-تركيا، خيري عمر، إن "هناك تراجعا ملحوظا في دعم مصر لخليفة حفتر، والدليل تواصل القاهرة مع كل أطراف الأزمة الليبية، ومنها المجلس الأعلى للدولة، وحكومة الوفاق الوطني المناوئة لحفتر"، مشيرا إلى "اجتماعات دول الجوار التي عقدت مؤخرا، وأكدت على توافق مصري جزائري في التعاطي مع الملف الليبي".
وأضاف عمر لـ"
عربي21" أن "حفتر يسعى إلى أن يكون الشخصية العسكرية الأولى في
ليبيا، لكن مسلحي وسياسيي المنطقة الغربية من البلاد يسعون إلى تقليل دوره في المشهد السياسي"، مؤكدا أن "دمجه في تشكيلة المجلس الرئاسي الجديد أمر مستبعد".
ورأى الصحفي الليبي، محمد عاشور العرفي، أن زيارة حفتر للقاهرة "لم تكن مفاجئة بالنسبة لنا، خاصة أن حفتر أبدى استعداده للمشاركة في أي لقاء ترعاه مصر"، مضيفا أن مصر "ستضغط باتجاه تسكين خليفة حفتر في أية مقترحات ستقدم لحل الانسداد السياسي الذي وصلت إليه الأزمة السياسية في ليبيا".
وبخصوص التسريبات التي ذكرت أن هناك سعيا لتولية حفتر قائدا عاما للجيش؛ قال العرفي لـ"
عربي21": "إذا صحت هذه التسريبات؛ فإنها ستفتح الباب أمام المناوئين للتسوية السياسية المعدلة، باعتبار أن إدماج شخصية عليها جدل ولغط مثل حفتر؛ لن يجعل الحظ حليفا لتحقيق هذه التسوية".
تكهنات وتطلعات
أما الناشط السياسي في بنغازي، فرج فركاش؛ فقال إن "زيارة حفتر لمصر تأتي في إطار سعي القاهرة لتقريب وجهات النظر، وإيجاد أرضية مشتركة بين قيادات المؤسسات الشرعية التي تعترف بها مصر، وهي خطوة إيجابية".
وأضاف فركاش لـ"
عربي21": "أما بخصوص منصب حفتر كقائد عام؛ فلازال هذا الأمر رهن التكهنات، لكني لا أستبعد حدوث ذلك في حال تم التفاوض على ضمانات متبادلة بين الأطراف المتخاصمة".
وقال المحلل السياسي الليبي، مختار كعبار: "لا أعتقد أن حفتر يمكن أن يرضى حاليا بمنصب رئيس أركان، أو حتى وزير دفاع؛ لأن تطلعاته تفوق ذلك، وهي تتمثل في حكم ليبيا كلها".
وأوضح لـ"
عربي21" أن "مصر تقدم لحفتر دعما عسكريا مطلقا؛ يتمثل في العتاد، والتدريب، وقصف الطيران الحربي المصري، بالإضافة إلى وجود عناصر مخابرات وقوات مصرية تشرف على العمليات، بل إنه قد تم الكشف عن تدريب مصر لفريق اغتيالات في الداخل الليبي" على حد قوله.