أعلن ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان، أبو عماد الرفاعي، أن "لقاء الفصائل
الفلسطينية في
موسكو لم يأت بجديد بالنسبة للشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية".
وقال الرفاعي في تصريح صحفي السبت، إن هناك تباينا في وجهات النظر بين حركتي حماس وفتح "يتمثل في هدف المشاركة بهذه الاجتماعات، حيث ترى
حركة فتح بأن هذه الاجتماعات تهدف إلى إنهاء حالة
الانقسام الفلسطيني، والتوافق على برنامج منظمة التحرير السياسي القائم على المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي، بينما ترى
حركة حماس أن هدف الاجتماع يتمثل في تقريب وجهات النظر، كما جاء في رسالة الدعوة التي أرسلتها موسكو للفصائل الفلسطينية".
وقلّل الرفاعي من أهمية نتائج اللقاء قائلا إن "هناك لقاءات سابقة حضرتها كل الفصائل وكل القيادات خصوصا في القاهرة وأسفرت عن اتفاقات مهمة، لكنها لم تنفذ، ولم تتحقق المصالحة، وما تمخض عن لقاء موسكو فلسطينيا هو أقل مما سبق".
وكان رئيس وفد حركة فتح المشارك في اجتماعات موسكو، عزام الأحمد، قد أعلن الثلاثاء الماضي عن اتفاق
الفصائل الفلسطينية على تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال 48 ساعة، الأمر الذي منح الكثير من الأمل للشارع الفلسطيني، ولكن سرعان ما نفت حركة حماس هذه النتائج على لسان الناطق باسم الحركة صلاح البردويل.
حركة حماس
من جانبه؛ حمّل نائب رئيس كتلة "حماس" البرلمانية في المجلس التشريعي الفلسطيني، يحيى موسى، الرئيس الفلسطيني محمود عباس؛ مسؤولية فشل الجهود التي تقوم بها موسكو لإنجاز المصالحة الفلسطينية.
وقال لـ"
عربي21": "لم نلمس أية نوايا صادقة لدى الرئيس عباس للتوافق على رؤية سياسية واضحة يتم الانطلاق بها للمضي قدما في ملف المصالحة؛ بسبب الضغوط الإسرائيلية التي تمارس عليه كلما قرر التقارب مع حماس".
وأكد موسى أن "حركة حماس ما زالت ثابتة في موقفها الذي أطلقته منذ البداية، وهو استعدادها للتوافق على برنامج سياسي مع حركة فتح؛ يتمثل في إصلاح هيكلة منظمة التحرير والمؤسسات الوطنية للسلطة الفلسطينية، على قاعدة الشراكة السياسية؛ للخروج بنتائج ترضي جميع الأطراف".
حركة فتح
أما المتحدث باسم حركة فتح، أسامة القواسمي؛ فأوضح أن "الساعات الأولى لاجتماعات موسكو شهدت توافقا مع حركة حماس على تشكيل حكومة وحدة وطنية؛ كخطوة أولى على طريق المصالحة، ولكن حركة حماس تراجعت عن موقفها بعد ساعات قليلة بشكل فاجأ الجميع".
ونفى القواسمي لـ"
عربي21" ما أشيع عن مغادرة وفد "فتح" العاصمة الروسية موسكو بعد تصريحات أبو عماد الرفاعي، قائلا إن "وفد الحركة ما زال يعقد اجتماعات مع المسؤولين الروس لمحاولة تقريب وجهات النظر مع باقي الفصائل الفلسطينية".
ووصل ممثلو 10 فصائل فلسطينية، الأحد الماضي، إلى العاصمة الروسية موسكو، للمشاركة في ندوة دعا لها معهد الاستشراق الروسي التابع لوزارة الخارجية الروسية؛ لبحث الأوضاع الفلسطينية، بما فيها ملف المصالحة، وإنهاء حالة الانقسام الداخلي.
وتضم الفصائل المشاركة؛ حركات فتح وحماس والجهاد الإسلامي، وحزب الشعب الفلسطيني، والمبادرة الفلسطينية، والجبهات الشعبية والديمقراطية والنضال الشعبي، والقيادة العامة، والاتحاد الديمقراطي الفلسطيني.
استكمال للقاءات سابقة
بدوره؛ قلّل عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، قيس أبو ليلى، من أهمية تصريحات الرفاعي؛ بقوله إن "دعوة موسكو للفصائل الفلسطينية جاءت استكمالا للقاءات المجلس الوطني التي عقدت ببيروت في العاشر من الشهر الجاري".
وقال أبو ليلى لـ"
عربي21" إن "قضية تقاسم السلطة بين القطبين الرئيسين في الساحة الفلسطينية فتح وحماس؛ هي من أبرز القضايا التي طرحت على طاولة المسؤولين الروس، ولكن حتى اللحظة لم يتم التوصل إلى أية نتائج تذكر".
أما الكاتب والمحلل السياسي المقيم في غزة، فايز أبو شمالة؛ فاستبعد أن "يتم التوصل إلى اتفاق للمصالحة بين حركتي حماس وفتح خلال الفترة القادمة".
وقال لـ"
عربي21" إن "الرئيس الفلسطيني محمود عباس هو المتسبب في استمرار هذه الحالة من الانقسام الفلسطيني، حيث يرفض كل أشكال تقاسم السلطة مع القوى والأحزاب السياسية على الساحة الفلسطينية".