تقول صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير أعدته الكاتبة إيزابيل كريشنر، إن الجيش
الإسرائيلي زعم أنه كشف مصيدة لعملاء تابعين لحركة
حماس، انتحلوا شخصية نساء على شبكات
التواصل الاجتماعي؛ للتجسس على جنود إسرائيليين وتصيدهم من أجل الحصول على معلومات.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن جندي إسرائيلي قوله في مؤتمر صحافي، إن عناصر في حركة حماس استخدموا هويات مزيفة على شبكات التواصل الاجتماعي، ووضعوا عليها صور نساء حقيقيات من الإنترنت؛ للتعرف على جنود إسرائيليين وإغوائهم للكشف عن أسرار ومعلومات استخباراتية.
وتشير كريشنر إلى أنه بحسب الجيش الإسرائيلي، فإن "النساء" كن لاحقا يطلبن من الجنود تحميل تطبيق معين على الهاتف المحمول للدردشة بالفيديو، ويحتوي الفيديو على فيروس يسمح بالدخول إلى الهاتف، والوصول إلى ما به من معلومات، لافتة إلى أن حركة حماس تستطيع استخدام الفيروس المزروع في كاميرا الهاتف المحمول، وتسجيل المحادثات الهاتفية دون علم الجندي، إضافة إلى تحميل تطبيقات خفية على الهاتف، ويقول الجيش الإسرائيلي إن النساء كن يتحدثن باللغة العبرية الدارجة؛ لإقناع الجنود بأنهن إسرائيليات.
وتذكر الصحيفة أن العملية تبدأ بالمغازلة الإلكترونية ورسالة مباشرة يتم إرسالها عبر "فيسبوك"، أو مواقع التواصل الاجتماعي، من امرأة غير معروفة لهاتف الجندي الإسرائيلي الذكي، ثم تبدأ سلسلة من المحادثات باللغة العبرية المبهرة باللهجة العامية، "صباح الخير، ورمز تعبيري باسم"، يرد الجندي: "ما الأمر، هل نعرف بعضنا؟"، وبعد ذلك تظهر صور مغرية، مشيرة إلى أنه لا يقصد من الحوار من يشارك فيه، ولكن في هذه الحالة، كما يقول مسؤولو الأمن الإسرائيلي، من يقف وراءه، فقد أنشأ عناصر حركة حماس شبكة من الحسابات المزيفة وشبكات تواصل اجتماعي تخريبية؛ للتواصل مع جنود سذج، وتحريضهم على تحميل تطبيقات على هواتفهم النقالة، يتم من خلالها مراقبتهم والتجسس عليهم.
ويلفت التقرير إلى أنه لم يتم التأكد من تصريحات المسؤولين الإسرائيليين الذين تحدثت إليهم الصحيفة، دون الكشف عن هويتها بسبب شروط الجيش، وقال المتحدث باسم حركة حماس في غزة حمزة قاسم: "لا نريد الرد على ما يقوله الإسرائيليون عنا".
وتنقل الكاتبة عن إبراهيم المدهون، الذي يكتب في صحيفة "الرسالة" التابعة لحركة حماس، قوله إن الحركة لا تنحدر إلى هذه المستويات، وكتب قائلا: "فتح حسابات لنساء لإغراء الجنود هو ضد تعاليم وقيم ديننا"، مستدركة بأن المسؤولين الأمنيين، الذين تحدثوا يوم الأربعاء في مقر القيادة الإسرائيلية، أشاروا إلى أن التكنولوجيا المستخدمة بسيطة، حيث أرسلت واحدة اسمها ألبينا غورين صورة لها وهي ترتدي ملابس قصيرة وخلفها منظر للبحر، وأرسلت أميت كوهين صورة وهي تضع المكياج، حيث نال بعض الأصدقاء المزيفين ثقة الذين يديرون مواقع تواصل اجتماعي يستخدمها الجنود، ودعوا إلى المشاركة.
وتنوه الصحيفة إلى أنه بعد ذلك أرسلت لهم تطبيقات وتعليمات حول كيفية المشاركة وتحميلها، وتطبيقات مثل YeeCall وWowo Messenger، مستدركة بأن التطبيق ذاته كان فيروسا يعطي حركة حماس الفرصة للحصول على معلومات عن الجندي ومكانه، ويسمح للحركة بأن تقوم ببث فيديو من الهاتف الذكي وصوت من المايكرفون، حيث تم استهداف عشرات الهواتف في الأشهر الماضية، ومعظمها تعود إلى مجندين يؤدون الخدمة الإجبارية.
ويستدرك التقرير بأنه رغم أن العملية قد تؤدي إلى إحداث ضرر على الأمن القومي الإسرائيلي، إلا أن المسؤولين في دائرة المعلومات الاستخباراتية في الجيش، وبالتعاون مع المؤسسات الأمنية الأخرى، قاموا بمتابعة الموضوع، وتحركوا لوقف العملية، وتخفيف الضرر.
وتكشف كريشنر عن أن الشكوك بدأت عندما أخبرت مجندة إسرائيلية المسؤولين أنه تمت سرقة صورتها، واستخدمت لمصادقة جنود آخرين، بالإضافة إلى أن المجندات بدأن بالشك عندما أخذ "أصدقاؤهن الجدد" بتوجيه أسئلة حول النشاطات العسكرية، مشيرة إلى أنه بعد عمل استغرق أشهرا للبحث عن الجواسيس الإلكترونيين، فإن الجيش قال إنه قرر نشر معلومات عن العملية لتوعية الناس حول مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي.
وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن الجيش الإسرائيلي طلب من الجنود إغلاق GPS عندما لا يستخدمون هواتفهم، وحتى لا يتم تتبعهم، ونصح الجنود بألا يحملوا تطبيقات من مواقع عبر معروفة لهم، وقال مسؤول عسكري: "هذه المرة ليست أسلحة أو بندقية أو سيارة، ولكن طلب صداقة".