شهد الأسبوع الماضي
اختطاف واحتجاز عشرات المواطنين
المصريين في
اليمن وليبيا، وسط اتهامات متزايدة للسلطات بالتقاعس عن حمايتهم.
ففي
ليبيا، تعرض ستة مصريين للاختطاف بمدينة طرابلس، في ظروف غامضة، يوم الأربعاء الماضي، كما احتجز الحوثيون في اليمن، عشرات الصيادين المصريين يوم الاثنين الماضي بعد دخولهم المياه الإقليمية اليمنية.
احتجاز وخطف واعتقال
وقال محافظ كفر الشيخ، اللواء السيد نصر، في تصريحات صحفية الخميس، إنه تلقى استغاثة من أسر ستة مصريين، أكدوا فيها اختطاف أبنائهم خلال عملهم في مدينة طرابلس بليبيا، يوم الأربعاء الماضي، بعد قيام مجموعة مسلحة باقتحام مسكنهم واقتيادهم إلى مكان مجهول، داعيا وزارة الخارجية إلى سرعة التواصل مع الجهات الدبلوماسية والأمنية الليبية للعمل على إطلاق سراحهم وإعادتهم إلى مصر.
وشهد عام 2016 العديد من حالات الخطف للعمال المصرية في لبيبا خاصة في مدينتي طرابلس ومصراتة، فلا يكاد يمر شهر دون احتجاز عدد من المصريين الذين لا يتم إطلاقهم إلا بعد دفع مبالغ مالية للخاطفين.
وتدعو وزارة الخارجية المصرية؛ المصريين لعدم السفر إلى ليبيا بسبب التدهور الأمني هناك، لكن عشرات الآلاف من المواطنين يتجاهلون هذه التحذيرات ويسافرون إلى هذا البلد المضطرب بحثا عن فرصة عمل.
وأكدت تقارير صحفية أن ثلاثة من مراكب الصيد كانت تقوم بالصيد في منطقة يمنية تخضع لسيطرة الحوثيين، بالقرب من السواحل العمانية، تم توقيفها، وأعلن الحوثيون أنهم لن يطلقوا سراح الصيادين حتى يدفعوا غرامات بسبب صيدهم في المياه اليمنية.
وانتقد عضو مجلس النواب المصري، محمد العتماني، وزارة الخارجية، قائلا إنها لم تتخذ الإجراءات الكافية للإفراج عن أكثر من مئة مواطن محتجزين في اليمن، بينما طالب رئيس البرلمان علي عبد العال؛ الحكومة بتقديم إجابات وافية بشأن تساؤلات النواب وأسر عشرات الصيادين المصريين المحتجزين حول الخطوات التي ستقوم بها لإعادتهم إلى أرض الوطن.
وبعد أكثر من شهرين على احتجاز اثنين من المواطنين المصريين في أديس أبابا، قال مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية والمصريين بالخارج، خالد رزق، في تصريحات صحفية الخميس، إن السفارة المصرية ستوكل محامين للدفاع عنهم أمام جهات التحقيق الإثيوبية.
وكان الأمن الإثيوبي قد ألقى القبض على مصريين اثنين في مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بعد اتهامات لمصر بالتورط في تسليح وتدريب مجموعات معارضة نظمت احتجاجات عنيفة بمنطقة أوروميا بإثيوبيا، احتجاجا على استيلاء الدولة على أراضيهم مقابل تعويضات زهيدة. واستدعت وزارة الخارجية الإثيوبية السفير المصري بأديس أبابا لإبلاغه برفض التدخل في الشؤون الداخلية لإثيوبيا.
أوضاعهم متدهور للغاية
من جانبها، قالت أستاذة العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية، نهى مرجان، إن ظاهرة اختطاف المصريين أو احتجاز الصيادين المصريين في الخارج أصبحت متكررة، وتزداد بسبب دخول الصيادين المياه الإقليمية لدول بها صراعات واضطرابات كثيرة.
وأشارت مرجان، في تصريحات لـ"
عربي21"، إلى أن "أحوال المصريين بالخارج في السنوات الأخيرة متدهورة للغاية، كما يلاحظ الجميع، ولم يعد الأمر قاصرا على العمال البسطاء أو المهاجرين غير الشرعيين، بل إن هناك علماء وذوي مناصب عليا دخلوا إلى دول شرق أوروبا وإفريقيا ودول البحر المتوسط بحثا عن الرزق، أو لأسباب أخرى كثيرة، ويتعرضون لسوء المعاملة والاضطهاد للأسف الشديد"، وفق قولها.
وأضافت أن "المصريين يعانون في كثير من الدول المستقبلة لهم، والدولة المصرية لديها سفارات في هذه الدول ومن المفترض أن ترعى شؤونهم هناك، لكن هذا لا يحدث في كثير من الحالات، بسبب تقاعس بعض السفارات المصرية"، مشيرة إلى أن عددا كبيرا من المصريين في الخارج يتجنبون تدوين أسمائهم في السفارة المصرية، ما يصعّب من متابعة أحوالهم لاحقا عن طريق السفارة أو وزارة الخارجية".
لكن مساعد وزير الخارجية السابق، السفير حسين هريدي، قال إن انتشار هذه الظاهرة أمر متوقع بسبب حالة عدم الاستقرار التي تعاني منها هذه الدول في السنوات الأخيرة، في إقليم يشهد أحداثا متلاحقة وتوترات شديدة"، مطالبا بعدم لوم الخارجية المصرية التي قال إنها "قدمت تضحيات كثيرة بسبب التوترات في منطقة الشرق الأوسط"، بينها سفير مصر الأسبق في العراق إيهاب الشريف الذي قتل عام 2005 وقت الحرب الأمريكية هناك.
وأضاف هريدي، لـ"
عربي21": "من المفترض أن تقوم السفارات المصرية في إثيوبيا أو اليمن أو ليبيا، أو أي دولة تشهد حالات خطف أو احتجاز للمصريين، بالمتابعة مع الجهات المعنية هناك من أجل الإفراج عن المخطوفين، لكن هناك مشكلة خطيرة تواجه العمل الدبلوماسي خاصة في الدول التي بها صراعات واضطرابات وأحداث إرهابية"، على حد قوله.
وأوضح أن "الجهات المعنية في كثير من تلك الدول لا تكون متعاونة بالشكل المطلوب مع الدبلوماسية المصرية، خاصة في اليمن، بسبب الحرب الدائرة هناك، وتشارك مصر فيها بشكل جزئي، كما يتكرر الحال في ليبيا منذ الأيام الأولى للثورة الليبية وحتى الآن بسبب حالة الانفلات الأمني الرهيب هناك"، كما قال.