بدا الحديث عن قيام الرئيس
اليمني المخلوع،
علي عبد الله صالح بزيارة سرية للعاصمة
المصرية القاهرة، غير مقنع لكثيرين، في ظل العقوبات الأممية التي تحظر على الرجل السفر خارج البلاد.
وفي هذا السياق، كشف مصدران يمنيان عن حقيقة زيارة المخلوع صالح للقاهرة، سرب خبرها يوم السبت الماضي، واصفة الخبر بـ"الكاذب والعاري عن الصحة".
وقال المصدران، أحدهما مقرب من حزب صالح والحوثي، والآخر مسؤول رفيع بالرئاسة اليمنية ـ رفضا الكشف عن أسمائهما ـ لـ"
عربي21" إن من غير المعقول قيام صالح بأي زيارة لأي دولة، فضلا عن ذلك أنه"من المستحيل تماما أن تقبل أي دولة زيارة الرجل لها في ظل عقوبة المنع من السفر المفروضة عليه من قبل مجلس الأمن الدولي في نيسان/أبريل 2015".
وأضافا أن هذا التسريب يخدم صالح من ناحية التوقيت والدلالة، فالرجل يحاول الظهور وكأنه يتحرك وصاحب قرار، في الوقت الذي باتت حركته في صنعاء محدودة جدا، وتنقله حذرا.
كما أن المصدرين لفتا إلى أن دلالة تسريب خبر زيارة قام بها المخلوع صالح إلى القاهرة، تأتي وسط حالة الفتور والتوتر التي تشهدها العلاقات المصرية السعودية، مؤكدين أن "اختيار مصر ليس من فراغ، ولذلك حاول المطبخ التابع له اللعب على وتر العلاقة المتوترة بين القاهرة والرياض.
في حين أفصح المصدر المقرب من حزب صالح أن الرجل يحاول التواصل مع بعض الدول كي يخرج للإعلام أن لديه خطوط تواصل مع العالم، لكن الواقع يثبت العكس فالأبواب موصدة أمام صالح.
وتساءل المصدران عن كيفية خروج علي صالح إلى القاهرة في ظل إغلاق الأجواء من قبل التحالف العربي والرقابة المفروضة على البر والبحر؟
لكنهما اتفقا على أنه في أحسن الأحوال سيغادر صالح إلى سلطنة عمان، كونها البلد الوحيد الذي من الممكن أن تستقبله لأسباب عدة منها أن "مسقط أدارت قبل أشهر جولتي من المباحثات بين الإمارات المشاركة ضمن التحالف العربي بقيادة السعودية، ووفد حزب المؤتمر (جناح صالح) كان أبرز عناوينها "خروج علي صالح من البلد وتركه العمل السياسي".
وذكرت تقارير صحفية يوم السبت الماضي، أن علي عبد الله صالح، زار مصر سرا، لبحث الأزمة اليمنية، في زيارة استمرت أكثر من يوم.
ونشرت صحيفة "العربي الجديد" نقلا عن مصادر مصرية أن صالح زار القاهرة سرا خلال الأيام الماضية، في زيارة استمرت أكثر من يوم، مضيفة: "تم التكتم على الزيارة وفرض تعتيم عليها".
وأشارت المصادر إلى أنه "تم خلال الزيارة التباحث بالأزمة اليمنية الراهنة، وإمكانية التوصل إلى صيغة اتفاق ترضي جميع الأطراف، في وقت لا تكون فيه القاهرة مجبرة على دعم حزب الإصلاح الذي يمثل إخوان اليمن".
وكان قائد اللواء 62 حرس جمهوري، العميد مراد العوبلي، المقرب من صالح، أكد أن الرئيس المخلوع سافر خارج اليمن، وعاد خلال الفترة القليلة الماضية.
وقال العوبلي، في منشور له على حسابه الرسمي بـ"فيسبوك" إن "علي عبد الله صالح سافر إلى خارج اليمن ورجع بحمد الله خلال الفترة القليلة الماضية"، مضيفا: "لا أريد أن يسألني أحد كيف ومتى وإلى أين؟".
وكان مجلس الأمن قد قرر في نيسان/أبريل 2015 فرض عقوبات على "المخلوع صالح" شملت تجميد أرصدته في الخارج والمنع من السفر.