قدمت المناضلة
التونسية بسمة
بلعي شهادتها في جلسة الاستماع لضحايا حكم الاستبداد في تونس، التي تعد أهم خطوات العدالة الانتقالية بعد ست سنوات من الثورة التي أنهت حكم زين العابدين بن علي.
وتحدثت بلعي التي كانت شاهدة أيضا على
تعذيب المناضل رشيد الشماخي، والمناضل فيصل بركات، والتي أجبرت أيضا على مسح دمائه بعد مقتله تحت التعذيب.
وأشارت إلى أنها وفي عمر السابعة عشرة، عندما كانت تنشط في العمل الاجتماعي والإسلامي الخيري، انضمت لحزب حركة النهضة، لتبدأ فصل معاناتها مع البوليس السياسي والتربص بها وإرسال الاستدعاءات لها.
وأوضحت أنه تم اعتقالها من بيتها عام 1987 بمركز نابل، وتعرضت للتعذيب الجسدي والمعنوي (الضرب والشتم والكلام البذيء)، فضلا عن سب وشتم أهلها.
وفي سنة 1991، كانت محل ملاحقة أمنية؛ بسبب نشاطها السياسي، ليتم استغلال شقيقتها كورقة للضغط عليها، فتسلم نفسها وتقاد من العاصمة -حيث كانت مختبئة- إلى مسقط رأسها، في رحلة وصفتها برحلة "الإهانة والتحرش" والأطول في حياتها.
وذكرت أنه في مقر فرقة الأبحاث والتفتيش بدائرة نابل سيئة الذكر والتي شهدت العديد من الوفيات تحت التعذيب، حيث تم إيقافها بصحبة شقيقتها دون إذن قضائي، لمدة تجاوزت الشهرين، تعرضت خلالها للتعذيب والإهانة والتحرش، كما وقع تهديدها بالاغتصاب، وإجبارها على تنظيف الأغطية المخصصة للموقوفين المغطاة بالدماء ، وبقيت حبيسة المعتقل لمدة عام كامل بتهمة الانتماء لحزب غير معترف به، وتوزيع مناشير.
وبعد فترة الاعتقال التي اعتقل فيها أيضا شقيقها وحوكم بأربع سنوات ،اطلق سراحها، لتخضع للمراقبة الإدارية لمدة تجاوزت عشر سنوات، رغم أن الحكم الصادر ضدها لم يتضمن هذه العقوبة.
وتسببت الملاحقة والاعتقال لها ولأشقائها بابتعاد الناس عنهم خشية الاعتقال ، لذلك لم تتمكن من الزواج هي وشقيقتها .
تقول بسمة والدموع في عينيها: "مت قهرا كل يوم على حلم الأمومة الذي لم أستطع أن أحلمه، وحسرة على والدي الذي توفي قهرا بعد خروجي من السجن بيوم واحد، ووالدتي التي ماتت نتيجة جلطة دماغية؛ بسبب الضغوط والمضايقات اليومية لأفراد العائلة".
كما تعرضت بسمة وعائلتها للهرسلة المعنوية، ولتشويه السمعة، وللوصم بالعار، وقد أكد الشهود -وفق ما أوردته هيئة الحقيقة والكرامة- أن ساكني منطقة منزل بوزلفة يروجون أنها قد تعرضت للاغتصاب.
وعانت هي وبقية أشقائها وشقيقاتها من تأخر سن الزواج، وحرموا من استخراج جوازات سفر أو تجديد بطاقات التعريف الوطنية.
وذكر متابعون للملف أن الإسلاميين كانوا يوضعون في زنازين مخصصة للشاذين جنسيا ويسلطون بعضهم عليهم بقصد التحرش الجنسي ، بصورة أكثر بشاعة مما نقل للعالم عن فظائع سجن أبو غريب .
وقالوا إن أحد الموقوفين ويدعى " سامي " اصيب ذات يوم بنوبة عصبية حادة نقل بسببها للمركز الطبي ، حيث قام الطبيب بسكب مادة الإيثر الحارقة على عضوه الذكري في محاولة لإخصائه ، وعند تدخل الممرض وتنبيهه الطبيب ان ذلك من شانه أن يؤدي للوفاة صرخ بوججه قائلا : وليكن .. لماذا يريد أن يعيش ؟.
وكانت غاية إدارة المعتقلات بالنهاية بحسب شهود عيان ومتابعين ، هي خروج المعتقلين إما مختلين عقلا او مصابين بنوبات عصبية تفقدهم القدرة على مزاولة حياتهم بصورة طبيعية ، او قتل روح المروءة والعزيمة والعمل العام مستقبلا .