طرح الموقف الرسمي
المصري بالوقوف خلف القيادي المفصول من حركة
فتح،
محمد دحلان، العديد من التساؤلات حول قدرة القاهرة على فرضه رئيسا للسلطة الفلسطينية، على الرغم من العداوة الشديدة له داخل تيار عريض في منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح.
أكد وزير الثقافة بالسلطة الفلسطينية الأسبق، إبراهيم أبراش، أن مصر تدعم دحلان بقوة وتريده أن يكون رئيسا للسلطة الفلسطينية، مشيرا إلى أن القاهرة تمتلك أدوات تمكنها بالتنسيق مع دول عربية وإقليمية من الضغط على الأطراف الفلسطينية الفاعلة لفرض رؤيتها.
وأبدى أبراش، في تصريحات خاصة لـ
"عربي21" تخوفه من الاتجاه نحو خلق كيانات سياسية جديدة بعيدا عن
السلطة الفلسطينية الحالية في حال فشلت المسارات الشرعية والقانونية التي تمكن دحلان من الوصول لمنصب الرئاسة، موضحا أن من يقود الشعب الفلسطيني يجب أن يكون من خلال المؤسسات الشرعية القائمة، ولا يمكن لأحد المنافسة عليها وهو خارج الأراضي الفلسطينية.
وأضاف أن ما يعزز تخوفه هو دعوة دحلان إلى تنظيم مؤتمر وطني فلسطيني بالخارج، مؤكدا أن مخرجات مؤتمر فتح السابع المقرر عقده في التاسع والعشرين من الشهر الحالي، إذا جاءت عكس ما يريده الأطراف الفاعلة سيصبح الوضع جاهزا لخلق كيانات سياسية موازية.
وأشار وزير الثقافة بالسلطة الفلسطينية الأسبق، إلى أن مصر لا تزال تعتبر حتى هذه اللحظة أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وتابع قائلا: "ولكن هناك توتر في العلاقة بين مصر ومنظمة التحرير خلال الفترة الأخيرة، ومواقف غير مريحة تجاه الرئيس محمود
عباس أبو مازن نتمنى ألا تصل إلى مستوى ما حدث مع الرئيس أبوعمار عندما تمت محاصرته عربيا، بجانب الحصار الصهيوني، وكان هناك شبه إجماع عربي على ضرورة تغيير النظام السياسي الفلسطيني الذي يمثله أبوعمار".
وأكد أبراش أن الموقف المصري تدعمه دول عربية وإقليمية قد تدفعهم للتفكير في طريقة للخروج من هذا المأزق، لافتا إلى أن مكاسب مصر من مجيء دحلان رئيسا عديدة وعلى رأسها التخفيف من أزمة الانهيار الأمني في سيناء، وتبديد الصورة الذهنية العالقة في أذهان الشعوب العربية بأن مصر تحاصر قطاع غزة، فضلا عن أن مصر تريد أن تعود سياسيا إلى دورها الريادي والمؤثر في المنطقة العربية عامة والقضية الفلسطينية خاصة.
واتفق المحلل السياسي المختص في الشأن الفلسطيني، ورئيس تحرير صحيفة السبيل الأردنية، عاطف الجولاني، أن مصر تلعب دورا رئيسيا في الصراع على السلطة داخل حركة فتح، ولا زالت تمتلك الثقل السياسي الكافي من حيث التأثير كقوة عربية بدعم إقليمي ودولي، رغم تراجع هذا الثقل كثيرا خلال الفترة الماضية.
وأضاف الجولاني، في تصريحات خاصة لـ
"عربي21": "الطريق بات سالكا أمام دحلان مصريا وعربيا وإقليميا، لكن من المبكر أن نقول إن دحلان سيكون هو الرئيس القادم للسلطة الفلسطينية"، مشيرا إلى أن اختياره يحتاج إلى مسوغ قانوني أولى خطواته تتمثل في العودة إلى صفوف حركة فتح ليتم اختياره بشكل شرعي.
وأكد الجولاني، أن دحلان سيكون له دور مؤثر وفاعل بلا شك في إدارة السلطة الفلسطينية، سواء كان الرجل الأول بتنصيبه رئيسا مباشرا، أو كان الرجل الثاني، في حالة ما تم التوصل إلى اتفاق على تسوية سياسية.