كشف مصدر يمني مطلع عن كواليس اللقاء الذي عقده مسؤولون
أمريكيون بأحد القيادات العسكرية الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح ضمن الترتيبات التي يجريها الأمريكيون لما يسمى بـ"الطرف الثالث" في
اليمن.
وقال المصدر الذي اشترط عدم كشف هويته لـ"
عربي21" الأربعاء، إن التنسيق الأمريكي يجري مع رئيس أركان الجيش اليمني السابق، اللواء الر كن"أحمد علي الأشول" الذي غادر صنعاء إلى سلطنة عمان قبل أيام للقاء مسؤولين أمريكيين هناك بالتنسيق من السلطات هناك.
وأكد المصدر اليمني وثيق الاطلاع أن اللقاء جرى في
مسقط بهدف الترتيب لصناعة "الطرف الثالث" الذي ورد في مبادرة وزير الخارجية الأمريكية "جون كيري" المعلنة في آب/ أغسطس بمدينة جدة السعودية، وتبنتها الأمم المتحدة لاحقا لإضفاء الطابع الأممي عليها.
وتتضمن خطة كيري التي أعلنها عقب اجتماعه بوزراء خارجية بريطانيا والسعودية والإمارات في آب/ أغسطس بمدينة جدة "تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها
الحوثيون، والانسحاب من العاصمة صنعاء، وتسليم السلاح الثقيل إلى طرف ثالث، لم يفصح عنه".
وعقب ذلك، أعلن الحوثيون وجناح صالح بحزب المؤتمر، عبر "المجلس السياسي" المشكل بينهم بالمناصفة، الخميس، استعداداهم لمناقشة "خطة كيري" لحل النزاع بالبلاد.
ومصطلح "الطرف الثالث" يشير إلى الجهة التي تتسلم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من الحوثيين، وهو أحد بنود المبادرة التي ترفضها الحكومة الشرعية، معتبرة أنها هي الجهة الشرعية التي يحق لها استلام الأسلحة وفق قرار مجلس الأمن رقم 2216.
ويعد اللواء الأشول واحدا من كبار القيادات العسكرية الموالية لـ"صالح"، وأحد الذين لعبوا أدوارا بارزة في تحييد قوات الجيش، الأمر الذي قدم تسهيلات للحوثيين لإسقاط محافظة عمران في العام 2014.
وكان وزير الخارجية الأمريكي، قد وصل إلى مسقط يوم الاثنين الماضي، وغادرها إلى أبوظبي التي أفصح عن أن جماعة الحوثيين والتحالف العربي الذي تقوده السعودية، اتفقا على وقف الأعمال القتالية اعتبارا من 17 من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري. مؤكدا أن "جميع أطراف النزاع في اليمن اتفقوا أيضًا على العمل لتشكيل حكومة وحدة وطنية يمنية مع نهاية العام الحالي".
لكن وزير الخارجية اليمني، عبد الملك المخلافي، كتب تدوينة على "تويتر" أن "حكومته لا تعلم عما صرح به كيري ولا يعنيها ويمثل رغبة في إفشال مساعي السلام بمحاولة الوصول لاتفاق مع الحوثيين بعيدا عنها أي الحكومة".