نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا للمحرر الدبلوماسي باتريك وينتور، يتحدث فيه عن احتمالات وجود زعيم
تنظيم الدولة أبي بكر
البغدادي في مدينة
الموصل.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أخبر البرلمان البريطاني بأن البغدادي "قد غادر المكان"، بناء على مصادر أمنية، لافتا إلى أن المصادر الأمنية الغربية باتت متأكدة من أن البغدادي لم يعد يعمل في مدينة الموصل، التي دخلت القوات
العراقية أجزاء منها قبل يومين.
ويورد الكاتب نقلا عن جونسون تعليقه على تسجيل البغدادي الصوتي، الذي بثته مؤسسة الفرقان، عبر تطبيق "تيلغرام"، ودعا فيه أتباعه للصمود والقتال، قائلا إنه "مثير للمفارقة القاسية"، خاصة أن بعض المسؤولين الأمنيين يعتقدون أنه غادر المدينة، ومع ذلك فإنه يستخدم الإنترنت، ويشجع أتباعه على المشاركة في العنف.
وتلفت الصحيفة إلى أن البغدادي دعا أتباعه في أول تسجيل له منذ عام، لأن يعيثوا فسادا ضد القوات المتقدمة، وقال إن المعركة هي مقدمة للنصر، وقام المقاتلون الذين يحرسون شوارع المدينة ببث خطاب البغدادي.
وينقل التقرير عن جونسون قوله إن المعركة لاستعادة الموصل ضد سياسة الأرض المحروقة، التي يتبناها التنظيم، تحتاج إلى وقت، "وتعد أكبر تحد يواجه التحالف الدولي"، الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الجهاديين، مشيرا إلى تأكيد وزير الخارجية أنه تم التعلم من دروس ما بعد الغزو الأمريكي البريطاني للعراق عام 2003، بشكل يجعل من عملية إعادة الاستقرار بعد معركة الموصل مهمة مثل استعادتها.
ويعلق وينتر قائلا إن هناك مظاهر قلق من غياب الاتفاق بين الجماعات الإثنية في المنطقة، حول مستقبل البناء السياسي للموصل والمناطق المحيطة بها في محافظة نينوى، لافتا إلى أن جونسون أكد في شهادته أمام البرلمان، حول سير العملية لاستعادة المدينة، التي تعد من أكبر المدن التي سيطر عليها التنظيم في حزيران/يونيو 2014، أن الجهود لمنع العنف الطائفي جارية.
وتورد الصحيفة أن وزير الخارجية قال إن حوالي 30 ألفا من سكان المدينة فروا منها، وإن لدى الأمم المتحدة ميزانية لاستيعاب ما يقرب من 90 ألف لاجئ، واعترف الوزير بوجود تقارير عن استخدام البعض من السكان دروعا بشرية؛ من أجل زيادة الثمن الإنساني للتوغل الذي يقوم به الجيش العراقي في داخل المدينة، واعترف أيضا بأنه من الباكر التكهن بعدم وقوع عمليات انتقام طائفية، وأثنى على لغة التصالح، التي بدت من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، والتزامه بعدم السماح للمليشيات الشيعية بدخول المدينة، ووعدت قوات البيشمركة بعدم دخولها أيضا.
وينوه التقرير إلى أن الموصل تعد مدينة متعددة الأعراق والأديان، مستدركا بأن الغالبية السنية خائفة من أن يؤدي التحرير إلى ارتكاب مجازر على يد المليشيات الشيعية، التي تريد الانتقام من الذين تعاونوا مع تنظيم الدولة.
وقال جونسون إنه "من المهم أن تكون للموصل حكومة تحظى بدعم من سكانها، وكل واحد يفهم الأهمية الكبرى لردم هوة الانقسام الطائفية"، وحذر قائلا إنه بعد تحرير الموصل سيقوم تنظيم الدولة بعمليات مقاومة، مشيرا إلى أن هناك أدلة على قيام مقاتلي التنظيم بحلق لحاهم؛ للذوبان بين السكان، وعلق قائلا: "ستكون معركة طويلة لكسب العقول والقلوب".
ويكشف الكاتب عن أن مصادر بريطانية اعترفت بأن تصرفات الجيش العراقي وقوات الشرطة هي التي ستحدد الموقف من المدينة بعد تحريرها من تنظيم الدولة.
وتفيد الصحيفة بأن جونسون وعد ببرامج لتقديم مساعدة لـ3500 يزيدي، قال إنهم كانوا من ضحايا تنظيم الدولة، وألمح إلى أن القوات لن تسمح لمقاتلي التننظيم بالهروب والتوجه غربا إلى سوريا والرقة، التي ستكون المدينة الأخيرة الواقعة تحت سيطرة الجهاديين.
وبحسب التقرير، فإنه يقال إن الحشد الشعبي والمليشيات الشيعية تحاول قطع طرق الإمداد أو معابر الهروب نحو الغرب، ونقل عن مسؤول منظمة بدر، التي تعد أكبر تنظيم في الحشد، قوله إن قواته قطعت طريق الإمداد الرئيسي من الغرب.
ويبين وينتور أن جونسون قدم تعليقا أكثر وضوحا من تصريحات وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر، الذي قال إن الهجوم على الرقة بات محتوما، وقال إنه سيتم عزل المدينة في وقت قريب، وذكر كارتر أن مقاتلي التنظيم في الرقة يغادرونها للقيام بهجمات في المدن الأوروبية، منوها إلى أن الهجوم على الرقة تم تأخيره؛ لإصرار تركيا على عدم مشاركة المقاتلين الأكراد في استعادتها.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى قول جونسون إنه "يحب منح تركيا دورا أكبر، لكنه اعترف بمخاطر عدم الموافقة على طبيعة بعض الجماعات المشاركة في التحالف والتهديد الذي تمثله لتركيا وفائدتها"، لافتة إلى أن تركيا حذرت الجماعات الشيعية من عدم دخول مدينة تلعفر ذات الغالبية التركمانية.