نشرت صحيفة "إندبندنت" تقريرا لمراسلها باتريك كوكبيرن، يتحدث فيه عن معركة
الموصل، خاصة مع تقدم القوات
العراقية، وإخلاء المناطق المحيطة بالمدينة، متسائلا عن مكان وجود زعيم
تنظيم الدولة أبي بكر
البغدادي.
وينقل الكاتب عن مصادر كردية في إربيل، قولها إن البغدادي لا يزال مختفيا داخل مدينة الموصل، التي قالت القوات العراقية إنها دخلت ضواحيها الشرقية يوم أمس.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن القوات العراقية وصلت إلى المدينة لأول مرة منذ عامين ونصف، في بداية معركة قد تنتهي بهزيمة حاسمة لتنظيم الدولة، لافتا إلى أن الهزيمة في مدينة الموصل تعد مهمة؛ لأنها المكان الذي أعلن فيه البغدادي عن ولادة "الخلافة".
وتنقل الصحيفة عن مدير طاقم حاكم إقليم كردستان مسعود بارزاني، فؤاد حسين، قوله إن أبا بكر البغدادي لم يغادر المدينة، وأضاف أن حكومة الإقليم لديها معلومات من مصادر متعددة تفيد بأن البغدادي "لا يزال هناك، ولو قتل فإن هذا يعني نهاية التنظيم"، وعلى الأخير أن يختار خليفة جديدا وسط معركة يخوضها، ولا يوجد هناك خليفة يتمتع بالسلطة والمكانة مثل البغدادي، الذي فاجأ العالم عام 2014 بالسيطرة على الموصل.
ويلفت الكاتب إلى أن البغدادي ظل بعيدا عن الأنظار خلال التسعة أشهر الماضية، بحسب حسين، الذي قال إن التنظيم أصبح يعتمد على القيادة في الموصل وتلعفر، مشيرا إلى أن التنظيم يعاني من مشكلة نقص القادة، حيث قتل العديد من رموزه في سوريا والعراق منذ بداية الحملة، التي قادها التحالف الدولي بقيادة أمريكا ضده.
ويعلق كوكبيرن قائلا إن وجود البغدادي في الموصل قد يعقد معركة استعادتها ويطيل من أمدها، حيث سيقاتل أتباعه الباقون حتى النفس الأخير، ويقول حسين: "من الواضح أنهم سيخسرون، لكن كم من الوقت يستغرق هذا الأمر حتى يحدث؟"، ويضيف أن قوات
البيشمركة دهشت من قدرة التنظيم على حفر الأنفاق لتزويد المقاتلين بطرق هروب في القرى التي انسحبوا منها.
وبحسب التقرير، فإن القوات العراقية الخاصة تقدمت إلى ضواحي المدينة، التي كان يعيش فيها حوالي مليوني نسمة قبل سيطرة الجهاديين عليها، ويقول حسين إن السرعة التي ستسقط فيها الموصل تعتمد على عدة عوامل، منها قيام التنظيم بتدمير الجسور الخمسة على نهر دجلة الذي يمر منها.
وتنوه الصحيفة إلى أن وحدات الجيش العراقي، المدعومة بالطيران الأمريكي، كانت تتجمع في سهول نينوى، شرق الموصل، حيث تقدمت في القرى والبلدات المهجورة من السكان، ودخلت القوات العراقية منطقة كوكجلي على حواف المدينة، وتقدمت نحو الكرامة، بحسب الجنرال سامي العريضي من القوات العراقية الخاصة.
ويفيد الكاتب بأنه بموجب اتفاق، تم التوصل إليه في 17 تشرين الأول/ أكتوبر، فإن قوات البيشمركة والمليشيات الشيعية المعروفة بالحشد الشعبي لن تدخل المدينة، مشيرا إلى أن تقدم القوات العراقية توقف مع حلول الظلام، وبسبب العواصف الرملية.
وينقل التقرير عن العريضي قوله: "رد تنظيم الدولة، وأقام جدران إسمنتية لحماية حي الكرامة ووقف تقدم القوات"، لافتا إلى أن الحملة المضادة لتنظيم الدولة تعتمد على الغارات الجوية والقوات الأمريكية الخاصة.
وتورد الصحيفة نقلا عن مراقب كردي، قوله: "أؤكد لك أن الجيش العراقي وقوات البيشمركة لا يتحركون ولا ميليميترا دون إذن من الأمريكيين وتنسيق معهم"، مشيرة إلى أنه لا يعتقد أن عملية الموصل ستطول، ومع ذلك سيحاول مقاتلو التنظيم، وعددهم ما بين ثلاثة إلى خمسة آلاف داخل المدينة، الهروب، بالإضافة إلى حوالي 1500 – 2500 مقاتل في الضواحي، وحتى لو أرادوا الهروب فإن المدينة محاصرة من الجهات كلها.
وينقل كوكبيرن عن المتحدث باسم القوات الأمريكية العقيد جون دوريان، قوله إن الحملة التي تقودها بلاده لاحظت أن التنظيم لم يعد قادرا على التحرك بأعداد كبيرة، ويضيف أنه "عندما نراهم يتحركون بأعداد كبيرة نقصفهم ونقتلهم"، منوها إلى أنه تم قتل حوالي 1792 عراقيا منذ تشرين الأول/ أكتوبر، بينهم 1120 مدنيا، بحسب الأمم المتحدة.
ويذكر التقرير أن شهود عيان قالوا إن التنظيم قتل 40 عراقيا نهاية الأسبوع، ورمى بجثثهم في نهر دجلة، وأضافوا أن عدد المقاتلين في الشوارع قليل، و"معظمهم من الأحداث الذين يحملون البنادق".
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن أعمدة الدخان تغطي سماء المدينة؛ بسبب الغارات الجوية والقصف المدفعي، ولأن التنظيم أشعل الإطارات والنفط؛ للتعمية على الطائرات، ومنعها من استهداف قواته.