تقول صحيفة "نيويورك تايمز" إنه بعد نحو عام من الصمت، عاد زعيم تنظيم الدولة أبو بكر
البغدادي في
تسجيل؛ من أجل تعبئة أتباعه، والحديث عن النصر، والنصر القريب.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن آخر مرة أصدر فيها البغدادي تسجيلا كانت في 26 كانون الأول/ ديسمبر، لافتا إلى أن صمته قاد إلى انتشار عدد من الشائعات، بأنه إما قتل، أو أصيب بجراح خطيرة، حيث لم يخرج عن صمته حتى بعد مقتل أحد المقربين إليه، والمتحدث باسم التنظيم أبي محمد
العدناني، الذي قتلته غارة أمريكية في آب/ أغسطس، أثناء وجوده في شمال سوريا، والمتهم بالوقوف وراء هجمات بروكسل وباريس.
وتعلق الصحيفة على لهجة البغدادي في التسجيل الأخير بالقول إنها "تحمل حسا من الفزع، وكأنه يحاول حشد مقاتليه، وحثهم على القتال، ووعدهم بالثواب والجائزة الكبيرة، وطلب من (جنود الخلافة) الصمود في المعارك ضد الطائرات الأمريكية وحلفاء الأمريكيين، وقال إنه حتى لو سقطت السماء على الأرض، فإن الله سيمنح المؤمنين مساحة للحركة والتنفس".
ويلفت التقرير إلى أن التسجيل، الذي تم تحميله عبر تطبيق "تيلغرام" على إحدى قنوات التنظيم، جاء في 31 دقيقة، ونعى فيه "الخليفة" أبا محمد العدناني، ومسؤول العمليات الإعلامية في التنظيم محمد الفرقان، الذي قتل في شهر تشرين الأول/ أكتوبر.
وتستدرك الصحيفة بأنه رغم أن البغدادي لم يذكر
الموصل بالاسم، إلا أنه أشار إلى محافظة نينوى، التي تعد المدينة عاصمتها، وأشار إلى أن الحملة الجديدة هي محاولة لإجهاض السلام والأمن الذي تحقق في ظل حكم التنظيم لها، واعتبر البغدادي أن الحشود التي احتشدت للسيطرة على الموصل دليل على قوة للتنظيم.
ويفيد التقرير بأن المحللين انقسموا حول أهمية عدم ذكر الموصل بالاسم، حيث يرى الباحث في مركز دراسات التشدد والعنف السياسي في لندن تشارلي وينتر، أن التسجيل يشبه "الفيل في الغرفة"، وكتب وينتر سلسلة من التغريدات، وقال: "دهشت لعدم ذكر البغدادي #الموصل مباشرة، أنا مندهش"، مستدركا بأن آخرين، مثل المؤلف المشارك في كتاب عن تنظيم الدولة، حسن حسن، قال: "لا أعتقد أن هذا مهم"، في إشارة إلى عدم ذكر الموصل؛ "لأن نينوى هو اسم العملية العسكرية في شمال
العراق".
وترى الصحيفة أن إصدار التسجيل وتوقيته بعد دخول القوات العراقية في مناطق في الموصل، لأول مرة منذ أكثر من عامين، ما هو إلا محاولة لتعبئة مقاتليه، لافتة إلى أن البغدادي، الذي اعتقل لفترة في معسكر كامب بوكا، الذي كان يديره الأمريكيون جنوب العراق أثناء احتلال البلد، وبرز بشكل مفاجئ عام 2014، حيث أعلن من مسجد النوري في الموصل عن ولادة ما أسماها "الخلافة"، ظل منذ ذلك شخصية منعزلة، ولا يتوفر الكثير من المعلومات عنها.
وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أنه مع توسع مناطق التنظيم، زاد ابتعاد البغدادي عن الأضواء، بدرجة قادت إلى التكهن حول مصيره، وفيما إن كان قتل أو أصيب بجراح خطيرة.