كشفت صحيفة "صباح" التركية، عن معلومات مفصلة حول تطبيقي "باي لوك"، و"إيغل"، اللذين استخدما من قبل عناصر جماعة فتح الله
غولن بهدف التواصل فيما بينهم، وبالتالي أصبح كل مستخدم لهذين التطبيقين متهم بالانتماء والقيام بنشاطات فاعلة داخل الجماعة.
وقد اعتقلت السلطات التركية العديد من القضاة وأفراد الشرطة والجيش؛ لمجرد استخدامهم لأحد التطبيقين.
وسلطت الصحيفة الضوء في هذا التقرير الذي ترجمته "
عربي21" في شكل أسئلة وأجوبة، على خصائص وميزات التطبيقين.
- هل يستطيع عامة الناس استخدام تطبيق "باي لوك"؟
كلا، لا يستطيع أحد استخدام هذا التطبيق إلا بوجود "مرجعين اثنين له"، وحتى لو استطاع أحدهم تنزيل التطبيق على هاتفه، فلن يستطيع فتحه أو استخدامه إلا من خلال وجود "مرجعين" له من جماعة غولن، كما لا يُمكن استخدام التطبيق إلا بعد تغيير إعدادات عنوان بروتوكول الإنترنت باستخدام برامج "في بي أن"، وعند إضافة أرقام "مرجعين" اثنين يحصل عليهما المستخدم من الجماعة، يستطيع حينها تشغيل البرنامج وبدء عملية المراسلة.
- كيف يجد المستخدمون بعضهم البعض؟
إن ذلك يعتمد على مفهوم راسخ لدى جماعة غولن، والذي يتمثل في "ضرورة عدم تعرف الجميع على الجميع" لدواع أمنية، وبالتالي فإن كل شخص باستطاعته التواصل مع "المرجعين" اللذين أضافاه، ومع الأشخاص "المتعلقين" بهما. كما يمكن فتح "مجموعات" تضم عددا من المستخدمين كما هو الحال في
تطبيقات المراسلات الأخرى. من جهة أخرى، يستعمل جميع المستخدمين لهذا التطبيق أسماء وهمية ومستعارة.
- هل الرسائل مشفرة؟
نعم، كل الرسائل مشفرة، وتختفي تلقائيا بعد ثلاثة أيام، لكن الجماعة قامت بإنشاء نسخة احتياطية لجميع المراسلات، من أجل الاحتفاظ بها في أرشيفها، كما تفعل في تعاملها داخل بقية أجهزة الدولة.
- هل وصل جهاز الاستخبارات لهذا الأرشيف؟ ومتى كان ذلك؟
نعم، استطاع جهاز الاستخبارات التركي الوصول إلى أرشيف كل المراسلات التي تمت عبر تطبيق "باي لوك"، وذلك في منتصف سنة 2015، وتوصل جهاز الاستخبارات إلى أن "الخادم" (السيرفر) الذي حفظ عليه الأرشيف يتواجد في ليتوانيا، حيث قام بعملية نسخ شديدة البطء لهذا الأرشيف حتى لا يتم اكتشاف الأمر. وبعد شهر من اكتمال سحب كل الأرشيف، اكتشفت الجماعة اختراقا للخادم، وقامت بإغلاقه وإغلاق التطبيق، لكن حصل جهاز الاستخبارات على أكثر من 18 مليون رسالة مشفرة في هذا الأرشيف.
- هل نجح جهاز الاستخبارات بفك شيفرة الرسائل؟ ولماذا لم يتحرك قبل 15 تموز/ يوليو؟
استطاع جهاز الاستخبارات فك معظم شيفرة تلك الرسائل، وتوصل إلى هوية 40 ألف شخص استخدم هذا التطبيق، وهم موزعون في مختلف مؤسسات وأجهزة الدولة، وقد أوصل جهاز الاستخبارات هذه المعلومات للجهات المختصة بكل مؤسسة، حيث إن بعضهم بدأ العمل عليها. وكان آخر الأسماء التي سيتم تطهيرها هي الأسماء المتواجدة في مجلس الشورى العسكري في الاجتماع الذي كان مقررا إجراؤه في شهر آب/ أغسطس، إلا أن الانقلاب حدث قبل ذلك.
- هناك من يدعي أنه ظلم ولم يستخدم هذا التطبيق وإنما استخدمه أناس آخرون على نفس شبكة "الواي فاي"، هل يُمكن التأكد من صحة ذلك؟
هؤلاء محقون جزئيا، لأنه من الممكن أن يكون مستخدم الإنترنت شخصا آخر غير الذي استخدم التطبيق، وهناك بعض الأشخاص استخدموا أرقام هاتف مغلقة لأناس سابقين، وبالتالي قد يظهرون على أنهم استخدموا التطبيق. لكن يمكننا بسهولة التحقق من ذلك، عن طريق تاريخ الرسائل وتوقيتها، والتأكد من توافقها مع معلومات أخرى من جهاز الشرطة. وتجدر الإشارة إلى أن نسبة التوافق إلى حد الآن مرتفعة، كما أن عدد الذين كانوا "ضحايا" لهذا التطبيق لم يتجاوز 1 في المئة ممن تم إلقاء القبض عليهم.
- هل تم استخدام تطبيق "باي لوك" ليلة 15 تموز/ يوليو؟
كلا، لم يتم استخدام التطبيق، لأن الجماعة أغلقت "الخادم" في ليتوانيا في بداية سنة 2016، وذلك بعدما أدركت أنه تم نسخ كل المراسلات.
- كم عدد مستخدمي التطبيق؟
تم الكشف عن جميع مستخدمي التطبيق، حيث تم تحميله 230 ألف مرة، من 215 ألف مستخدم مختلف، و15 ألف مستخدم مكرر، بمعنى أنه استخدمه على كل من جهازه الجوال وعلى الجهاز اللوحي، وقد تم تزويد أجهزة الدولة بأسماء وأرقام 165 ألف شخص، وهم الآن متهمون بالانتماء لمنظمة غولن.
- ماذا عن تطبيق "إيغل"؟
هذا التطبيق يعمل على خادم جوجل، ويظهر بغلاف "جي مايل"، وقد استخدمته جماعة غولن للمسؤولين و"الإخوة الكبار" القادمين من الخارج. وتتمثل ميزة هذا التطبيق في أنه يعمل على أجهزة جوال يتم إحضارها من الخارج، ولا يكون فيها شريحة اتصال، وبالتالي لا يتم تسجيل هذه الأجهزة في
تركيا، ويصعب تعقبها.
- متى استخدمت الجماعة هذا التطبيق؟
استخدمت جماعة غولن تطبيق "إيغل" بعد إغلاقها لخادم تطبيق "باي لوك"، يعني في بداية سنة 2016، حيث يعمل بنفس آلية تطبيق "باي لوك"، ويستطيع الوصول إلى الإنترنت دون وجود شريحة اتصال. وقد استخدم أيضا ليلة الانقلاب، وإلى الآن يوجد حوالي 50 ألف مستخدم فاعل يستخدم التطبيق.
- هل تم اختراق الجدار الأمني للتطبيق والوصول إلى المعلومات فيه؟
لم تستأجر جماعة غولن خادما خاصا هذه المرة، وإنما استخدمت خادمات "جوجل"، وبالتالي دخلت تحت حمايتها، كما استخدمت أنظمة تشفير عسكرية. ومع ذلك، استطعنا الوصول إلى بعض المستخدمين لهذا التطبيق، وقد كانوا من المستخدمين أيضا لتطبيق "باي لوك".
- هل تم التأكد من أن هذا التطبيق خاص فعلا بجماعة غولن فقط؟
نعم، حسب المعلومات المذكورة أعلاه، وحسب معطيات أخرى، فإن هذا التطبيق خاص فقط بجماعة غولن، ويظهر على أجهزة الجوال تحت شعار "جي مايل"، أو "واتساب" أو "تانغو"، لكن عند فتحه يفتح تطبيق مغاير هو "إيغل". ويتمثل الفرق بينه وبين "باي لوك" في عدم حفظ أي أرشيف للرسائل.
- لماذا لم تستخدم جماعة غولن تطبيق "واتساب"؟
يتوقع البعض أنه على الجماعة استخدام تطبيق مثل "واتساب" في مراسلاتهم، كونه يعد برنامجا تطبيقا ثنائي التشفير، ولا يستطيع أحد باستثناء المرسل والمستقبل اختراق وقراءة الرسائل. في المقابل، تستخدم جماعة غولن تطبيقات أخرى لأنها تريد أرشفة كل الرسائل بين عناصرها والاحتفاظ بها، لمراقبة أداء هذه العناصر وما تقوم به، ولذلك فهي لا تستطيع فعل ذلك في تطبيق "واتساب"، وبالتالي تستخدم تطبيقات خاصة بها.
- لماذا استخدم بعض عناصر الجماعة تطبيق "واتساب" ليلة الانقلاب؟
لأن جماعة غولن لم تتح لكل عناصرها الولوج إلى التطبيق خلال تلك الليلة. وقد حاول البعض منهم الوصول إلى التطبيق، لكن "الأخ الكبير" أخبرهم أنه لا يمكن لهم استخدامه تلك الليلة، وبالتالي اضطر البعض لاستخدام تطبيق "واتساب" في مراسلاتهم.