نشر موقع "كريستيان ساينس مونيتور" تقريرا حول الصاروخين اللذين أطلقا من منطقة سيطرة الحوثيين على سفينة حربية أمريكية في البحر الأحمر، بحسب ما قالته البحرية الأمريكية يوم الاثنين، مشيرا إلى أن هذه هي المرة الثانية التي يتم فيها استهداف سفينة أمريكية في المياه الدولية في الأيام الأخيرة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن إطلاق الصاروخين جاء يوم الأحد من
اليمن، في الوقت الذي أطلق فيه صاروخ بالستي من اليمن تجاه قاعدة جوية سعودية، بالقرب من مكة المكرمة، وهي أعمق ضربة في المملكة يوجهها
الحوثيون وحلفاؤهم.
ويلفت الموقع إلى أن الحوثيين وحلفاءهم لم يبدوا أي أسباب لإطلاق تلك الصواريخ، وعما إذا كانت قد جاءت بعدما قامت طائرة من التحالف، الذي تقوده
السعودية، بالإغارة على مجلس عزاء في العاصمة اليمنية، أدت إلى مقتل 140 شخصا، وجرح 525 آخرين يوم السبت.
ويورد التقرير نقلا عن البحرية الأمريكية قولها في بيان لها إن الهجوم لم يتسبب بوقوع ضحايا بين البحارة الأمريكيين، كما لم تتسبب الصواريخ بأي أضرار للسفينة "يو أس أس ميسون"، وهي مدمرة أمريكية مقرها نورفولك في فرجينيا، وقال المتحدث باسم القيادة المركزية للبحرية الأمريكية المقدم إيان مكنوغي، إنه ليس واضحا إن كانت "ميسون" مستهدفة، حيث كانت هناك ساعة بين الصاروخين، ابتداء من الساعة السابعة مساء.
وينقل الموقع عن مسؤول أمريكي في وزارة الدفاع، قوله إن "يو أس أس ميسون" استخدمت إجراءات دفاعية بعد سقوط الصاروخ الأول، لكن ليس واضحا إن كان ذلك هو ما أدى إلى سقوط الصاروخ في البحر، مشيرا إلى أن السفينة كانت لدى إطلاق الصاروخين شمال باب المندب، الذي يعد بوابة لسفن النفط إلى أوروبا من خلال قناة السويس، وقد تحدث المسؤول، بشرط عدم ذكر اسمه، لنقاش التفاصيل التي لم تنشر حول الحادث.
ويستدرك التقرير بأن وكالة أنباء سبأ، التي يسيطر عليها الحوثيون، نقلت عن مسؤول عسكري لم تذكر اسمه إنكاره أن تكون قواته أطلقت صواريخ تجاه السفينة الأمريكية، دون مزيد من الإيضاحات.
ويلفت الموقع إلى أن قاربا تستأجره الإمارات تعرض للهجوم في المنطقة ذاتها الأسبوع الماضي، حيث تسبب الهجوم بأضرار كبيرة للقارب، وقالت الإمارات إن القارب كان يحمل مساعدات إنسانية، وإن من على متنه كانوا من المدنيين، في الوقت الذي ادعى فيه الحوثيون بأن القارب هو قارب حربي.
ويفيد التقرير بأن البحرية الأمريكية رفضت الخوض في نوع الصاروخين المستخدمين في الهجوم على "يو أس أس ميسون"، لافتا إلى أن المحللين من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى يقولون إن الحوثيين قد يكونون استهدفوا القارب الإماراتي بصاروخ كروز مضاد للسفن، إيراني الصنع، بناء على فيديو يقال إنه للهجوم.
وينوه الموقع إلى أن جمهورية إيران الشيعية تدعم الحوثيين، لكنها تنكر تقديم السلاح لهم، مشيرا إلى أن أي تورط إيراني قد يؤجج التوتر بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة، اللتين مرت علاقتهما بسلسلة من المواجهات البحرية منذ توقيع الاتفاقية النووية.
وبحسب التقرير، فإن التلفزيون السعودي بث لقطة سريعة لما بدا صاروخا، قيل إنه وقع في
الطائف، وتظهر اللقطة انفجارا تبعته صور لسيارات طوارئ، لافتا إلى أن قاعدة الملك فهد الجوية توجد في الطائف، التي يعيش فيها المدربون العسكريون الأمريكيون، الذين يدربون القوات السعودية.
ويورد الموقع نقلا عن الجيش السعودي، قوله إن الصاروخ الذي أطلق ليلة السبت تم التصدي له، ولم يتسبب بأي أضرار، مشيرا إلى أن القيادة المركزية للجيش الأمريكي، التي تشرف على العمليات في الشرق الأوسط، لم تستجب لطلب للتعليق.
وينقل التقرير عن تلفزيون "المسيرة"، التابع للحوثيين، قوله إن الصاروخ هو تقليد لصاروخ سكود سوفييتي، اسمه "بركان-1"، تم استخدامه لاستهداف القاعدة الجوية، منوها إلى أن الحوثيين قاموا بإطلاق سلسلة من الصواريخ البالستية داخل السعودية، التي تقود تحالفا عربيا، وقام بهجوم ضدهم في اليمن في آذار/ مارس 2015، ووقعت معظم هذه الصواريخ بالقرب من الحدود مع اليمن، مثل هجوم وقع ليل الجمعة، استهدف مدينة خميس مشيط في الجنوب الغربي للمملكة.
ويكشف الموقع عن أن الصاروخ في هجوم الطائف أصاب هدفا على بعد 520 كيلومترا من الحدود، بالإضافة إلى كون الطائف مجاورة لمدينة مكة، حيث الكعبة المشرفة قبلة المسلمين في أنحاء العالم كله، مشيرا إلى أن الجيش السعودي صرح بأنه تم اعتراض صاروخ بالستي، تم إطلاقه يوم الأحد تجاه مدينة مأرب اليمنية.
ويعلق التقرير قائلا إنه "ليس هناك سبب لأن يستهدف الحوثيون مدينة الطائف، لكن الهجوم جاء بعد غارة جوية قادتها السعودية يوم السبت على بيت عزاء في صنعاء، وتظاهر الآلاف يوم الأحد في صنعاء ضد الهجمة، التي كانت الأعنف في الحرب الأهلية في هذا البلد العربي الفقير".
ويورد الموقع نقلا عن وزارة الخارجية السعودية، قولها إن بعثتها لدى الأمم المتحدة أرسلت رسالة يوم الأحد لمجلس الأمن، تعبر فيها عن أسف المملكة العميق للهجوم، ووعد المسؤولون السعوديون بالتحقيق في الحادثة.
ويختم "كريستيان ساينس مونيتور" تقريره بالإشارة إلى أن أخبار الحرب على تنظيم الدولة تغطي على مجريات الصراع في اليمن، ومع ذلك فإن المنظمات الحقوقية زادت في الأشهر الأخيرة من نقدها للغارات التي تقودها السعودية؛ بسبب قتل المدنيين، حيث تقدر الأمم المتحدة ولجان حقوق الإنسان بأن الصراع أدى إلى الآن لمقتل تسعة آلاف شخص، ونزوج ثلاثة ملايين آخرين.