ناقشت صحيفة "الغارديان"، الثلاثاء، التطورات الجارية في
اليمن مؤخرا، مشيرة إلى أن التجاهل الدبلوماسي ومبيعات الأسلحة الأمريكية والبريطانية عززت حرب الوكالة السعودية
الإيرانية هناك.
وقال سيمون تيسدال، إن محاولة
الحوثيين لإغراق المدمرة الأمريكية، يمثل تصعيدا كبيرا في الصراع، الذي تم تعزيزه وتجاهله من القوى الغربية، مترافقا مع هجوم بصاروخ باليستي على بعد 325 ميلا داخل الأراضي السعودية، ما يشير إلى تصعيد كبير قريب.
وأشارت "الغارديان" إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا شاركتا في الحرب من بعيد، عن طريق دعم التحالف الذي تقوده السعودية، بالإضافة إلى شن غارات متكررة للمخابرات الأمريكية بطائرات بدون طيار ضد أهداف لتنظيم الدولة وتنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب.
"عن بعد"
وكما هو الحال في سوريا، فقد فضلت إدارة الرئيس الأمريكي باراك
أوباما، اختيارا عن بعد، عن طريق العمل بالوكلاء بدل المشاركة المباشرة، انطلاقا من خوف الولايات المتحدة من الغرق في مزيد من حروب الشرق الأوسط، مترافقة مع سعيه المثير للجدل بتحسين العلاقات مع إيران، بعد الاتفاق النووي.
واعتبرت الصحيفة البريطانية أن الأزمة السورية احتكرت كل النشاط الدبلوماسي الأمريكي، على حساب الصراعات الأخرى في المنطقة، كما هو الحال في اليمن، والقضية الفلسطينية، في رسالة إلى إيران والحوثيين، بأن اليمن ليس أولوية، ما أدى لتجاهل الجهود الأممية للسلام.
إرباك أمريكي
إلا أن الأحداث الأخيرة أغضبت حتى أشد السياسات حذرا، حيث تخشى الولايات المتحدة التورط أكثر في اليمن.
وكانت المدمرة الأمريكية المستهدفة، التي تمثل واحدة من ثلاث مقاتلات في البحر الأحمر وخليج عدن، والمسلحة بصواريخ توم هاوك وتحميل قوات خاصة أمريكية، في المنطقة بسبب هجوم سابق من الحوثيين على قارب إماراتي.
وتبع ذلك الهجوم تفجير لموكب عزاء يمني يحضره شخصيات حوثية، وأدى لمقتل 140 شخصا، ويتهم به التحالف الذي تقوده السعودية، وأربك واشنطن أكثر.
وأدانت الولايات المتحدة الهجوم بشدة، وقالت إنها ستراجع دعمها للعمليات السعودية، ما قد يزيد توتر العلاقات مع الرياض، وسيسمح لروسيا وإيران باتهام الولايات المتحدة بالنفاق في سوريا، حيث إنها أوقفت المحادثات الدبلوماسية بعد هجوم روسي على قافلة مساعدات أممية في حلب الشهر الماضي.
استعداد إيراني
ويبدو المتطرفون في الحرس الثوري الإيراني، الذين يشاهدون فراغ السلطة مع اقتراب نهاية حكم أوباما، وكأنهم يستعدون للفراغ، لا في اليمن وحدها، بل في العراق حيث تتحالف مع الحكومة التي يترأسها الشيعة، وفي سوريا حيث يدعم الإيرانيون وحزب الله نظام الرئيس بشار الأسد.
وقال محللون إن إيران التوسعية، مثل روسيا، تسعى لوجود عسكري دائم على البحر المتوسط، ما سيحبط أولئك الذين دعموا أوباما بالانفتاح على أوباما ويعزز الشكوك، مثل القيادة الإسرائيلية، والذين كانوا محقين بأن إيران ستحافظ على صدامها مع الغرب وتستمر بالهيمنة على المنطقة، ونشر الفوضى لدى السعودية السنية، وحلفائها، حيثما استطاعت.