نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقابلة أجراها الصحافي سودرسان رغفان، مع الفائزة بجائزة
نوبل للسلام عام 2011، الناشطة
اليمنية توكل كرمان، التي كانت قائدة بارزة للثورة في اليمن عام 2011، التي أدت إلى رحيل الديكتاتور علي عبدالله صالح، مشيرة إلى أنها كانت المرأة العربية الأولى التي تفوز بهذه الجائزة.
ويقول رغفان، إن كرمان سمتها في وقتها "انتصارا لثورتنا، ولنهجنا، ولنضالنا، وللشباب اليمني كلهم، وللشباب في العالم العربي كله، في تونس، وفي مصر، وفي كل مكان"، مشيرا إلى أن اليمن تعاني اليوم من حرب مدمرة، وأزمة إنسانية، لافتا إلى أن كرمان تعيش في المنفى في قطر.
ويبين رغفان أن كرمان تحدثت مع "واشنطن بوست" حول معاناة شعبها، منوها إلى أنه تم اختصار تعليقاتها مع شيء من التحرير.
وفي ما يأتي نص المقابلة، التي ترجمتها "
عربي21":
* مرت خمس سنوات على الثورة في اليمن، كيف تشعرين تجاه الوضع الآن؟
- حققنا ثورة سلمية رائعة في شباط/ فبراير 2011، أتبعت بحكومة توافقية مؤقتة.. وأعددنا مسودة دستور، أكد القيم والمبادئ التي حاربنا لأجلها– قيم الحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية وحكم القانون.. وقبل الاستفتاء على هذا الدستور الجديد، الذي كان من المفترض أن يتبع بانتخابات عامة، انقلب كل شيء رأسا على عقب، وتسببت الحرب بأزمة اقتصادية غير مسبوقة، وبوضع إنساني متدهور في اليمن، حيث انهارات الخدمات الأساسية كلها، من كهرباء وصحة وتعليم، وغيرها، مخلفة حالة يحتاج معها معظم الشعب إلى مساعدات إنسانية ضرورية.
* ما هو الخطأ الذي حدث؟
- لنكن صادقين، الكل ارتكب أخطاء، لا أحد يستطيع إنكار ذلك.. الخطأ الأول والأكبر هو منح الرئيس المخلوع صالح حصانة من العقوبة على كل الجرائم التي ارتكبها في الماضي، والسماح له بالنشاط السياسي. والخطأ الآخر هو السماح لمليشيات الحوثي بأن تمد سيطرتها إلى مناطق أخرى بالقوة والقمع.
* ماذا تفعلين هذه الأيام؟
- لا أزال مستمرة في نضالي السلمي لإنهاء الحرب في اليمن، ولإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الانقلاب.. ثم التقدم لتحقيق قيم الثورة السلمية.
* من وراء الأزمة في اليمن؟
- المسؤول الأساسي هو الرئيس المخلوع صالح، ووحدة عسكرية موالية له، ومليشيا الحوثي، التي تدعمها إيران والمتحالفة معه، والمسؤولية الثانوية تقع على المانحين الدوليين، وضعف أداء السلطة الانتقالية.
* ماذا يمكن للمجتمع الدولي أن يفعل ليوقف سفك الدماء في اليمن؟
- بإمكان المجتمع الدولي فعل كل شيء، وفي الواقع فإنه يتحمل المسؤولية لإنقاذ العملية الانتقالية في اليمن، وفي بناء سلام مستدام.
* عندما تسلمت جائزة نوبل للسلام، كيف ظننت أنها ستؤثر في اليمن وشعبه؟
- أعتقد أن جائزة نوبل للسلام وثورتنا السلمية وأحلامنا وحريتنا وديمقراطيتنا والرفاه الاجتماعي، ستكون جيدة لبلدنا، وستقودنا إلى مصاف الدول التي حققت هذه القيم، حاولنا تحقيق هذه الأهداف ولا نزال نناضل لأجل ذلك، لسنا مسؤولين عن الإخفاقات.. لا أنا ولا شباب الثورة السلمية.
* هل خاب أملك بسبب التطورات والوضع الراهن بعد خمس سنوات؟
- أشعر بخيبة أمل كبيرة وحزن عميق للتطورات التي حصلت، لكنني واثقة بأننا سنفوز ونحقق ما ناضلنا لأجله، ولا يزال لدينا حلم، والأحلام لا تموت.