يستمر الجدل والنقاش حول المحاولة الانقلابية الفاشلة في
تركيا، لا سيما عن كيفية وصول عناصر جماعة فتح الله
غولن إلى مناصب مُتقدمة في الجيش. ومن ذلك ما تعرّض له رئيس هيئة الأركان السابق نجدت أوزال؛ من انتقادات شديدة، تتهمه بأنه هو من ساهم في وصول الانقلابيين وترقيتهم في الجيش.
ومن المعروف أنّ أوزال لا يُحب الظهور في الإعلام، وحتى في فترة رئاسته للأركان في الفترة ما بين عامي 2011 و2015، لم يظهر إلا نادرا في وسائل الإعلام.
وقد قام أحد المقرّبين منه، وهو الصحفي فكرت بيلا، الذي يكتب في صحيفة "حرييت"، بنقل ما جرى بينه وبين أوزال من حوار مؤخرا، حول المحاولة الانقلابية التي جرت ليلة 15 تموز/ يوليو.
وفي التقرير الذي نشرته "حرييت"، وترجمه "
عربي21"، تحدث أوزال عن حزنه العميق لما جرى، مشيرا إلى أنّ "قلبه يحترق على الذين كانوا ضحية تحقيقات سابقة أدت إلى إحالتهم على التقاعد" في فترة رئاسته للأركان، وأنّ هؤلاء "كانوا يملكون مؤهلات تُمكنهم من الوصول إلى رُتب أعلى في الجيش". وأضاف: "كل خيوط المؤامرة رُسمت عبر طُرق وأدلة قانونية حاكتها عناصر منظمة غولن".
وتحدث أوزال عن مبدئه في التعامل مع القضايا، وهو مبدأ "القانون والضمير"، ونقل عنه التقرير قوله: "نحن جاهزون لأي إجراءات قانونية، لكن ضميري لن يرتاح، وسأعيش بضمير مُحترق بقية حياتي". وأعرب أوزال عن استعداده "للاعتذار من الشعب التركي، نتيجة الأخطاء أو سوء إدارته".
وفي رده على سؤال بيلا حول الانتقادات الموجهة إليه بأنه ساهم بقصد أو بدون قصد بترقية 70 في المئة من الضباط الذين شاركوا في الانقلاب، يقول أوزال: "ترقية الضباط والجنود والجنرالات كانت تتم وفق إجراءات معيّنة، وأنا لم أقم بترقية أي أحد إلا بعد عرض هذه الأسماء على رئاسة الوزراء، وكذلك على مجلس الشورى العسكري، وبعد إجراء التعديلات التي يرونها ضرورية أقوم بالتوقيع على ترقية الأسماء التي اتفقنا عليها، بمعنى أنّني قمت بهذا الأمر بشكل جماعي ومُشترك، مع أنني أملك الصلاحيات وحدي لترقية الجنرالات".
وأضاف أوزال: "كل الجنرالات الذين قُمت بترقيتهم كانت سجلاتهم نظيفة، ولو كان هناك أي شُبهة أو إخبارية أو معلومة استخباراتية حولهم لقمنا بالتدقيق ومراجعة الأسماء قبل اعتمادها. فلا يُمكن عدم ترقية شخص وهو يملك كل الأهلية وليس بحقه أي معلومات تفيد بارتباطه بمنظمة غولن، ولو وُجد هذا الارتباط لما تم اعتماد اسمه. هذا هو النظام المعمول به".
وتحدث أوزال عن اللحظات التي عاشها ليلة الانقلاب، كما نقلت صحيفة "حرييت"، حيث ذكر أنه كان يتابع برنامجا رياضيا تلك الليلة، واتصلت به زوجته تخبره بوجود جنود وعساكر على جسر البوسفور.
ويقول أوزال: "اعتقدت للوهلة الأولى أنّ هناك تهديدا إرهابيا يجري أخذ التدابير اللازمة لمنعه، لكن بعد ذلك اتصل بي جميل تشيتشيك، النائب عن حزب العدالة والتنمية، وأخبرني بوجود تحليق منخفض لطائرات حربية في سماء أنقرة، وبعد ذلك اتصل بي نائب رئيس الوزراء، نعمان كورتلوموش، وكذلك رئيس الوزراء، بن علي يلدريم، ثم أدركت أنّ ما يجري غير طبيعي، وحاولت الاتصال برئيس الأركان وبالرئيس الثاني للجيش لكنني لم أستطع".
وأضاف: "استطعت الاتصال برئيس الجيش الأول أوميت دوندار، ومنحته الثقة ونصحته أنْ يخرج ويتكلم على قنوات التلفاز، وسألته عن بقية قادة الجيش. حديثه لقنوات التلفزة لعب دورا مهما. ثم جاء الحرس الخاص بي وأخبروني بضرورة نقلي لمكان أكثر أمانا، وبالفعل قمنا بذلك".
يُذكر أنّ العقيد المتقاعد أحمد زكي أوتشوك، كان قد حمّل أوزال المسؤولية الكاملة في ترقية 70 في المئة من الضباط الذين شاركوا في المحاولة الانقلابية.
اقرأ أيضا: ضابط تركي يتهم رئيس الأركان السابق بترقية عناصر غولن بالجيش