يوما بعد يوم يتكشف جانب من حجم خسائر قوات النظام السوري والمليشيات المتحالفة معه في جنوب
حلب، لتعلن مدن وبلدات
الساحل السوري، الخزان البشري الرئيس لقوات الأسد، عن مقتل أكثر من 100 عسكري، بينهم 27 ضابطا بعضهم برتب رفيعة، من أبناء هذه المناطق، قتلوا جميعاً خلال معارك الأسبوع الماضي في حلب.
وفي التفاصيل، فقد بدأت مواقع التواصل الاجتماعي الموالية لبشار الأسد بنشر صور وأسماء أعداد من قتلى الساحل؛ الذين سقطوا خلال هجوم فصائل الثوار لفك الحصار عن حلب، في حين كانت مدينة طرطوس الساحلية هي الأكثر استقبالاً لقوافل الضباط والجنود القتلى من جيش النظام والمليشيات السورية التابعة له.
كما لوحظ أن غالبية القتلى المعلن عنهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ كانوا من الحرس الجمهوري والقوات الخاصة، وهما وحدتان تعتبران من نخبة قوات النظام السوري، والأكثر تدريباً وتسليحا.
ومن بين القتلى اللواء الركن المظلي محمود عزيز حسن، والعميد عمـاد العجي، والعميد الركن ياسـر محسـن ميّـا، بالإضافة إلى عدد من ضباط الصف الثاني في جيش النظام، ومنهم: النقيب سعيد محمد أحمد، والنقيب حكمـت محمـد، والنقيب شادي بدور، والنقيب كنان محسن عيسى، والنقيب عاصـم كمـال رمضـان، والملازم أول علـي محي الدين سلوم، والملازم أول حبيب فريز عساف، والملازم أول عـزام عبد الـرزاق محفـوض، والملازم علاء ادنوف، والملازم أول محمد عصام مرزة، والملازم أول مجد صالح يوسف، وغيرهم.
من جهته، أكد أحد الضباط المنشقين حديثا عن قوات النظام السوري، وهو برتبة عقيد لكنه فضل حجب اسمه، هذه الأعداد الكبيرة من الخسائر البشرية التي منيت بها قوات النظام في معارك حلب، وخاصة الكلية الحربية والمدفعية، تؤكد عدم وجود أي جاهزية قتالية لدى هذه القوات، رغم وجود تشكيلات كبيرة من القوات الخاصة والحرس الجمهوري.
وقال الضابط لـ"
عربي21" في اتصال هاتفي: "من المعلوم أن أي قوة عسكرية تكون في موقع الدفاع والتحصين؛ فإن قوتها العسكرية تتضاعف ثلاث مرات عن القوى المهاجمة، وبالتالي خرقها يكون صعباً للغاية، والحدث الذي نجحت المعارضة فيه من السيطرة على مواقع بالغة الأهمية، يؤكد وصول المقاتلين المعارضة إلى خبرات عسكرية تفوق قوات النظام السوري بما فيها التخطيط العسكري واللوجستي".
واستطرد بالقول: "الكليات والنقاط الاستراتيجية في الراموسة بحلب، بما فيها الكليات، تعتبر من أكثر المواقع تحصيناً وتذخيراً، فهي تحوي 24 مدفعا وعدة سرايا وكتائب، بالإضافة إلى ما يزيد عن 200 ضابط بالحالة الطبيعية بسبب وجود دورات تدريبية دورية"، بحسب تأكيد الضابط المنشق حديثا، والذي كان يخدم في مناطق حلب.
وحول أعداد القتلى الكبير من الطائفة العلوية، أشار الضابط إلى أن النظام السوري أنهى أي وجود فاعل لبقية الطوائف السورية في هذه المناطق، وصبغها منذ سنوات بالصبغة العلوية الخاصة، واقتصر وجود الضباط السُنة على أعداد قليلة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، وحتى الذين يتواجدون فيها فقد أوكلت لهم مهام إدارية بعيد عن دائرة صنع القرار بالكامل.
كما نوه إلى أن العقيدة التي امتلكتها المعارضة في معركة حلب، وخاصة جيش الفتح، أرهقت قوات النظام السوري والمليشيات الموالية له، رغم الدعم العسكري الجوي الكبير المقدم من قبل الطائرات الحربية الروسية والسفن الحربية التي وفرت غطاء لقواته في المعارك.