دعا وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت، الثلاثاء، من بيروت إلى فك
الحصار الذي باتت تفرضه قوات النظام السوري على الأحياء الشرقية من مدينة
حلب في شمال
سوريا.
ورفض آيرولت انتقادات كانت وجهتها موسكو، حليفة دمشق، لموفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، مؤكدا أن الحل السياسي هو الطريق الوحيد لإنهاء النزاع الدائر منذ العام 2011.
وبدأ آيرولت، الاثنين، زيارة إلى لبنان تستغرق يومين بحث خلالها الوضعين السياسي والأمني في البلاد التي تعاني من شلل دستوري ومن تداعيات النزاع في سوريا.
وقال آيرولت خلال تواجده في قصر الصنوبر، مقر السفير الفرنسي في لبنان، إن "الطريق السياسي هو السبيل الوحيد (لحل النزاع في سوريا)، وإذا أردنا أن يتمكن ستيفان دي ميستورا من ممارسة مهمته كاملة، يجب وقف حصار حلب، وفرض وقف لإطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية".
وباتت الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب في شمال سوريا محاصرة بعدما قطعت قوات النظام الخميس طريق الكاستيلو، آخر الطرق المؤدية إلى تلك الأحياء.
وقال آيرولت: "إذا كانت الأمور عالقة اليوم، فإنها ليست غلطة ستيفان دي ميستورا، فهي مجمدة جراء انتهاك وقف إطلاق النار واليوم حلب الرهينة باتت قيد الحصار".
وانتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الثلاثاء، دي ميستورا واتهمه بـ"التخلي عن مسؤولياته".
ورأى آيرولت بدوره أن هذه الانتقادات "غير عادلة بالنسبة إلى دي ميستورا المولع بمهمته التي تقضي بخلق ظروف عملية سلام عبر المفاوضات".
وأكد آيرولت: "الروس يملكون جزءا من الحل. ولم يكن لنظام دمشق الوسائل لإنجاز ما حققه (عسكريا) لو لم يكن لديه الدعم العسكري من القوات الجوية الروسية"، مضيفا: "إذا أرادوا صدقا استئناف عملية السلام، فيجب إرساء وقف لإطلاق النار بأسرع وقت ممكن، وكذلك وضع حد للحصار المفروض على حلب".
من جانبه، أعلن رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أنس العبدة، الثلاثاء، أن مئات آلاف المدنيين في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في حلب مهددون بأزمة إنسانية بعد أن كثف النظام السوري جهوده لفرض حصار على أحياء المدينة الشرقية.
وقال العبدة في تصريح لوكالة "فرانس برس" من اسطنبول، حيث مقر الائتلاف: "لا أرى إرادة سياسية فعلية داخل المجتمع الدولي للتوصل إلى حل سياسي في سوريا".
وأكد أن غياب هذه "الإرادة السياسية" يعرض للخطر مجمل عملية السلام القائمة على محادثات سلام تجري في جنيف تحت إشراف الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي للحرب في سوريا.
وأضاف العبدة: "ما لم تكن هناك إرادة سياسية فإن ما يجري في جنيف سيبقى مجرد علاقات عامة".
وحول سعي قوات النظام السوري للسيطرة بشكل كامل على طريق الكاستيلو لفرض حصار كامل على الأحياء الشرقية من حلب قال العبدة: "نحن قلقون جدا لأن قطع طريق الكاستيلو بشكل كامل يعني تجويع أكثر من 300 ألف مدني".
وشدد على أن "القسم الأساسي من المساعدات الإنسانية يصل عبر هذه الطريق".
وكانت الفصائل المسلحة المعارضة شنت، الاثنين، هجوما من الأحياء الشرقية لحلب على الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام من دون أن تحقق تقدما.
كما اعتبر العبدة، من جهة ثانية، أن الغارات الجوية الروسية تساعد نظام الأسد، في حين أن الإيرانيين "يشرفون فعليا على العملية العسكرية في حلب".
وقال إن إيران وروسيا تسعيان مع نظام الأسد لفرض "معادلة عسكرية جديدة" في سوريا للتمكن لاحقا من فرض حل سياسي.
وتواصلت الثلاثاء عمليات القصف لقوات النظام مدعومة بالطائرات الروسية للأحياء الشرقية من حلب، حسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأوقع النزاع في سوريا منذ اندلاعه عام 2011 أكثر من 280 ألف قتيل وتسبب بتشريد ملايين السوريين.