نشرت صحيفة "جون أفريك" الفرنسية، تقريرا تحدثت فيه عن
الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي تم تعيينه منذ ثلاث سنوات أميرا لقطر، خلفا لوالده
الشيخ حمد بن خليفة بن حمد بن عبد الله بن قاسم، وكلف بكتابة مستقبل هذه الدولة الخليجية. كما أنها سلطت الضوء على علاقته بسياسة والده، وعلى بعض من خصاله.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21" إن الأمير السابق للدولة
القطرية صرّح بتاريخ 25 حزيران/ يونيو 2013، بأن "الوقت قد حان لفتح صفحة جديدة"، حين أعلن عن تخليه عن العرش، بصفة غير مسبقة في تاريخ بلدان الخليج العربي، لصالح ولي عهده تميم بن حمد آل ثاني، البالغ من العمر حاليا 36 عاما.
وأضافت أن وكالات الاتصال، ومجموعة وسائل الإعلام التابعة لقناة الجزيرة؛ رسمت هذا الأمير في صورة "السياسي المتبصر، وصديق الجميع، والباحث عن مصلحة الإنسانية جمعاء"، كما أن "جزءا من الشعب القطري يراه الوحيد القادر على إسعاد شعبه، نظرا لسياسة الحذر التي يتوخاها".
وأشارت إلى أن
الأمير القطري الحالي "واصل على درب سياسة والده، التي تجمع بين التقاليد والحداثة، إلا أنه أكثر حذرا منه في ما يتعلق بإدارة شؤون البلاد".
ونقلت الصحيفة عن سفير قطر في باريس، مشعل بن حمد آل ثاني، قوله إنه "في سعي منه للتنصيص على استمرارية السلطة من ناحية، والاستراتيجيات من ناحية أخرى؛ فقد قاد الأمير الأب ثورة سلمية أثّرت على جميع مؤسسات الدولة، وأعلن عن انتقال البلاد من الماضي إلى المستقبل، وواصل صاحب السمو أمير البلاد الشيخ تميم السير على خطى والده نفسها، وبدأ بانتهاجها منذ عام 2008".
وقالت الصحيفة إنه "على المستوى الدولي، وفي المجال الرياضي بصفة خاصة، عُرف هذا الأمير الذي يترأس اللجنة الأولمبية الوطنية، والراعي لفريق باريس سان جيرمان الفرنسي؛ بسمعته الجيدة، ونفوذه الواسع"، مشيرة إلى أن "فوزه في معركة استضافة كأس العالم لكرة القدم 2022؛ عُدّ دليلا على سلطته، وثقل بلاده في ميزان القوى العالمية".
ولفتت إلى أن "المشهد الإعلامي الغربي تفاجأ بتسليم السلطة للأمير الابن عام 2013، إلا أن هذه العملية كانت معدّة منذ فترة طويلة، وكان تميم قد بدأ تدريجيا باتخاذ القرارات في جميع أنحاء الدولة، وصار يملك شعبية حقيقية في صفوف رعاياه، كما أن رأيه أصبح ذا وقع عند والده، وابن عمه، ورئيس الوزراء، ووزير الشؤون الخارجية".
ونقلت الصحيفة عن المحلل السياسي، مدير مركز الدراسات والأبحاث حول العالم العربي ودول المتوسط في جنيف، حسني عبيدي، تعليقا له حول الأمير السابق حمد بن خليفة بن حمد؛ قال فيه إن "الأمير السابق يبقى أبا، وعليه واجب تقديم النصح والإرشاد إلى ابنه، بالرغم من أننا لا نلاحظ أنه يفرض عليه أي ضغوطات أو قرارات".
وأوضحت الصحيفة أن الدولة القطرية، برئاسة الأمير تميم، قد منحت في تموز/ يوليو 2013 قرضا بقيمة 7.5 مليار دولار إلى القاهرة عندما كانت تحت حكم الإسلاميين، كما أنها قدمت دعما ماديا لحكومة حزب النهضة الإسلامي في
تونس، التي تولت إدارة شؤون البلاد في تشرين الأول/ أكتوبر 2013.
ووفقا للاستشاري المتخصص في الشؤون القطرية، نضال شقير؛ فإن "العودة إلى الوضع الذي كانت عليه العلاقات الدبلوماسية القطرية العربية سابقا، تمثل أهم التحديات التي تواجه هذا الأمير الشاب".
وقال شقير إن "أهداف قطر لم تتغير حتى الآن، وذلك لأن السياسة القطرية لا تزال مرتبطة ارتباطا عميقا بالظروف الإقليمية والعالمية".
وفي الختام؛ شددت الصحيفة على أن اهتمام الأمير القطري مُوجّه في الفترة الأخيرة، إلى تحسين وصيانة البنية التحتية، لتكون الدولة قادرة على حسن استقبال وتنظيم دورة كأس العالم لعام 2022، التي من المتوقع أن تتجاوز ميزانياتها الـ200 مليار دولار.