نازحون من منبج - ريف حلب الشرقي - سوريا 4-6-2016 أ ف ب
انتهت محاولات الهرب لعشرات السوريين من بلدات ريف حمص المحاصرة من قبل النظام السوري والميليشيات الموالية له إلى تصفيات ميدانية بشعة، حيث حاول العديد منهم الاتجاه نحو الشمال السوري بحثا عن حياة خارج السجن الكبير لكنهم وقعوا في كمائن محكمة لقوات النظام السوري التي تبين أنها تنسق مع شبكات التهريب التي لا تفكر سوى بالأموال.
وأكد الناشط الميداني صقر الحمصي تصفية ما يزيد عن 100 مدني على يد الميليشيات الموالية للنظام السوري بالاشتراك مع القوات النظامية عقب خروجهم من ريف حمص عبر شبكات التهريب، إذ إن غالبية محاولات الهروب انتهت بوقوع الضحايا بكمائن جاهزة، قُتل المدنيون خلالها رمياً بالرصاص، ومنهم من تم اعتقاله.
وقال الحمصي لـ"عربي21" خلال اتصال هاتفي خاص معه: "المدنيون الذين قضوا على أيدي الميليشيات وقوات النظام كان هدفهم الهروب من واقع الحصار المرير المفروض على ريف حمص نحو الشمال السوري، يدفع كل مدني مبلغ ألف دولار أمريكي لشبكات التهريب التي تنسق عبورهم عبر مناطق النظام مع ضباط بارزين في قوات النظام والدفاع الوطني، إلا أن غالبية الحالات أدت إلى تصفية الهاربين ميدانياً رمياً بالرصاص".
وقال الحمصي إن هناك أسبابا عديدة تجعل الشباب السوري المحاصر والجائع والجريح يسلك طرق الموت عبر شبكات التهريب ومن بينها أن "ريف حمص تحول بكامله إلى سجن كبير فيه كافة أساليب وفنون الموت، حصار خانق، فقدان معالم الحياة، قلة العمل، شدة القصف، الجرحى ونقص الأدوية، فقدان الأغذية".
كما نوه الناشط الميداني إلى أن أعداداً كبيرة من عموم شباب الريف الحمصي رغم أعداد الضحايا، ما زالت تخرج بشكل أسبوعي نحو الشمال السوري عبر شبكات التهريب ذاتها التي تعمل على تهريبهم بطرق بالغة الخطورة بالقرب من القرى الموالية للنظام السوري في ريف حماة الجنوبي الشرقي، إلا أن غالبية الطرقات تنتهي بكمائن للنظام السوري والميليشيات الموالية له، تبدأ في نهايتها أحداث دموية تنهي حلم المحاصرين الهاربين نحو الحياة عبر طرق الموت المجهولة.
غالبية شبكات التهريب التي تجني أرباحا مالية هائلة أسبوعيا عبر التهريب تتقاسمها مع ضباط النظام السوري والدفاع الوطني، فيما يقطع الهاربون من السجن الكبير عشرات الكيلومترات "ما يزيد عن 30 كيلو مترا" سيراً على الأقدام ضمن محيط القرى الموالية للنظام السوري، حيث ينجو قلة منهم، في حين تنهي هذه الطرقات حياة الآخرين دون أي حسيب أو رقيب.
الموت ينهي حلم اللجوء
بدوره أشار الناشط الإعلامي محمد الحميد إلى أن ضرورات الحياة أرهقت كاهل السوريين عموماً في الريف الحمصي، فسنوات الحصار سحقت كل شيء، فيما أكملت الهجمات العسكرية للنظام السوري والميليشيات الموالية القضاء على ما تبقى من موارد للحياة، الأمر الذي دفع مئات الشبان لسلك طرقات الموت والمزاودة على أرواحهم هرباً من السجن الكبير والموت البطيء.
وأفاد الحميد لـ"عربي21" بأن جزءًا من الضحايا على يد قوات النظام السوري والموالين له أو ممن أنجاه القدر من الموت يسعى لإكمال المشوار خارج حدود البلاد، قاصداً الدول الأوروبية لطلب اللجوء فيه، سعيا منه للوصول لحياة تريحه بعد أن ماتت الكثير من عوالمها في بلاده على يد النظام السوري.
يذكر أن النظام السوري يحاصر أرياف محافظة حمص منذ أشهر طويلة، حيث يُعاني مئات آلاف السوريين من أعقد الظروف المعيشية التي أنهكت حياة أبنائه وسط انعدام أي مخارج نجاة لهم، فيما لا تكفيهم ولا تعوضهم سيارات الإغاثة الأممية عما فقدوه جراء استمرار سياسة الحصار والسجن.