دعت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان، لتجنب النزعة الاستبدادية، بعد المحاولة
الانقلابية الفاشلة في
تركيا يوم الجمعة.
وتقول الافتتاحية إن "الرئيس أردوغان، المغرور والمستبد، نجا من محاولة انقلابية، بعد أن وقفت المؤسسات الوطنية الديمقراطية خلفه، واصطفت الأحزاب المعارضة التي اضطهدها معه، حيث أصدرت بيانات تشجب الانقلاب، وعندما احتل الجنود التلفزيون الرسمي، منحت محطات التلفزة الخاصة الرئيس الفرصة للتحدث مع شعبه، وهي المحطات ذاتها التي فرض الرقابة عليها، وقامت وسائل التواصل الاجتماعي، التي كانت عرضة للإغلاق بسبب انتقاده، بنشر رسائله".
وتعلق الصحيفة قائلة إن "على أردوغان، الذي لقي دعما من القوى الديمقراطية، بعد محاولة الجيش الانقلاب عليه، التخلي عن نزعته لتحييد المعارضين السلميين، والصحافة الناقدة، والقضاة المستقلين، وتدميرهم".
وتشير الافتتاحية، التي ترجمتها "
عربي21"، إلى أن قلة من المراقبين المقربين من الرئيس التركي يتوقعون تغيرا في موقفه، مرجحة أن يترك الانقلاب دولة عضوا في الناتو أكثر اضطرابا وأقل ليبرالية، يقودها رجل قوي.
وتجد الصحيفة أنه رغم عدم معرفة هوية الانقلابيين ودوافعهم بعد، إلا أنهم تحدثوا عن إعادة الديمقراطية، مشيرة إلى أنهم يعارضون حكم أردوغان، الذي اتهم جماعة فتح الله
غولن بالوقوف وراء المحاولة، و"لم يقدم أدلة على ذلك".
وتلفت الافتتاحية إلى أن أردوغان، الذي قاد حزبه "العدالة والتنمية" للنصر عام 2002، بصفته حزبا معتدلا مؤيدا للغرب، تحرك شيئا فشيئا نحو النزعة الشمولية بعد عقد من الزمان، مشيرة إلى أن تركيا هي الدولة الأولى في العالم من ناحية سجن الصحفيين، التي تصادر فيها الصحف والقنوات التلفزيونية.
وتنوه الصحيفة إلى أن النظام قام بتطهير الجيش من خلال عمليات محاكمة ضباط بتهم التآمر ضد الدولة، حيث بدأ أردوغان حربا في السنوات الأخيرة ضد الانفصاليين الأكراد، مبينة أن سياسات أردوغان "القمعية" في الداخل، والسياسة الخارجية المتقلبة، التي تأرجحت بين التعاون والخلاف مع إسرائيل وروسيا وسوريا، أدت إلى تعقيد العلاقة، التي كانت بدايتها دافئة، مع إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وترى الافتتاحية أن المحاولة الانقلابية قد تؤدي إلى تعقيدات جديدة في العلاقات مع الولايات المتحدة، مستدركة بأنه رغم دعم الحكومة الأمريكية "الحكومة المنتخبة" في تركيا، إلا أن أول تصريح لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري كان أن الولايات المتحدة "تدعم الاستقرار والسلام والاستمرارية في تركيا"، حيث لم يكن يعرف مسار الأحداث عندما تحدث.
وتفيد الصحيفة بأن تركيا تظل حليفا مهما في القتال ضد
تنظيم الدولة، حيث تنطلق الطائرات الأمريكية من قاعدة أنجرليك الجوية، التي ظلت مغلقة يوم السبت؛ بسبب إغلاق المجال الجوي التركي.
وتختم "واشنطن بوست" افتتاحيتها بالقول إن "استقرار تركيا على المدى الطويل، يعتمد على الحفاظ على المؤسسات الديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني، ويجب على واشنطن بذل قصارى جهدها لكبح جماح أردوغان في الرد على الانقلاب، من خلال عملية قمع ضد القوى الليبرالية والديمقراطية التي جاءت لنجدته".