نشرت صحيفة "فوكاتيف" الإنجليزية، تقريرا عرضت فيه دراسة حديثة كشفت أن النساء يلعبن دورا كبيرا ومركزيا في حملة التأثير التي يتبناها ويقودها
تنظيم الدولة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21" إن الموالين لتنظيم الدولة من النساء "يقدن عبر الإنترنت حملة تأثير واسعة النطاق، رغم قلة عددهن مقارنة بالرجال في التنظيم"، مؤكدة أنه "رغم هيمنة الرجال الظاهرة؛ فإن النساء يلعبن دورا تأثيريا كبيرا يفوق في وطأته بعض الأحيان الدور الجسدي الذي يقوم به مقاتلو التنظيم".
وأوضح ستيفان وتشي، أحد القائمين بهذه الدراسة، أن "مجموعة النساء هذه قد لا تشغل مناصب مهمة في التنظيم، لكن دورهن فعال في تعزيز الحملة الإلكترونية، وهن بمثابة الغراء الذي يمسك بخيوط الشبكة الإلكترونية".
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الدراسة شملت ما يربو على 41 ألف مستخدم إنترنت من الموالين لتنظيم الدولة، على موقع التواصل الاجتماعي الروسي "
فكونتاكتي". بالإضافة إلى ذلك؛ فقد بينت الدراسة أن النساء يملكن عددا كبيرا مما يسمى "المركزية البينية" أو "BC"، على الرغم من أن أغلبية المستخدمين كانوا من الذكور.
وفي تعريفه لـ"المركزية البينية"؛ قال وتشي إنها تقيس نسبة ارتباط مستخدمي الإنترنت ببعضهم، على عكس "
فيسبوك" تماما، فكلما انخفضت نسبة ارتباط المستخدم بغيره على المواقع الإلكترونية؛ ارتفعت نسبة المركزية البينية، والعكس صحيح؛ فكلما ارتفعت نسبة ارتباط الشخص ببقية المستخدمين، كـ"فيسبوك"؛ انخفضت نسبة الـ"BC"، "وهذا يثبت توسع الشبكة التي يعمل فيها التنظيم، والطريقة التي يتم من خلالها استقطاب الأشخاص".
وقالت الصحيفة إن الباحثين وجدوا أيضا أن "تواصل نشاط المجموعات المؤيدة لتنظيم الدولة، رغم محاولة قرصنتهم إلكترونيا بأمر قانوني؛ يتزايد تدريجيا بوجود النساء، وبسبب دورهن التأثيري، فقد توصل الباحثون إلى أن النساء يلعبن دورا أكثر مركزية من مقاتلي التنظيم؛ من خلال تمرير المعطيات، كالانتدابات والرسائل والملفات، والدعوة إلى الصلاة، ولقطات الفيديو، والدعاية الصوتية، إلى جانب جمع التمويلات".
وأضافت أن الباحثين تطرقوا إلى البحث عن بيانات تخص دور المرأة في الحملات الثورية قديما، ووجدوا تقاربا كبيرا جدا بين النشاط الذي تقوم به النساء في التنظيم، وبين سياسة المقاومة التي اعتمدتها مقاتلات الجيش الإيرلندي المؤقت من أجل استقلال إيرلندا الشمالية عن المملكة المتحدة.
وأشار الباحثون إلى أنه "على الرغم من أن الذكور يهيمنون عدديا على التنظيم؛ فإن المرأة تظهر تفوقا من حيث التأثير، وعلى المستوى الاجتماعي الذي سيعود بالفائدة على التنظيم، حيث إن هذه الطريقة ستزيد من متانة وقوة نفوذ التنظيم، وستسهم في ارتفاع عدد مقاتليه والموالين له، وبذلك يضمن بقاءه".
وذكرت الصحيفة أن هذه الدراسة أثبتت عكس ما يتم تداوله عن دور المرأة في "التنظيمات الإرهابية"، حيث إن مساهمتها دائما ما تكون بنسب ضئيلة، مقارنة بالرجال، وهذا سيقلب الكثير من المعادلات، حيث ستصبح النساء الأكثر تأثيرا، والأقوى قيادة، مع الكثير من الامتيازات؛ من الذكور المنتدبين.
في الختام؛ قالت الصحيفة إن نتائج الدراسة قد تمثل طريقة جديدة لاستهداف "التنظيمات الإرهابية" كتنظيم الدولة، ناقلة عن الباحثين قولهم إنه "يمكن الاعتماد على الإناث للتأثير وإعادة هندسة الشبكات المتطرفة، حتى وإن كانت هذه الأخيرة تمثل أقلية".