انتقدت الكاتبة البريطانية في "الغارديان" ماري ديجيفيسكي في مقال لها ترجمته "
عربي21"، استخدام الولايات المتحدة للطائرات بدون طيار لاغتيال الملا أختر منصور زعيم حركة
طالبان أفغانستان.
وقالت تحت عنوان "الطائرات المسيرة ليست سيئة بالكامل، لكن ماذا لو استخدمها
تنظيم الدولة؟"، إن المجتمع الدولي بقي صامتا رغم الإعلان عن الاغتيال على لسان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ثم تأكيد الخبر عن طريق السلطات الأفغانية، بينما أصدرت
باكستان التى جرت عملية الاغتيال على أراضيها بيانا ضبابيا استنكرت فيه خرق الطائرات الأمريكية مجالها الجوي، وسيادتها الإقليمية، وهذا كل شيء.
وأضافت أن التقنيات الحديثة أصبح الجميع ينظر إليها على أنها أمر مسلم به، وكذلك القتل عن بعد، متسائلة عن الضوابط الأخلاقية لاستخدام الطائرات المسيرة، وأسلحة القتل عن بعد.
وطالبت جيفيسكي قراءها بتخيل السيناريو بشكل عكسي، قائلة: "ماذا لو أصدر تنظيم الدولة أوامره لطائرات مسيرة بالهجوم على موكب مسؤول بريطاني أو أمريكي، وهو أمر مستبعد حاليا بسبب نقص الإمكانيات، لكن ماذا سيكون الموقف لو ضاقت الفجوة التكنولوجية بيننا وبينهم، عندها يمكنكم أن تراهنوا على أن حكوماتنا ستعمل على تقنين استخدام هذه التقنيات على المستوى الدولي".
وقالت إنه "حتى هذه اللحظة، ستبقى طائراتنا المسيرة تحلق دون ضابط فوق ساحات القتل".
وترى ديجيفيسكي أن أخطر ما في الأمر ليس اغتيال أختر منصور، لأنه رجل مقاتل كان يتوقع أن يموت في المعركة كما عاش فيها، لكن الأكثر خطورة هو أن عملية اغتيال يتم التخطيط لها وإعطاء أمر تنفيذها من قارة بعيدة، تمر بهذه البساطة وكأنها أمر معتاد.
وأوضحت الكاتبة أن اغتيال منصور قد يشغل تغيرا في ميزان القوى في المنطقة التي ينشط فيها عناصر عسكرية أمريكية وبريطانية، مشيرة إلى أن أفغانستان تعاني منذ نحو 40 عاما بسبب التدخل الدولي.