أفاد مصدر من داخل الاتحاد العام لعلماء المسلمين، بوجود نية لإعادة النظر في
الفتوى التي أصدرها الاتحاد قبل أعوام بتحريم زيارة مدينة
القدس المحتلة لغير
الفلسطينيين، بسبب بعض الاعتبارات التي طرأت على الفتوى الحالية.
وقالت المصدر لـ"
عربي21" مفضلا عدم الإفصاح عن اسمه، أن بعض العلماء ارتأوا ضرورة إفساح المجال أمام عموم المسلمين لزيارة القدس واقتصار المنع في الفتوى على المسؤولين والسياسيين والعلماء والشخصيات العامة.
ولفت إلى أن إفساح المجال لزيارة عموم المسلمين للقدس يرفد المقدسيين بالدعم ويثبت وجودهم ويقويهم من الناحية الاقتصادية، سواء بالحصول على أماكن استضافة أم عبر المنفعة التجارية.
وأوضح المصدر لـ"
عربي21" أن هناك إصرارا لدى العديد من المسلمين لزيارة القدس والصلاة فيها، والبعض منهم لم يعد يلتفت للفتوى الموجودة حاليا ويقوم بزيارة القدس، ولذلك أصبح لزاما إعادة النظر فيها لإفساح المجال لهم ضمن ضوابط أهمها عدم استفادة الجانب
الإسرائيلي المحتل للقدس من هذه الزيارات، سواء بالمبيت في فنادقهم أو الشراء من متاجر يملكها الإسرائيليون.
من جانبه نفى نائب الأمين العام لاتحاد
العلماء المسلمين الدكتور علي القرة داغي أي توجه بإعادة النظر في فتوى تحريم زيارة القدس في وضعها الحالي تحت الاحتلال الإسرائيلي.
وقال القرة داغي لـ"
عربي21" إن مبررات تحريم زيارة القدس لغير أهل فلسطين ما زالت قائمة والاحتلال موجود وهو المستفيد الأول والأخير من هكذا زيارات.
وأوضح أن مسألة تغيير الفتوى لم تطرح داخل الاتحاد أو الأمانة العامة للعلماء وما زلنا مصرين عليها والأولى الدعوة لتحرير القدس وليس لإفساح المجال أمام عموم المسلمين لزيارتها.
وأشار إلى أن زيارة القدس ليست واجبة شرعا بل هي سنة مؤكدة لكن الزيارة في الوضع الحالي تستلزم "فيزا" من سفارات الاحتلال بالإضافة إلى دخول الأراضي المحتلة والقدس كله يستفيد الاحتلال منه استفادة مباشرة.
وقال إن الاتحاد العالمين لعلماء المسلمين ومن قبله الازهر وشيوخه وجمهور العلماء في العصر الحديث تحدثوا عن رفضهم للزيارة تحت الاحتلال ومن قام بطرح موضوع وجوب الزيارة هو رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وهو شخص سياسي وهذا الأمر شرعي يحتاج إلى مختصين في الشريعة للحديث عنه.
وأشار القرة داغي إلى أن اتحاد علماء المسلمين سيكون أول من يزور القدس والمسجد الأقصى لو كان تحت السلطة الكاملة والسيادة المباشرة للأردن أو منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية ودون أي وجود للاحتلال فيها.
يشار إلى أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ممثلا برئيسه الدكتور يوسف القرضاوي كان أصدر فتوى بتحريم زيارة القدس لغير أهل فلسطين مستندا على وجود احتلال للقدس يستفيد من هذه الزيارة اقتصاديا وسياسيا.
وفي المقابل ينشط تيار آخر من بعض العلماء في الترويج لفكرة زيارة القدس والأقصى تحت الاحتلال كان أبرزهم مفتي مصر السابق علي جمعة والذي قام بزيارة للمسجد الأقصى قبل نحو عامين على الرغم من شيخ الأزهر أحمد الطيب لهذه الزيارات.
يذكر أن العديد من شركات السياحة في عدة دول في العالم تنشط في مجال توفير الزيارات لمدينة القدس للمسلمين.
وتقوم الشركات بتقديم طلبات للسفارات الإسرائيلية من أجل زيارة الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1948 ومن ضمنها زيارة مدينة القدس من أجل الصلاة فيها وتستغرق الطلبات مدة شهرين من أجل إجابة الطلب والرد سواء بالموافقة أو بالرفض.