كشفت صحيفة "هآرتس"
الإسرائيلية في عددها الصادر الأربعاء، النقاب، عن أن كلا من إسرائيل ونظام عبد الفتاح
السيسي في مصر، ينسقان جهودا مشتركة لإقناع الإدارة الأمريكية بعدم سحب القوات الأمريكية من منطقة شمال سيناء.
وأشار معلّق الشؤون العسكرية في الصحيفة، عاموس هارئيل، إلى أن إسرائيل تعارض الخطوة، خشية أن تسهم في توفير الظروف لتعاظم محاولات "الجهاديين" استهداف العمق الإسرائيلي، وفق قوله.
وأوضح هارئيل أن السيسي يتحفظ بشدة على التوجه الأمريكي، "خشية أن يفسر على أنه تعبير عن حجب الثقة الأمريكية عن نظامه".
وأضاف أن السيسي "يخشى أن تمثل الخطوة الأمريكية دليلا على إقرار إدارة
أوباما بتهاوي رهانها على قدرة نظامه على مواجهة الحركات الجهادية، تحديدا تنظيم
ولاية سيناء".
وأوضح هارئيل أن الإدارة الأمريكية أبلغت القاهرة وتل أبيب، نيتها سحب ثلث قواتها على الأقل من سيناء، "خشية أن يتعرض الجنود لعمليات اختطاف، لا سيما في حال انهارت مناعة الجيش المصري، أمام تنظيم ولاية سيناء، بشكل كامل".
ونوّه هارئيل إلى أن التنسيق بين نظام السيسي وإسرائيل في التعاطي مع الولايات المتحدة، يأتي ضمن منظومة تنسيق أوسع "تتضمن تكثيف التعاون الأمني والاستخباري في الحرب على ولاية سيناء".
وأعاد هارئيل للأذهان التصريحات التي أدلى بها مؤخرا نائب رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال يئير جولان، الذي أكد أن التعاون الأمني بين مصر وإسرائيل "غير مسبوق".
وأوضح هارئيل أن إسرائيل تقوم بتزويد الجيش المصري بالمعلومات الاستخبارية اللازمة لمواجهة تنظيم "ولاية سيناء".
وضرب هارئيل مثالا على تحسن العلاقات بين إسرائيل ومصر، بسماح تل أبيب الأسبوع الماضي لـ6000 قبطي مصري بزيارة إسرائيل والقدس المحتلة، بدعوى "الحج".
وكانت إسرائيل قد عبّرت عن انزعاجها الشديد من توصيات قدمتها لجنة من كبار الباحثين الأمريكيين لإدارة أوباما، بقطع العلاقات مع نظام السيسي، بسبب سجله في مجال حقوق الإنسان.
وكانت صحيفة "معاريف" ذكرت الأربعاء الماضي، أن اللجنة دعت إدارة أوباما إلى اشتراط تواصل المساعدات العسكرية والاقتصادية لنظام السيسي، بتحسين سجل حقوق الإنسان في مصر.
وأشارت "معاريف" إلى أن ما فاقم المخاوف الإسرائيلية، هو "حقيقة أن الباحثين الأمريكيين الذين قدموا التوصيات وينضوون في ما يعرف بمجموعة العمل الخاصة بمصر، يشكلون الإجماع الأمريكي، حيث إن منهم ديموقراطيين وجمهوريين ومحافظين جدد.
ونوّهت الصحيفة إلى أن المجموعة يرأسها كل من روبرت كغين، الذي يعد من منظري المحافظين الجدد، ويعمل في معهد "بروكينغز"، والديموقراطية ميشال دان، وهي دبلوماسية سابقة، وتعمل حاليا باحثة كبيرة في معهد "كارنغي للسلام العالمي".