في الوقت الذي جاهر فيه كتاب
إسرائيليون بالدفاع عن الحركة، فقد اتهمت محافل إسرائيلية رسمية برامج وأقسام دراسات الشرق الأوسط في
الجامعات الأمريكية بأنها "مهد" حركة
المقاطعة الدولية ضد إسرائيل(BDS).
ونقلت قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة، في تحقيق بثته الليلة الماضية عن محافل في ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن معظم قادة (BDS) هم طلاب ومحاضرون في هذه البرامج والأقسام.
وزعمت المحافل أن دعم (BDS) من قبل المحاضرين والطلاب في هذه الأقسام ناجم عن "تأثرهم بالرواية العربية، بسبب انكشافهم على العالم العربي".
وأكدت القناة أن (BDS) قد حولت الجامعات إلى ساحة معادية لإسرائيل، وللباحثين الإسرائيليين الذين يفدون لاستكمال تحصيلهم العلمي وتأهيلهم البحثي.
وعرض التحقيق للمشاكل التي يواجهها باحثون إسرائيليون يكملون دراساتهم العليا في الولايات المتحدة بسبب أنشطة الحركة.
وقالت ياعيل، وهي باحثة دكتوراه تدرس في جامعة كولورادو، إن الكثير من المدرسين الأمريكيين يرفضون التعامل معها، وتقديم المساعدات لها؛ كونها إسرائيلية، وأضافت قائلة: "تشعر أن الجميع هناك يحاسبك كونك إسرائيليا، هم يطلبون مني أن يكون لي وجهة نظر مما تقوم به الحكومة الإسرائيلية، هم غير مستعدين أن يقبلوا حقيقة أنني أمثل نفسي هنا".
من ناحيته، يقول يهودا بيرل، وهو بروفيسور يهودي وإسرائيلي يعمل في جامعة "كولورادو"، إن "35 عاما من العمل الهادئ في المؤسسات الأكاديمية الأمريكية قد انتهى بشكل مفاجئ وبدون مقدمات، بسبب ترجل "BDS"، منوها إلى أنه " يصعب التصديق أن يتعرض الإسرائيليون إلى هذه الممارسات في الجامعات التي تحتضنها الولايات المتحدة، التي تعد حليف إسرائيل الأوثق".
وبحسب بيرل، فإن "BDS" قد "تمكنت من نقل الصراع
الفلسطيني الإسرائيلي إلى الجامعات الأمريكية، وهذا خطير، طلاب الجامعات الحاليون هم قادة المستقبل في أمريكا".
وفي السياق، حذر رؤساء الجامعات الإسرائيلية من التداعيات الخطيرة لأنشطة "BDS" على مستقبل البحث العلمي في الكيان الصهيوني.
وقال بيريتس لبيا، رئيس "هيئة رؤساء الجامعات" إن "BDS" تقطع "إمدادنا بالأوكسجين، ونحن مقبلون على كارثة في حال لم تحدث نقطة تحول فارقة تغير هذا الواقع".
ونقل موقع "واللا" الإسرائيلي الخميس الماضي عن بيريتس، الذي يرأس معهد الهندسة التطبيقية "التخنيون" قوله إن "BDS" تمثل "تهديدا مباشرا للأمن القومي الإسرائيلي".
يذكر أن الجامعات الإسرائيلية شرعت في حملة عالمية استباقية لمواجهة دعوات المقاطعة الأكاديمية.
وضمن هذه الحملة قامت الجامعات بالتواصل مع عدد كبير من المحاضرين في أرجاء العالم وحاولت إقناعهم بالانضمام بشكل شرفي لمؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية، على اعتبار أن من يقبل بالانضمام لهذه الجامعات سيكون مستعدا للمساعدة في مواجهة دعوات المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل.
وفي السياق، دافع الكاتب جدعون ليفي، الذي ينتمي لمدرسة "ما بعد الصهيونية"، عن الدور الذي تقوم به (BDS)، معتبرا أن هذه الحركة "فقط بإمكانها إنقاذ إسرائيل من نفسها".
وفي مقال نشرته صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر الاثنين، قال ليفي: "فقط حركة المقاطعة الدولية بإمكانها أن تعيد إسرائيل إلى جادة الصواب"، معتبرا أن القائمين على هذه الحركة "يحركهم ضمير حي ورغبة جامحة في التغيير، تماما كما نجحت المقاطعة في تخليص جنوب أفريقيا من نظام التفرقة العنصرية".